المقالات

الخطوة الصحيحة للبرلمان

498 15:02:00 2012-09-17

محمد التميمي

سجل مجلس النواب العراقي نقطة مهمة جدا في مسيرة عمله عندما لم يصوت لصالح تعديل قانون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والذي كان يراد منه زيادة عدد اعضاء المفوضية من 9 الى 15..

الذين سعوا جاهدين بكل ما اوتوا من قوة الى رفع عدد اعضاء المفوضية كانوا من مشارب واتجاهات متعددة، وكانت الاهداف السياسية الضيقة حاضرة بقوة لديهم .. ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء السيد نوري المالكي كان الطرف الاكثر تحمسا لزيادة العدد، لان الزيادة تتيح له ان يستطيع التأثير بدرجة اكبر من خلال عدد من يمثلونه في المفوضية اضافة الى ممثلي بعض المكونات الصغيرة الذي يعتقد انه يمكن التأثير عليهم حينما يحتاج الى ذلك.

اما الكتل الاخرى التي سعت وراء الزيادة مثل كتلة التغيير الكردية وكتلة حزب الفضيلة وكتلة العراقية البيضاء ومنظمة بدر فقد كان همها الاول والاخير ان تحصل على موطيء قدم في المفوضية لاكثر ولا اقل بصرف النظر عن اي تبعات ونتائج سلبية تخلفها الزيادة.. للاسف الشديد، ان مايبعث على الالم والاسى هو ان المصالح الوطنية العامة باتت لدى الكثيرين ممن يدعون الوطنية والحرص على هذا البلد وابنائه ليست سوى وسيلة وورقة لتحقيق المصالح الخاصة -الحزبية والشخصية والفئوية.

من سعوا وفكروا وحاولوا زيادة عدد اعضاء المفوضية، فكروا في الواقع وقبل كل شيء بالهيمنة على مفصل اساسي ومهم، وفكروا في ان يكون لهم -كأحزاب وحركات سياسي حضور فيه، ولم يكونوا معنيين بأي شيء اخر، ونظروا الى التصويت تحت قبة البرلمان على انها معركة كسر عظم، اما ان يكسروا عظم الخصم او هو يكسر عظمهم، لم يفكروا ولم يعبئوا بأي شيء اخر مثل الاموال الطائلة التي يجب ان تخصص مع زيادة عدد الاعضاء ، حيث ان العضو يحمل درجة وكيل وزير ، ومن الطبيعي ان يتقاضى راتبا عاليا جدا اضافة الى المخططات والامتيازات الاخرى ، وافراد الحماية والسكن.. الى اخره، وكل ذلك لو نظرنا نظرة دقيقة وموضوعية ليس له اي ضرورة ولاينطوي على مصلحة حقيقية لابناء هذا الشعب المبتلى بأزمات ومشاكل لانهاية لها وسط لامسؤولية المسؤولين وانعدام الحس والشعور الوطني وطغيان روح الانا والتفكير بما هو خاص وترك واهمال ما هو عام، وكأن العراق فريسة كل طرف يحاول الحصول على اكبر حصة منها، في ظل عجز المخلصين والنزيهين والكفوئين عن الوقوف بوجه تيار الفساد الجارف بكل انواعه واشكاله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك