المقالات

الإساءة للرسول (ص) . إلى أين؟

549 06:54:00 2012-09-23

د. علي الجابري

تكررت الإساءة للرسول (ص) ابتدءا من الرسوم الكاريكاتيرية ، مرورا بالقس تيري جونز وقصة حرق القرآن ، ووصولا إلى الفلم المسيء للرسول (ص) ، وغيرها الذي نتوقعه انه سيأتي.إن هذه الإساءات في أقدس شخصية يجلها المسلمون لا يمكن أن تكون اعتباطية ، ولا يمكن أن نعتبرها (حرية تعبير) لأفراد لا ربط جغرافي أو عقائدي أو غيره بينهم . بل نعتقد إن وراءها أيادي خفية تحركها جهات مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالحكومات الغربية يجمعها المصالح المشتركة.كان بإمكانهم أن يختاروا شخصية إسلامية يقدسها المسلمون في العالم كأمثال بعض الخلفاء أو الصحابة ويدرسوا حياتهم ويأخذوا أخطائهم ويشنعوا عليهم . إلا إنهم اختاروا الرسول الكريم (ص) لعدة أسباب:-1- يعتبر (ص) أقدس موجود لدى المسلمين.2- لا يختلف عليه اثنان بين المسلمين.3- الطعن به والإساءة إليه تمثل الإساءة إلى الإسلام وهذا ما يريدونه كما سيأتي.4- تقوية عقائدهم المغايرة للإسلام بالطعن في رمز من رموزها بل مؤسسها (كما يعتبرون ذلك) بعد أن عجزوا عن قصة الطعن في أصول الإسلام (وإن لم تخل من محاولات).لذا كان لابد أن نبين واحد من أهم أسباب تلك الإساءة للخاتم (ص) وهي إنهم يريدوا أن يجعلوا الشارع الإسلامي متوتر ويعيش حالة من الهيجان وعدم الانضباط وبالتالي حصول ردود أفعال غير منضبطة وعنيفة قد تصل إلى التفجيرات والاغتيالات وغيرها ، ومن ثم إبراز صورة للمسلمين بأنهم أعداء لشعوبهم ، وعندها يتحقق ما تنبأ به صموئيل هنتكتون بكتابه (صراع الحضارات ) الذي يبين فيه بأن الصراع الأخير سوف يكون بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية ، الأمر الذي يستطيعوا أن يبرروا من خلاله لشعوبهم الإنفاق الهائل لترسانتهم العسكرية والذي وصل إلى مئات المليارات من الدولارات.إن النتيجة الفعلية والمدروسة من هذا العمل هو زيادة نسبة المتطرفين في العالم الإسلامي أو ما يعبر عنه بالإسلام الراديكالي ، وبالعودة إلى الوراء قليلا نجد إنهم تعمدوا أن يعطوا تعاريف مفتوحة وقابلة للمطاطية عن الإرهاب كما هو شأنهم في كثير غيرها كالحرية والديمقراطية ، وبالتالي سهولة إطلاق على أية ردة فعل بأنها إرهاب إسلامي وعندها يكون من حقهم الرد بأية وسيلة شاءوا ويجندوا وسائلهم الإعلامية لإبراز ما يعانوا منه من اثر ذلك الإرهاب ، بينما حقيقة الواقع هو إن الشعوب الإسلامية هي التي ذاقت الويلات من المتطرفين والإرهابيين ، فإن اغلب التفجيرات والاغتيالات والأعمال التخريبية عانى ويعاني منها تلك الشعوب المسلمة.لذا ينبغي أن تكون ردة الفعل واعية وعلى عدة مستويات:-أ‌- المستوى النظري1- تبيين أهداف تلك الحملات المسيئة لمقدساتنا وبكافة الوسائل الإعلامية.2- إبراز عناصر القوة في الشريعة الإسلامية.3- تخليص الموروث الإسلامي من كل ما يسيء إلى الشريعة والعقيدة الإسلامية.4- إجراء المقارنة بين شمولية الإسلام ومحدودية بقية الأديان وبالتالي استيعابه لكافة تطورات الحياة.5- نبذ كافة أنواع الإرهاب ومحاولة الفكفكة بينه وبين وسائل الدفاع عن العقيدة والوجود.6- الانفتاح على الحضارة الغربية والحوار معها لان صريح القرآن يقول (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى )ب‌- المستوى العملي1- نبذ العنف غير المبرر وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة بل بالإحسان.2- الضغط على المنظمات العالمية ذات التأثير في الواقع من قبل الحكومات الإسلامية والعربية لسن القوانين التي تجرم الإساءة للمقدسات في الأديان كافة .3- عكس الأخلاق المحمدية في التعامل مع أفراد الشعوب الغربية (خصوصا للمغتربين ) من قبيل عدم السرقة والأمانة في التعامل ( وان كانت هناك بعض النصوص تبيح ذلك بالعنوان الأولي).4- الإكثار من الذرية الواعية الفاهمة لدينها فهما حقيقا وليس سطحيا.5- إبراز القادة الحقيقيين المتمثلين برسول الله والأئمة الاثنى عشر عليهم السلام كحقائق يؤخذ منها الدين الإسلامي .هذا ما أردنا بيانه والله الموفق لكل خير.

د. علي الجابري

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك