المقالات

كيف تواجه ايران استراتيجية الضربة الاستباقية؟؟

787 13:51:00 2012-09-18

الشيخ حسن الراشد

الحديث حول خطط الغرب وامريكا واسرائيل لمهاجمة ايران رغم انه اصبح حديثا مملا وشبه يومي وان التهديدات الاسرائيلية بضرب مواقع ايران النووية بلغت مداها وان السيناريوهات لمثل هذا الهجوم قد تعددت مشاربها وصورها وحتى نتائجها الافتراضية ‘ الا ان المراقبين لا يستبعدون عملا كهذا ان لم يكن من قبل اسرائيل فان مجموعة من الدول الكبرى والاقليمية تكون قد استعدت لمثل هذا الهجوم ووضعت كل السيناريوهات والتداعيات التي قد تترتب عليه .

ورغم ان اغلب المراقبين لا يستبعدون فشل مثل هذا الهجوم في ثني ايران عن مساعيها في الحصول على التقنية النووية وتطويرها برنامجها النووي للحصول على الطاقة الكهربائية وبالتالي الصعود الى نادي الكبار النووي الا ان هناك ثمة اطراف ممن له شغف تدمير ايران وضرب بنيتها الاقتصادية والعسكرية واضعافها لاهداف عنصرية و طائفية الا ان التهديدات التي تصدر من الجانب الاسرائيلي وقلقه من حصول الى الاسلحة النووية واستمراره في ممارسة الضغوط لتوريط الامريكيين في مثل هذا العمل الاحمق غدت حديث الصحافة اليومي وهم يشغل الاسرائيليين قبل غيرهم دون ان يكترثوا برد فعل الجانب الايراني الذي وصفه القادة العسكريون في ايران بانه سيكون مدمرا ويكون زوال اسرئيل حتميا اذا ما اقدم اليهود على ضرب الجمهورية الاسلامية .

هنا لنا وقفة على امرين مهمين يخصان مثل هذا الهجوم الغربي الامريكي الاسرائيلي العربي المتوقع على المنشآت  النووية والبنى التحية الايرانية .. الامر الاول هو استمرار الاستعدادات من جاب الخصم والعدو لشن مثل هذا الهجوم.

والامر الثاني هو كلام الجانب الايراني وهو الاهم في ان الرد الايراني سيكون صاعقا ومدمرا وسوف يكون زوال اسرائيل في الرد الايراني حتميا .

لنرى هل حقا ان الضربة الغربية الاسرائيلية العربية الرسمية ستكون استباقية وقادرة على تحقيق اهدافها ؟؟ ولكي  نعرف حقيقة ما يروج له الاعلام العربي والاجنبي في ان مقتل ايران سيكون في مثل هذه الضربة لابد من ان نجعل الامر الاول والثاني اللذان ذكرناهما مدخلا ضروريا لهذا البحث حتى نصل الى نتيجة وعلى ضوئها يمكن الاستنتاج  بان اي الردين سيكون مدمرا الرد الايراني ام الهجوم الاسرائيلي الغربي العربي ..

المراقبون يرون ان الاستعدادات الاسرائيلية الامريكية وبمشاركة لوجستية عربية هي مقدمة لشن مثل هذا الهجوم ورأو في المناورات التي جرت وتجري في مياه الخليج الفارسي وعلى مداخل مضيق الهرمز وبمشاركة اكثر من 20 دولة وصفها الامريكيون بالاضخم في تاريخ الشرق الاوسط خاصة وانها قد قامت بتدريبات على حرب الكترونية وكسح  الالغام وضرب منصات الصواريخ على الضفة الوهمية الاخرى ( اي ايران) و ضرب اهداف بعيدة اساسية للعدو وهي تعني مصانع انتاج الصواريخ البالستية واسلحة ثقيلة وغيرها وبالتالي الوصول الى الهدف الاساسي والمتمثل في شل قدرة ايران على اغلاق المضيق والتحكم بمصير 40% من مصادر الطاقة التي تتوقف عليها الحياة الاقتصادية في الغرب والامر ايضا له علاقة من جهة اخرى بحرب النفط والغاز بين الدول العظمى تشارك فيها الصين والهند بجانب الروس .

عرب البتردولار هم فرحون لما يجري في المنطقة من حشود عسكرية ضخمة وتجمع معظم واكبر الاساطيل الغربية في المنطقة ظنا منهم بان ذلك سوف يحمي عروشهم دون ان يقرأوا ابعاد هذا الامر ويدركوا ان ذلك سوف يعجل من  سقوطها .اما ما يخص الرد الايراني وهو الاهم في هذا السيناريوا المخيف والمرعب والذي مازال اغلب المراقبين وحتى خبراء استراتيجية الحروب يجهلون عمق المفاجآت الايرانية التي اخذت تشكل كابوسا للاسرائيليين وحلفائهم حيث بعد حادثة انزال الطائرة بدون الطيار (الشبح) الامريكية واستدراجها من الاجواء الافغانية ليتم انزالها في احدى مطارات  ايران الشاسعة ساد الارباك والتوتر دوائر الاستخبارات العسكرية الغربية والاسرائيلية حول الامكانيات التكنولوجيةالتي تملكها ايران خاصة في مجال الحرب الالكترونية وفك الرموز العالية الدقة لاجهزة الحواسيب الرقمية وغيرها بحيث تمكنها من رد الصاع صاعين وهو امر يتخوف منه الامريكيون قبل الاسرائيليين والغرب حيث هناك معلومات مؤكدة ان ايران تملك لمثل هذه التكنولوجيا وان باستطاعتها ان تغير مسار الصواريخ التي قد تنطلق من البوارج الحربية اوالطائرات الحربية والقاذفات الامريكية لتعود لضرب اهداف اعداء ايران ومواقع انطلاقها وهناك مفاجآت اخرى وكثرة لا يعلمها الا الايرانيون انفسهم وهم يترقبون اي ضربة استباقية قد تكون كارثية على اسرائيل وعملائها قبل غيرها .

ولايران خيارات اخرى وهي استراتيجية ايضا لاجهاض اي ضربة استباقية وصفها تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن بالوحيدة والفعالة حيث يقول التقرير (( في المقابل، يتحدث التقرير عن أن «القدرة الوحيدة الفعالة لدى إيران ضد هجوم (أميركي)، إضافة إلى حرب غير متماثلة في الخليج واستخدامها الوكلاء مثل حزب الله، هي قوتها الصاروخية الباليستية». لذلك، يمكن أن «تسبّب الضربة الانتقامية القوية من مواقع إطلاق الصواريخ الباليستية، التي ستنجو من الضربة الأميركية الأولى، أضراراً كلية مقلقة لدول الخليج، تشمل الطاقة والمال ومراكز مختلفة من البنى التحتية».))

(( ويخلص التقرير إلى أن «الولايات المتحدة في الواقع لديها القدرة على تنفيذ ضربات وقائية، (لكن) هذا لا يعني أنها لن تسعى وراء التفاوض لإنهاء جوانب التهديد للبرنامج النووي الإيراني».وتحوي الدراسة الأميركية، التي أعدّها كل من أنطوني كوردسمان وعبدالله طوقان، فصولاً عدة، لعل أهمها المتعلق بالخيار العسكري الذي ينبغي استخدامه إزاء البرنامج النووي الإيراني، وهذه الفصول مزودة بالرسوم والخرائط التي تشرح كيفية عمل الضربات الجوية الوقائية الأميركية، وبعضها يتناول نوعية الصواريخ التي يمكن أن تُستخدم في ضرب المفاعلات النووية الإيرانية. وتبيّن الدراسة الأهداف المُحتملة التي تقع في أولويات المهاجمين، مثل قواعد الصواريخ الإيرانية في بندر عباس (جنوب) وجزيرة أبو موسى (المتنازع عليها مع الإمارات) وبختران (شمال) وقاعدة الإمام علي (شمال) وبطارية الصواريخ في كوهستاك (جنوب) وقاعدة مشهد في الوسط، ومركز الفضاء والصواريخ في سمنان (وسط) وقاعدة صواريخ تبريز (شمال إيران).))

ويبقى هنا امر مهم والاهم في ضوء الحديث عن السيناريوهات المطروحة وهو ما لم يغفله الايرانيين حسب قرائتنا  للاحداث هو الاستفادة من نظرية الحرب بالوكالة اي ضرب العدوا بذات الاسلحة التي يحاربك بها خاصة وان هذا السلاح سيكون اكثر فعالية ومقبولا لدينا نحن المسلمون بحكم (( مثل المسلمين في توادهم كالجسد الواحد اذا اشتكى  منه عضو تداعى له سائر الاعضاء باالسهر والحمى ))!

وهذا يعني ان استراتيجية تحريك الخلايا النائمة والكتائب العسكرية المدربة وعشرات الالاف من الجنود المجندة  لتطبيق هذا الحديث الشريف سوف يكون لها وقع كبير على ليس فقط افشال خطط الاعداء بل وعلى تغيير الخارطة السياسية للمنطقة وكنس العملاء والخونة والذين باعوا شرفهم للاسرائيلي الغاصب .

ومن هنا ايضا كان تصريح بعض الشخصيات الايرانية والذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي حول احتلال ايران للكويت وتدخلها لصالح قوى الممانعة اذا ما حاول الارهابيون وعملاء اسرائيل والسعودية القيام بارتكاب حماقة في قتل وابادة الابرياء ..

ونحن هنا نقرب الفكرة اكثر الى الاذهان ونضعها كاستراتجية حتمية وحياتية للجمهورية الاسلامية في القول ان على ايران ان لم تكن قد وضعت في خططها هذه الاستراتيجية عليها من الان وقبل فوات الاوان ان تستبق لوضع الخطة ولاستخدام السلاح ذاته الذي يحاربها به العدوا وتطبيق نظرية الحرب بالوكالة وهي في نظري اهم سلاح والافضل انطلاقا من الحديث الشريف المذكور ولا اعتقد ان هناك من الشرفاء والغيورين على دينهم ومستبقل ابناءهم وبلادهم سوف يرفضون ذلك .

ان الخطوة الاستباقية الاولى هي ان يتم تحريك جيوش المهدي والبدريين باتجاه الحدود السعودية والكويتية والاردنية ويتم تسليحها فاضل الاسلحة الهجومية والدفاعية وكذلك الاسلحة المضادة ضد الدروع . وقد اثبتت هذه الاستراتيجية نجاحها في صعدة اليمن رغم ان الحوثيين كانوا يدافعون عن ارضهم وعرضهم وشرفهم في وجه الارهاب السعودي والوهابي الانهم وباسلحة بسيطة تمكنوا في حرب صعدة من الحاق شر هزيمة بالجيش السعودي وتمت لهم السيطرة على اكثر من 75 قرية داخل الاراضي (السعودية) ..

ولا ننسى هنا من التذكير في ان يتم الاتفاق مع الحوثيين هذه المرة على الاستراتيجية الجديدة استعدادا لساعة الصفر للتحرك من اكثر من جبهة في عمق الاراضي السعودية والكويتية والاردنية وصولا الى تحرير البحرين من الاحتلال وتحريرها من دنس اذناب اسرائيل .واعتقد ان الباقي تعرفون حيث لا يمكن ان ييقى حزب الله صامتا ولا المقاتلون في سوريا حيث تحرير الجليل الاعلى والجولان والتقدم الى عمق الااضي المحتلة يشكل ضربة قاسية وقاصمة على الكيان العبري وحلفاءه وعندئذ يكون  النادم الاول والاكثر تضررا هم الامريكيون بسبب غباءهم والانجرار خلف الاستفزازات الاسرائيلية ووساسها  وشيطنتها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك