خضير العواد
في الزمن الماضي كانت الدول الأستعمارية ترسل الجيوش مع المعدات والمؤن لكي يسيطروا على الشعوب وثرواتهم وأستمر هذا النوع من الاستعمار الى منتصف القرن الماضي، ومن ثم بدأت مرحلة جديدة بالثورية للشعوب العربية وتنافس أصحاب القومية العربية والأممية الشيوعية لقيادة الساحة العربية فتارةً هذا ينتصر وتارةً ذاك لها يقود ، فغيّر الغرب خططه للأستحواذ على ثروات الشعوب العربية فبدأ بفكرة الأنقلابات ومجلس قيادة الثورة وتغير المملكات الى جمهوريات من أجل تطبيق الديمقراطيات وكثرت الحريات ، فبدأت الشرارة من مصر العربية وقاد الأنقلاب جمال عبد الناصر وغزا العرب بروحه الثورية وشعارات القومية العربية ومن ثم بدأت الأنقلابات في الجسد العربي كالنار في الهشيم ولم يبقى إلا بعض المملكات لم يصلها الداء فبقيت على مرضها المعتاد مملكات وللغرب كل شئ يُباع ، فبدأت قياداتنا بزيها الخاكي تتبختر لتحرير فلسطين وللغرب لايمكن أن تلين , وسوف نغرق اليهود بصرخةٍ ونخرجهم من أرضنا المباركة ونحررشعبنا العربي هناك ، وأستمر الحال لعشرات من السنين وذهبوا جميعا وفلسطين وشعبها باقيون تحت القيود ، ولم تحصل شعوبنا العربية على أدنى حد من شعاراتهم الجوفاء التي ملؤا بها كل الصحف والتلفاز ولم يتركوا المذياع , وأنظمتهم الدكتاتورية عاثت بالأرض الفساد ولم يتركوا الحكم إلا بالقوة أو الموت ، فشعوبهم ظلموها وجعلوا التخلف يتوطن بينها وابعدوهم عن ركب الحضارة ، فكل شئ عندهم أصبح ممنوع لأنهم يخافون على عروشهم من المجهول , فأجيال بعد آجيال تتغنى بالقائد المغوار الذي لم يهزم أحداً إلا بالكلام ومستقبلهم لا يرى إلا بعين الزعيم الأوحد فهو المخطط وهو يبقى بيده التنفيذ ، فقد حارب قادة العرب الأسلام وشددوا على المسلمين واصبح التوجه الى الدين رغبة كل عطشان الى المبادئ وحسن الأخلاق ومن ثم العدل والاحسان ، فأنطلق حزب الأخوان من مصر لينتشرفي أغلب الدول العربية وعانا ما عانا أعضاءه في السجون والمطاردات والهجرة وغربة الأوطان ، فاصبح هذا الحزب محظور في أغلب البلدان ومن يقترب منه سيواجه السجن وقد يصل الى حكم الأعدام ، وبعدما أصبحت الشعوب العربية مشبعة الى حد الهامة بافكار القادة وليس هناك من جديد أو تغير ، واصبح لهذه الشعوب كل شئ معروف فقام القادة يلعب على المكشوف وليس هناك خجل أو أحتياط والحالة يوم بعد يوم تسئ وأصحاب المقام حساباتهم في البنوك تزيد ، فأنتفضت الشعوب لأنها قد خسرت كل شئ فلم يبقى عندها ما تخاف عليه ، فاسقطت كل الطغاة واحداً بعد أخر وقد ساعدهم في كل هذا قناة الجزيرة مدفوعة من الأمريكان ، لأنهم قد علموا بنهاية الأعوان فسارعوا ليسندوا الشعوب ومن ثم يختاروا من سيقود المسيرة من جديد ، فلعب الغرب من جديد لعبة الشيطان فنادى بالديمقراطية وحرية الشعوب ، وأعطى الضوء الأخضر الى الأخوان ليدخلوا الساحة من جميع الأبواب بعد أن تم الأتفاق معهم بتنفيذ كل العهود والمعاهدات مع اليهود ، فأصبح الأخوان أيدي أمريكا والغرب في بلدان العرب والشعوب من ليبيا فتونس والقلب هي مصر وفي الأردن يحاولون وفي سوريا يقاتلون وفي العراق يفجّرون وفي تركيا قد طبقت اللعبة و خُدعَ الشعب من سنين ، فأصبح الأخوان يقودون مرحلة جديد من مراحل الأستعمار وينفذون مخططاته وتدعمهم فتاوي العلماء وسيستمرون الى أن تكتشف اللعبة الشعوب فتنهض من جديد وعندها سيحاول الغرب أن يجد من يقودهم من جديد وهكذا ستستمر اللعبة الى أن تغير ما بداخلها الشعوب عندها ستعي ما يدور حولها فتصبح أكثر يقظة ووعياً ويحال أن تقاد من جديد عندها سيملك الشعب مستقبله ويرسم أحلامه ويحيى الحياة كما تحياها بقية الشعوب .
https://telegram.me/buratha