خضير العواد
خرج المسلمون في بلدانهم الى الشوارع متظاهرين ومدافعين عن رسولهم الكريم (ص) بعد أن أساء له بفلم رجل أمريكي من أصل يهودي ، وكانت المظاهرات ترفع شعارات ضد الأمريكان لدعمهم لهذا الفلم ولعدائهم للأسلام ، ولم ينتقد أي شعار أو هتاف للمتظاهرين في جميع البلدان التي خرجت فيها المظاهرات لحكوماتها بل العكس كان أغلبها يرفع أعلام البلاد وتعلن ولاءها للحكام ، ولكن الذي حصل أن جابهتهم الحكومات بوابل من الرصاص والعصيّ وخراطيم المياه بعد أن تعدى بعض المتظاهرين على أبنية السفارات ورشقوها بالحجارة، فقتلت وجرحت وأعتقلت وبعض الحكومات منعت كل المظاهرات ورفضت أن يعبّر الشعب عن رأيه تحت عنوان حماية السفارات والدبلوماسيين ، وجميع دساتير هذه الحكومات تعطي الحق للشعوب بالتظاهر وحرية التعبير وجميع هذه الحكومات تعتنق الأسلام وتنادي بالديمقراطية وحرية الشعوب لهذا أغلبها تدعم التغير في سوريا تحت مسمى حرية الشعوب ورفضاً للقتل الذي يجري فيها ، علماً في سوريا تكالب الأرهاب من أغلب دول العالم بعد أن سهّل أمر نقله وتسليحه أمريكا وهذه الحكومات لينقذوا الشعب السوري كما يدعون من إجرام الدكتاتور بشار ؟؟؟؟ وواجههم الجيش السوري بعد أن عاثوا في مدن سوريا الفساد وقتلوا شعبها من أجل تغير النظام هناك ، وفي المقابل الحكومات قد واجهت شعوبها بالقتل والإضطهاد وهي تتظاهر ضد الأمريكان وفلمهم المسيء للإسلام ولم تحاول أن تهدد أي حكومة أو تهتف بشعار إسقاط النظام بل صرخت بأعلى صوتها مدافعةً عن رسولها الكريم (ص) ، فإذا كانت هذه الجماهير قد خرجت ضد هذه الحكومات فماذا ستكون النتيجة وماذا ستفعل هذه الحكومات إذا كانت مظاهرات ترفع شعار نصرت رسول الله (ص) تجابه بالقتل والأعتقال فإذا رفعت شعار إسقاط النظام فماذا سيكون تصرف مرسي والأخوان الذين أسقطوا حسني لأنه مجرم وقاتل الشعب وماذا ستفعل حكومة النهضة في تونس ورئيسها مرزوق وغيرها من حكوماتنا التي تدعي حقوق الأنسان والتي تكونت تحت مسمى الربيع العربي الذي أسقط الدكتاتوريات ، فإذا كان الأمريكان في عقر دارهم خرجت المظاهرات وحموها بالشرطة وأعطت مطاليبها لممثل الحكومة وعادت بسلام ، فلماذا قامت حكوماتنا التي نتجة من خلال صناديق الأنتخابات والتي تتبنى النظام الديمقراطي وحرية التعبير بهذا القتل أو منع كل من يخرج متظاهراً ضد الأمريكان الذي أساءوا بكل جرأة لنبينا المختار (ص)، فألديمقراطيات التي تبنتها أغلب دولنا التي نشأت من الربيع العربي رجالها تمتلك عقول الأنظمة السابقة وليس عندها لغة للتفاهم مع شعوبها إلا الرصاص أو المعتقلات ، فألديمقراطية التي يتبنون حلوة عندما تخرج من اللسان وقاتلة عندما تواجه الشعوب ، لهذا فأن هذه الحكومات دكتاتوريات بالتطبيق وضد وسائل التعبير وديمقراطيات بالكلام والتنظير ، لأن الديمقراطية ثقافة وتطبيق وليس كلام وتهريج وما مظاهرات الدفاع عن رسول الله (ص) إلا أمتحان لمن يدعي الديمقراطية وأحترام حقوق الانسان .
https://telegram.me/buratha