المقالات

ربح البعثيون وخسر المجاهدون

698 17:55:00 2012-09-16

سليم الرميثي

نحن ليس لنا اعتراض على عودة الكثير من الناس الى اعمالهم وليس الجيش فقط ولكن عجبنا واستغرابنا ان الضباط البعثيين الذين يشملهم قانون المسائلة والعدالة لهم كامل الحقوق المعاشية والتقاعدية والاغرب من كل ذلك ان اي بعثي مهما كانت درجته في نظام البعث الفاشي له كامل الحقوق في كل شيء بل وله الافضلية في كل مؤسسات الدولة وهناك امثلة كثيرة لمسناها بانفسنا .وهذا احد الامثلة.. حصل معي وهو ان احد البعثيين و احد رجال الامن الصداميين بامتياز.. صدفة التقيته في احد التقاطعات في المدينة بعد زمن طويل من الغربة والتشرد وجائني للسلام وهو برتبة مقدم في مديرية شرطة احدى المحافظات الجنوبية .والعجيب انه في فترة اعتقالي كان هو احد رجال الامن المخلصين لصدام(بدرجة شرطي) اما الان فهو مقدم.. وحاربني وحارب الكثير من الشباب آنذاك بشكل عجيب و كل شباب المدينة يعرفونه بالشرطي الخبيث وهو عندما تذكر الايام الماضية قال لي بالنص(انت بيّنت مو بحزب الدعوة) رديت عليه بسؤال ايضا وقلت له كيف عرفت قال(لانك لم تحصل على منصب او وظيفة) ..المهم اخوان هذا راتبه الان مليونين وهذه قصة طويلة ذكرتها باختصار ,, وهذه حدثت معي وهناك قصص لاتخطر على بال احد.. نحن اكثر من عشرين سنة غربة وتشريد وعشر سنوات مرت على التغيير لانستطيع العودة والعيش في بلدنا ..ولم يكلّف اي مسؤول لمتابعة شؤون المهجرين والمشردين من السياسيين الذين واجهوا الطاغية صدام وكل جبروته واستطاعوا ان يكسروا ويدمروا كل حواجز الخوف التي كانت تحيط بالمجتمع العراقي وذلك طبعا ابان الاتفاضة الشعبانية المنسية عند حكومتنا الرشيدة. ربما احد يجيبني ويقول هناك وزارة الهجرة والمهجرين او المادة المئة واربعين واقول بصراحة انها بئس الوزارة وبئس من يعمل فيها ولنا حديث اخر عنها.. اما المادة المئة واربعون فلم يحصل احد على المنحة الا بدفع رشوة مليون او واسطة واقل مدة للحصول على المبلغ هي سنتين واكثر حسب درجات الواسطة والعرف.والمادة 140 الان توقف العمل بها بامر من وزير النقل او وزير الهجرة والمهجرين ومانعرف السبب.. وهذا التعسف كله طبعا يشمل المحافظات الجنوبية فقط اما الغير فلهم كل مايشتهون ويتمنون(بس اولاد الخايبة بالضيم).الان نستطيع ان نقول ان البعثيين فازوا بالحُسنيَيْن ..في زمن صدام كانوا يحكمونا ويطاردونا وبعد صدامهم المقبور عادوا ليتسيدوا علينا.نعم ربح البعثيون وخسر المجاهدون والمناضلون الحقيقيون الذين لازالوا يبحثون عن لقمة عيش حلال لهم ولاهليهم واكثرهم يعاني الفقر والمذلة في دوائر الدولة بل ولازال الكثير لم يستطع اعادة املاكه التي صادرها النظام السابق.

مع كل ذلك قلنا لننسى الماضي ومعاناته من اجل ان يعيش الشعب بسلام ولكن ذلك لايعني ان يبقى المظلومين والمضطهدين من قبل البعث وازلامه مهمشين مبعدين دون مراعاة لحقوقهم في العيش الكريم.نحن هنا نسأل حكومتنا هل هناك بعثي وصل الى درجة رفيق بدون ان يؤذي الناس والمجتمع ودون ان يكتب التقارير التي تسببت في اعدام اجمل شبابنا واشراف شعبنا؟.لماذا الان البعثي يحصل على جميع حقوقه وتعويضه عشرات الملايين مع راتب تقاعدي لايقل عن مليون دينار ومن جاهد وضحى بقي بنفس حالة التهميش واللامبالات من قبل الدولة التي جائت اصلا على اكتاف المظلومين والمحرومين؟.طبعا واكثر المظلومين الذين أُهملوا عمدا هم من الجنوب(من الشيعة).والمصيبة يتهمون الحكومة بالطائفية ليش ماذا فعلت الحكومة للشيعة وماذا قدمت لهم منذ عشر سنوات والفقر والفاقة ياكلان المنطقة الجنوبية برمتها من بصرتها الى بغدادها.قبل ايام طالعنا السيد وزيرالدفاع وكالة سعدون الدليمي وهو يوعد الضباط المشمولين بقانون الاجتثاث سابقا وهيئة المسائلة والعدالة الحالي بان لهم كل حقوق الضباط العائدين من الراتب الى الحقوق التقاعدية واليوم ايضا فتحت كل السفارات العراقية لاستقبال الضباط الصداميين والبعثيين للمباشرة بتعيينهم واعطاء الباقين منهم تعويضات ومكافئات مجزية.واما الناس المهجرة والمشردة ومنذ عشرات السنين لاتسطيع عمل اعادة جنسية او حتى جواز في اي سفارة من سفارات العراق ولا احد يهتم بهم فأي عدالة هذه وأي مساوات بل عليهم دفع رسوم حتى ورق الاستمارات؟واخيرا نقول للحكومة ومجلس النواب وكل المسؤولين عن ادراة البلاد والعباد لو اعطيتم جزءاُ مما اعطيتموه للبعثيين وللذين مارسوا العنف ضد الدولة والمجتمع وتخليتم عن صراعاتكم الفارغة لما بقي المظلومين والمضطهدين من قبل النظام العفلقي مهمشين كل هذا الوقت الطويل وكفى المماطلة والعرقلة واتقوا ربكم في شعبكم..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد كاظم
2012-09-17
السلام عليكم لقد ذهبت بعيدا اخي الكريم وانت تقارنهم وكأنهم عادوا من جديد ولكنهم عادوا منذ زمن بعيد الى الدوائر واختاروا المناصب الامنية بالذات حتى ليخالك انك تسمع شعارات الحزب تعود من جديد واذا لم تصدق تعال لنا في وزارة الدفاع وانت ترى كلامي ..... صوح .
كلمة
2012-09-16
كلامك كله صحيح ولكن لا تفرحم بهكذا عناوين ابدا لم ولن يربحوا ان لهم الخسران الاعظم ويكفي انهم محتقرون . لا تتصور ان شعورهم بانهم محتقرون امر سهل وانهم ساندوا مجرما ً . هؤلاء كتب الله عليهم الذلة حتى لو كان راتبهم مليونين صدقني وبشان السفارات معك مئة بالمئة فلقد وضعوا فيها من اخلاقهم اخلاق اولاد شوارع وليس دبلماسين ( باستثناء الاشرفاء ) . السفارت هي اقرب ما تكون علوة والصريخ جايب اخر الشارع مع بالغ الاسف
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك