المقالات

الحملات الإنتخابية والدعاية السياسية ....

686 22:31:00 2012-09-17

بقلم : محمد أبو النواعير

الكل يعلم أن إقتراب موعد الإنتخابات يؤدي الى قيام معارك إعلامية تستعمل فيها وسائل عدة , بحسب مبادئ وأخلاق كل جهة سياسية , والشكل الغالب على الممارسات الإعلامية الدعائية لأكثر الأحزاب العراقية هو إستخدام أسلوبين سلبيين مشهورين : الأول هو شن حملة من التسقيطات لكل الأطراف السياسية المنافسة , وهذه الحملات التسقيطية وتشويه السمعة ونشر الأكاذيب عادة ما تقع الحصة الأكبر منها على عاتق الجهات السياسية المعتدلة التي لاتستخدم نفس الأسلوب في الرد . الأسلوب السلبي الثاني هو إطلاق الكثير من الوعود التي تَعِدُ ( بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للناخبين ) , هذين الأسلوبين مع سماجتهما , وسلبية الأطراف السياسية المستخدمة لهما , إلا أنا نجد في المقابل أن الأحزاب السياسية المعتدلة في طرحها ووعودها , تغرق بالمقابل وبشكل سلبي في الثقة بالوعي الجماهيري وقدرته على إدراك الحقيقة . فتكون دعايتها وتعبئتها السياسية للجمهور عبارة عن عرض للأعمال والمنجازات والخطوات التي قامت بها تلكم الأحزاب المعتدلة . والنتيجة تكون تغلب الأحزاب السلبية الطرح الدعائي على الأحزاب المعتدلة .ومن هذا التحديد يظهر لنا جليا ( سذاجة ) التعريف الشائع والمعهود للدعاية السياسية والقائل أنها - أي الدعاية السياسية - هي عبارة عن ( فن إقناع ) الجمهور . وهذا النوع من الإقناع يفترض ضمنا وجود ( الآخر ) و ( المحاور ) أو ( الإتصال بالإتجاهين ) . إلا أن الحقيقة هي أن المحاور غائب تماما في الدعاية السياسية . إذ أن الداعية لا يتوجه إطلاقا الى (وعي) الأفراد و ( منطقهم ) , بل يستخدم ( الأفكار المنمطة ) , ويستفيد من ما يسميه علماء السكيولوجيا الإعلامية ب(النكوص المنطقي ) لدى الجمهور وعدم تأهيلهم الكافي في ميدان المنطق . كما يتوجه أيضا الى الغرائز , وإلى الركن اللاواعي من الشخصية ...إذا الخوض في غمار الدعاية السياسية يستلزم منا الحذر والإنتباه الشديد ال خوالج الشعور واللاشعور عند الجمهور , لتتم محاكاة خطاب الدعاية السياسية لأدبيات وليات التفكير الواعي واللاواعي عندهم .......................................... والله أعلم .محمد أبو النواعير - النجف الأشرف - العراق ...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك