تقدم قضية الأساءة لرسولنا الأكرم صلوات الله عليه وآله وسلم فرصة للباحثين لتفهم معنى صدام الحضارات الذي نظر له مفكرين غربيين كثر..
فالإساءة لدين الله، ولكتاب الله، ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولعقيدة التوحيد، امر بات منهجا لمتشددين من الحضارة الغربية، وقد أوغلوا فيه، وهم يعرفون بالتأكيد أنهم يسيئون لعقيدة المليار وثلاثمائة مليون مسلم يعيشون على وجه الأرض، ومع ذلك فهم يقدمون عليه مرارا وتكرارا، وأزدادت وتيرة الأساءات تصاعدا في السنوات العشرين الأخيرة..فهل يقع هذا التصعيد ضمن مفهوم صدام الخضارات..؟!
نعم ، لا أشك بذلك..ومعنى هذا أن من أقدموا على الأساءة الأخيرة لرسول الله ـ ولا أظنها ستكون الأخيرة ـ لم يكونوا بمعزل عن خطة مسبقة تنفذها أطراف متعددة ، لكنها تمثل حلقات في سلسلة ربما تمتد الى زمن أبعد من زماننا هذا..وهو ما يشي بأن وراء هذه الحملة المنظمة الشرسة قوى خفية هي التي تحرك الإعلام وتورط الساسة وتعبئ الأفراد ضد الإسلام والمسلمين...وأن حالة العداء للإسلام والمسلمين كانت موجودة حتى من قبل الحادي عشرمن سبتمبر، يوم حصلت حماقة تفجير برجي التجارة في نيويورك لتقدم ذريعة سهلة رخية رخيصة لأعداء الأسلام، ليصعدوا عدائهم الذي كان مكبوتا ولا يظهر بطريقة سافرة، ولكن الامر ازداد بعد 11 سبتمبر، وحالة التعبئة العامة من قبل اللوبي اليميني المتطرف والصهيوني ضد كلما هو إسلامي، بلغت مداها عندما أنتجوا هذا الفم الذي يستحق هو وصناعه كل الأزدراء والمقت والإستهجان، على الأقل للا أخلاقيته..
إن تكرار الأساءات وتعمدها وإتساعها ليست ظوهر فردية منعزلة يمكن معالجتها معالجة سطحية او آنية، بالأعتذار حينا وبتبويس اللحى حينا، كلا، ولا يمكن معالجتها بالأدانات التي تصدر من ساسة وحكومات وصناع رأي وقادة فكر ورجال دين، نعم هذا كله مطلوب ويدخل في سياق المعالجة، لكن المعالجة الحقيقية ميدانها هو تجريم أممي من كل شعوب الأرض ودولها لمن يقترف ما يسيء الى عقائد الآخرين..
إن العقائد شأن خاص بالأمم والشعوب، ومعتنقيها أحرار فيما يعتنقون مالم تشكل هذه العقائد خطرا على وجود الآخرين شعوبا وكيانات سياسية..وثمة مسؤولية أخلاقية على الحكومات تجاه ضمان الاحترام الكامل لجميع الأديان، وعدم جواز استغلال حرية التعبير كذريعة للإساءة إلى الأديان، ومن الواضح ان حالة العداء للإسلام والمسلمين تجاوزت كل الخطوط، فهناك تعبئة عامة ضد الإسلام، وثمة خلط واضح ومتعمد بين (المتطرفين) وبين (الإسلام)...
كلام قبل السلام: قال تعالى في كتابه الكريم : "إنا كفيناك المستهزئين.." (الحجر:95)، و"فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"(البقرة: من الآية137)...
سلام...
https://telegram.me/buratha