ابوذر السماوي
.. لو سلمنا بظاهر الامور وبنينا وحاسبنا عليها لكان يكفينا القول باننا في خطر وان البلاد تتجه نحو الشخصنة والحزبية ومحاور الشخصيات وتكريس التفرد والبغضاء واستمرار الازمات كمخرج من ازمات ليدوم تفقيسها وتفريخها ناهيك عن محاسبة النوايا وبواطن الامور وخفايا الكواليس، ان التحركات الاخيرة والتقارب المزعوم بين المالكي والنجيفي او لنقل حزب الدعوة ودائرتها الضيقة والقائمة العراقية بدائرة ال النجيفي الاكثر ضيق وتسويقهم كابناء السنة وتقارب مزعوم مع الحكومة والشيعة ، فلنبقى بالظاهر فان هذا التقارب يسوق على انه تقارب بين السلطتين التنفيذية والتشريعية وممكن ان ينعكس على تحسين الاداء الحكومي واقرار القوانين وهذا ما لم تثبته تجربة وواقع اقرار قانون المفوضية وعدم التصويت بزيادة عدد المفوضين الى 15 وهو مطلب كتلة القانون وعلى اثره انسحبت من جلسة البرلمان واتهمت النجيفي بالاحتيال وتمرير التصويت وهددت باحالة القانون الى المحكمة الاتحادية للبت به وهو ان دل على شيء فهو يدل على عدم التسليم بالظواهر فما حدى مما بدى اذن فعلينا الذهاب الى النوايا وان نلتمس ونناقش التسريبات ونحاكي كلام الكواليس ولننزل الى تحت الطاولة بعد ان تبين ان شيئا فوقها جاء للتمويه وللعب ليس الا وما يثبت كلامنا وترجيحنا للنوايا هو ما سيحدث في الاثنين المقبل بعد استضافة البرلمان للمالكي ومناقشة مشروه وقانون البنى التحتية بالدفع بالاجل وهو ما رفضته القائمة العراقية وراحت تروج ضده بانه لايمكن تمريره وفضلت ان يناقش المالكي عن الاوضاع الامنية وكثرة الخروقات وهو ما لم يدرج في جدول ومواضيع الاستضافة فلنعود الى النوايا مايروج هو طرح النجيفي كضد نوعي وبديل للقيادات السنية وهم كاغلبية في القائمة العراقية وكبديل للقيادات العلمانية وهي الشيعية واحداث شرخ بين صفوف القائمة من خلال ابراز النجيفي كقائد وزعيم فعلي للعراقية ومن ثم للسنة واجهاض دور اياد علاوي وانهاء دوره السياسي بعد الترويج لعدم فاعليته وتراجع شعبيته وبعد تداعيات قضية الهاشمي وتقريبا نهاية مستقبله السياسي ومن جهة اخرى ضرب الحلفاء واطراف التحالف الوطني من الشيعة سواء من لهم علاقة مباشرة بالنجيفي وهم التيار الصدري من خلال محور اربيل النجف ومن نفس المحور هنالك وساطة يقوم بها النجيفي بين المالكي والقيادات الكردية فبذلك الحكم على من ينادون بالتحالف الاستراتيجي بين الاكراد والشيعة وهم المجلس الاعلى رغم كل مافعلوه ابان ازمة سحب الثقة وهنالك تسريبات بان النجيفي سيقوم بوساطة بين المالكي والاتراك من خلال ضمان المصالح التركية في العراق والمقدرة ب10 مليار دولار كاستثمارات وتبادلات تجارية مقابل تسهيلات وتقليل الضغط على الحكومة العراقية ورئيس وزرائها بالضغط واقناع مسعود البارزاني، وبالتالي التفاهم من جانبين مع الاكراد والاتراك سيكون عن طريق النجيفي فماذا سيكون حجم النجيفي وما الذي سيجنيه من تادية كل هذه الخدمات غير التنازلات بما ان الاثنين لعبا نفس اللعبة وكل اذاق صاحبه من نفس الكأس .. الحديث جرى على المكشوف وبلا حياء ولا ترتيبات ولا لغة بروتوكولية ولا ديبلوماسية اما مدى نجاح الامر برمته فسيبقى مرهون بالعهود والمواثيق وما سيجنيه الطرفان او الشخصان من كل هذا التقارب وطبعا سيسقط كل منهما سلطته على هذا اللقاء فسيتحدث الاعلام عن ما اعلن فوق الطاولة او حديث الظاهر بان التقارب حاصل بين السلطتبن التشريعية والتنفيذية.. فالى متى يبقى هذا اللعب والالتفاف على ارادة ومصالح الشعب والى اين يمضي قطار المالكي وبعين من ينظر وماذا سيجني والى متى يسلم البلد بيد شخصيات مع تبادل الادوار فمن المشهداني الى السامرائي الى المطلك وثم الى النجيفي ولماذا كل هذا التظاهر ولماذا لايكون الحديث على الظاهر لماذا نلجأ الى حديث الباطن ولماذا نخاطب النوايا ونحاكمها وهل نبقى نتحدث عن ديمقراطية وشفافية لكن تحت الطاولة وخلف الكواليس لا فوقها ولا في النور.
https://telegram.me/buratha