محمد مكي آل عيسى
لطالما سمعنا أن السحر ينقلب على الساحر ومكر الماكرين ينقلب عليهم فينهزموا بنفس مكرهم , وأن القاتل غالبا ما يـُقتل بنفس سيفه الذي شحذه لحرب الآخرين , وهذه سنة كونية جعلها الله لنا كي نعتبر بغيرنا لعلنا نرعوي ونترك طريق البغي والطغيان ولكن ما أكثر العبر وأقل الإعتبار .وحال هذه المرة كحال سابقاتها زينت لهم أنفسهم أن يتجرّؤوا على مقام نبي الرحمة والهدى ويتجاوزوا على مقامه الشريف لكنهم وبدون أن يشعروا فقد أكدوا نبوّته وزادوها ثباتا وهم لا يعلمون وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين وكانوا مصداقا لما ورد عن أهل البيت ع الحمد لله الذي جعل أعداءنا من الحمقى .لقد ورد عن رسول الله ص أنه قال " ما أوذي نبي مثل ما أوذيت " وهنا نرى أنه ص قد بين أن الأذى المتوجه إليه يفوق ما تلقاه أي نبي من الأنبياء , وأذاهم ع لا يفوق أذاه , لكننا وبالوقت نفسه نرى أن الفترة العمرية التي عاشها بكل أذاها لا تتجاوز ثلاثا وستين سنة بينما نرى وعلى سبيل المثال أن نوحاً ع لبث في قومه الف سنة إلا خمسين عاما يتحمل منهم الأذى حتى دعا الله عليهم !! فكيف نقارن ثلاثا وستين سنة من الأذى بتسعمائة وخمسين ؟؟!!كذلك ورد أن من الأنبياء من نشر بالمناشير وصلب في جذوع النخل وعُذِب عذابا شديدا .وهنا يتضح لنا جلياً أنه ص كان يبين لنا أن أذيته التي يعنيها في قوله هي بعد وفاته و لاترتبط بعمره الشريف فما لقيه بعد وفاته لربما كان أشد عليه مما لقيه بعد حياته فمن إنقلاب المسلمين إلى إضطهاد عترته إلى ما تعرض له من الإفتراء عليه من المسلمين وغيرهم كل ذلك الأذى المستمر الذي لم يتوقف بوفاته ص.واليوم يخرج أعداؤه بصيحة جديدة من صيحات التجاوز والتطاول المنحط لينالوا من شخصه الكريم فيكونوا مصداقا لأذيته ص التي أخبر عنها (( ما أوذي نبي مثل ما أوذيت )) ونحن لا نرى نبياً يُساء له اليوم سوى المصطفى نبي الإنسانية ص فأثبتوا بذلك أنه نبي لا ينطق عن الهوى وأن أذيته ستفوق أذى باقي الأنبياء , ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .
https://telegram.me/buratha