سليم الرميثي
نحن ليس لنا اعتراض على عودة الكثير من الناس الى اعمالهم وليس الجيش فقط ولكن عجبنا واستغرابنا ان الضباط البعثيين الذين يشملهم قانون المسائلة والعدالة لهم كامل الحقوق المعاشية والتقاعدية والاغرب من كل ذلك ان اي بعثي مهما كانت درجته في نظام البعث الفاشي له كامل الحقوق في كل شيء بل وله الافضلية في كل مؤسسات الدولة وهناك امثلة كثيرة لمسناها بانفسنا .وهذا احد الامثلة.. حصل معي وهو ان احد البعثيين و احد رجال الامن الصداميين بامتياز.. صدفة التقيته في احد التقاطعات في المدينة بعد زمن طويل من الغربة والتشرد وجائني للسلام وهو برتبة مقدم في مديرية شرطة احدى المحافظات الجنوبية .والعجيب انه في فترة اعتقالي كان هو احد رجال الامن المخلصين لصدام(بدرجة شرطي) اما الان فهو مقدم.. وحاربني وحارب الكثير من الشباب آنذاك بشكل عجيب و كل شباب المدينة يعرفونه بالشرطي الخبيث وهو عندما تذكر الايام الماضية قال لي بالنص(انت بيّنت مو بحزب الدعوة) رديت عليه بسؤال ايضا وقلت له كيف عرفت قال(لانك لم تحصل على منصب او وظيفة) ..المهم اخوان هذا راتبه الان مليونين وهذه قصة طويلة ذكرتها باختصار ,, وهذه حدثت معي وهناك قصص لاتخطر على بال احد.. نحن اكثر من عشرين سنة غربة وتشريد وعشر سنوات مرت على التغيير لانستطيع العودة والعيش في بلدنا ..ولم يكلّف اي مسؤول لمتابعة شؤون المهجرين والمشردين من السياسيين الذين واجهوا الطاغية صدام وكل جبروته واستطاعوا ان يكسروا ويدمروا كل حواجز الخوف التي كانت تحيط بالمجتمع العراقي وذلك طبعا ابان الاتفاضة الشعبانية المنسية عند حكومتنا الرشيدة. ربما احد يجيبني ويقول هناك وزارة الهجرة والمهجرين او المادة المئة واربعين واقول بصراحة انها بئس الوزارة وبئس من يعمل فيها ولنا حديث اخر عنها.. اما المادة المئة واربعون فلم يحصل احد على المنحة الا بدفع رشوة مليون او واسطة واقل مدة للحصول على المبلغ هي سنتين واكثر حسب درجات الواسطة والعرف.والمادة 140 الان توقف العمل بها بامر من وزير النقل او وزير الهجرة والمهجرين ومانعرف السبب.. وهذا التعسف كله طبعا يشمل المحافظات الجنوبية فقط اما الغير فلهم كل مايشتهون ويتمنون(بس اولاد الخايبة بالضيم).الان نستطيع ان نقول ان البعثيين فازوا بالحُسنيَيْن ..في زمن صدام كانوا يحكمونا ويطاردونا وبعد صدامهم المقبور عادوا ليتسيدوا علينا.نعم ربح البعثيون وخسر المجاهدون والمناضلون الحقيقيون الذين لازالوا يبحثون عن لقمة عيش حلال لهم ولاهليهم واكثرهم يعاني الفقر والمذلة في دوائر الدولة بل ولازال الكثير لم يستطع اعادة املاكه التي صادرها النظام السابق.
مع كل ذلك قلنا لننسى الماضي ومعاناته من اجل ان يعيش الشعب بسلام ولكن ذلك لايعني ان يبقى المظلومين والمضطهدين من قبل البعث وازلامه مهمشين مبعدين دون مراعاة لحقوقهم في العيش الكريم.نحن هنا نسأل حكومتنا هل هناك بعثي وصل الى درجة رفيق بدون ان يؤذي الناس والمجتمع ودون ان يكتب التقارير التي تسببت في اعدام اجمل شبابنا واشراف شعبنا؟.لماذا الان البعثي يحصل على جميع حقوقه وتعويضه عشرات الملايين مع راتب تقاعدي لايقل عن مليون دينار ومن جاهد وضحى بقي بنفس حالة التهميش واللامبالات من قبل الدولة التي جائت اصلا على اكتاف المظلومين والمحرومين؟.طبعا واكثر المظلومين الذين أُهملوا عمدا هم من الجنوب(من الشيعة).والمصيبة يتهمون الحكومة بالطائفية ليش ماذا فعلت الحكومة للشيعة وماذا قدمت لهم منذ عشر سنوات والفقر والفاقة ياكلان المنطقة الجنوبية برمتها من بصرتها الى بغدادها.قبل ايام طالعنا السيد وزيرالدفاع وكالة سعدون الدليمي وهو يوعد الضباط المشمولين بقانون الاجتثاث سابقا وهيئة المسائلة والعدالة الحالي بان لهم كل حقوق الضباط العائدين من الراتب الى الحقوق التقاعدية واليوم ايضا فتحت كل السفارات العراقية لاستقبال الضباط الصداميين والبعثيين للمباشرة بتعيينهم واعطاء الباقين منهم تعويضات ومكافئات مجزية.واما الناس المهجرة والمشردة ومنذ عشرات السنين لاتسطيع عمل اعادة جنسية او حتى جواز في اي سفارة من سفارات العراق ولا احد يهتم بهم فأي عدالة هذه وأي مساوات بل عليهم دفع رسوم حتى ورق الاستمارات؟واخيرا نقول للحكومة ومجلس النواب وكل المسؤولين عن ادراة البلاد والعباد لو اعطيتم جزءاُ مما اعطيتموه للبعثيين وللذين مارسوا العنف ضد الدولة والمجتمع وتخليتم عن صراعاتكم الفارغة لما بقي المظلومين والمضطهدين من قبل النظام العفلقي مهمشين كل هذا الوقت الطويل وكفى المماطلة والعرقلة واتقوا ربكم في شعبكم..
https://telegram.me/buratha