عادل مزهر الجابري
في عام 1998 يوم 22 من شهر ايلول دخل النظام بكل تشكيلاته وصنوفه معركة غير متكافئة مطلقا لا من حيث العدة ولا من حيث العدد فالجيش يسمى جيش نظامي بمدرعاته والدبابات و الاسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة و الاصناف وجنود ومراتب وكذلك قواته الساندة من البعثيين وفدائي صدام وبالاستعانة ببعض المحافظات بمعركة مع المجاهدين و شكلوا غرفة عمليات كبيرة جدا بقيادة قصي صدام وعزت الدوري وبعض قيادات الحرس الجمهوري وتم وضع الخطط التي كان هدفها الرئيسي هو القضاء على حاضنة المجاهدين و معقلهم الرئيسي الذي عجز النظام عن اجبار وارضاخ عشيرة الــــجويبر بأخذ موقف سلبي من المجاهدين بكل احزابهم ومقراتهم ولم تفلح كل محاولات البعث والجيش لا بالتهديد ولا بالإغراءات ولا بغيرها من الاساليب التي يندى لها جبين الانسانية حتى وصل الامر الى اعتقال النساء والاطفال بل وصل الامر الى تهديم الدور وترحيل ابناء العشيرة وحتى ابعاد كبار العشيرة وشيوخها الى مناطق صحراوية لكن قوة وصلابة العشيرة كانت اقوى من ان يصلوا لمرادهم فكانت العشيرة تتعامل مع المجاهدين بطريقة فريدة من نوعها وتحسسهم وتشعرهم بانهم فعلا بين اهلهم
لذلك كانت اغلب المقرات في زورة الجويبر او الهور الصغير الحجم وانطلقت من هذه العشيرة شرارة الانتفاضة الشعبانية يوم 14 شعبان 1991واستشهد من يثبت للتاريخ حقيقة ضاعت وسيناريوهات احيكت فقط للتقليل من شأن العشيرة وشأن الحركات الاسلامية المناهضة للنظام آنذاك وكذلك انطلقت من هذه المقرات اكبر العمليات النوعية التي هزت عروش الطغاة البعثية في بغداد واغلب المحافظات وخير دليل عملية اغتيال عدي صدام وعملية اغتيال عزة الدوري في كربلاء وقصف القصور الرئاسية وبعض العمليات النوعية التي تستهدف رموز النظام آنذاك ,
لذلك قرروا بان يهجموا على المقرات التي تتمركز في هور الجويبر والقضاء على المجاهدين بتدمير المعقل الرئيسي للمعارضة لأنه مركز حيوي وحساس للمعارضة وذلك بتدمير هذه الحاضنة والتي تعتبر مثابة وانطلاقة لهم ضد الحكومة الظالمة وبالقضاء على هذا الحصن يكونوا قد وجهوا ضربة وسد ثغرة لطالما افزعتهم وارعبتهم وفعلا تم تشكيل غرفة العمليات على اعلى اعلى المستويات وتم جلب بعض القطعات العسكرية الساندة من لواء 47ولواء 45 التابعة لفرقة 11 وكذلك قسم كبير من البعثيين من المحافظات المحاذية لمحافظة ذي قار وفدائي صدام وبعض العشائر الموالية للبعث وكذلك الجهد الهندسي بكل الياته العملاقة التي كان هدفها هو الغاء كل ملامح هذه العشيرة وما تحويه من قوة
فعلا كان الهجوم غير متكافئا لكن صلابة وقوة المجاهدين وقوة العشيرة التي اعتادوا عليها بكل الهجومات السابقة وما لديهم من خبرة بصد الهجوم بل حتى المباغتة والتمويه صحيح نحن لسنا عسكر لكن على الاقل نعرف كيف يفكر عدونا المجرم الذي لا يملك ذرة من الانسانية بدا الهجوم بعد الضهر على عدة محاور فتصدى المجاهدين من مقر فيلق بدر وحركة 15 شعبان وحركة حزب الله العراق وابناء عشيرة الجويبر وكبدوا العدو خسائر كبيرة جدا مما اضطر المهاجمين الى اللجوء الى اسلوب القصف بطريقة جنونية وهستيرية بالأسلحة الثقيلة والراجمات لكن بحمد الله وحفظة لم نعطي خسائر ماعدا جريح واحد وهو الاخ المجاهد معاون مسؤول مقر فيلق بدر وهو الاخ ابو عبد الله الحلفي واستمر الهجوم العنيف والقصف المبرمج بطريقة جنونية عدة ايام نفذ فيها عتادنا والطعام
فقررنا الهجوم على احد المحاور لفتح ثغره والخروج من هذا الحصار المطبق وفعلا تم الهجوم على محور الشرقي على الطريق الذي يربط ناحية الطار _بناحية الفهود بالقرب من جسر العبره والحمد الله أيضا لم نعطي خسائر ماعدا جريح واحد وهو الاخ ابو ولاء الجابري اصيب في ساقة على ما اذكر توجهنا الى منطقة تسمى الخمس طعش(15) وكان باستقبالنا مسؤول مقر فيلق بدر في هذه المنطقة السيد ابو نور الحسيني ولا ننسى دور مجاهدي الجويبر وكذلك مجاهدي حركة 15 شعبان وجماعة ابو علي الناشي وللعلم كاتب المقالة او هذه السطور كنت آنذاك اضافة لكوني اقاتل مع اخواني المجاهدين كنت اصور بكاميرا فديو لتوثيق المعركة
وفعلا قد صورنا بما فيه الكفاية من هذه الايام العصيبة التي تفنن بها النظام الهالك بترويع العشيرة وابنائها ونسائها وتهديم دورها وسجن رجالها وحرق بساتينها حتى تحولت السماء آنذاك الى غيمة سوداء يشهد الله غيمة سوداء ورائحة البارود ودوي الانفجارات هي اهم ما يميز تلك الايام وقطع المأكل والمشرب عنهم ولا ننسى دور اخي وصديقي ورفيق دربي الشهيد ابو لقاء الجابري ناجي رستم الذي كان خارج الزورة آنذاك لكن كان موجودا معنا ويشاركنا همومنا واجسادنا المحاصرة فحاول فك الخناق عنا ولو بالجزء اليسير وفعلا عبر الاتصال بأجهزة الاتصال التي كنا نستخدمها (الراكال) قام الشهيد بنصب كمين لقائد فرقة 11 وضابط استخبارات فرقة 11 بنصب عبوة ناسفة بوضعها على الشارع العام بالقرب من مدخل ناحية الطار بالقرب من بناية السيد فرج وبناية سيد طاهر فجر موكب قائد فرقة 11 ونجت بعض السيارات فقام الشهيد ابو لقاء والكل يعرف شجاعة هذا الرجل المقدام بفتح النار من سلاحه البي كي سي نحو الموكب ليوقع اكثر خسائر ممكن وهو يعرف جيدا ان فتح النار على الموكب سيكشف محل تواجده و بذألك سيقوم الجيش المتمركز بالقرب منه بتوجيه النار اليه من جسر ناحية الطار العالي جدا ويجعل منه هدفا سهلا لهم والحمد الله لم يصب بأذى آنذاك
ذكريات عالقة في اذهاننا وايام جميلة نفتخر بها ومواقف بطولية لعشيرة الجويبر وللأبطال من مجاهدين الحركات الاسلامية بكل احزابهم كانوا ولا زالوا اخوة متحابين لم نكن نكترث لما يحصل بين القادة الكبار من خلافات على اسلوب العمل او طبيعة العمل الجهادي كان كل همنا هو رفع الحيف والظلم عن شعبنا المظلوم وكذلك هو قول كلمة الحق بل ذهبنا الى من القول وهو الفعل الذي عجز عنه الاخرون فلذلك قررت ان اكتب هذه السطور وذلك لنذكر انفسنا وغيرنا بصفحات مشرقة من تاريخ هذه المنطقة المغيب او المنسي ولا ندري سهوا او عمدا وبالحالتين لنا الحق بان نعاتب ونطالب بالإنصاف لان ما تعرضت له العشيرة بسبب مواقفها هو بمثابة ابادة جماعية
وبالأخير اطلب العذر والصفح من اخواني المجاهدين ممن لم تسعفني الذاكرة بذكر مواقفهم الشجاعة التي اذا اردنا نكتب عنا فنحتاج الى مئات بل الاف الصفحات التي تفتخر بكتابة مواقفهم عذرا اخواني فانتم اشجع من عرفته في حياتي وللشرف عنوان وللمواقف المشرفة انتم سادتها حفظكم الله وسدد خطاكم فلا زالت المعركة القائمة مع البعث واذنابه
واخيرا اطلب العذر من اخواني المجاهدين ممن لم تسعفني ذكرتي بذكر مواقفهم البطولية عذرا اخواتي عذرا قدوتي وانا اعرف متأكد انه لحد لم يتم انصافكم بل يتم معاقبتكم وتهميشكم ومعادتكم في بعض الاحيان نسال الله ان يشد على عضدكم ويرفع من شانكم اكثر فاكثر انه سميعا مجيب الدعاء
https://telegram.me/buratha