نور الحربي
لاشك ان من بين اهم الدروس التي يجب استيعابها وفهمها جيداً هو حجم التغيير الذي ينبغي ان نقوم به إزاء قضايانا المصيرية وكرامتنا وعزتنا ومقدساتنا بوصفنا مجتمعات تنتمي لأكرم رسالة و أعظم شخصية بشرية استطاعت أن تغير مجرى تاريخ البشرية وتعيد للامم المسحوقة عزتها وكرامتها وثقتها بنفسها لتكون أمما وشعوبا فاعلة متفاعلة منتجة للفكر والحضارة والقيم ولعل أبرز التحديات التي طرأت على الساحة الاسلامية والدولية هو الموقف الغربي من الاسلام بشكل عام ومن رمزه خاتم الانبياء والمرسلين النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله بشكل خاص حيث يتعرض المسلمون وعبر استهداف رموزهم الى هجمة شعواء قد تكون ابرز ادواتها حرية الرأي والتعبير وتطبيقات الديمقراطية في الغرب ومن هذا الباب الضيق يحاول البعض بكل ما يحيط بهم من شكوك وسوء نية الدخول وبث الكراهية بين الشعوب معتمدين على فرصة قد يوفرها ويتيحها لهم رد فعل غير محسوب هنا او هناك ليقولوا ان هذا هو الاسلام وهذه هي اساليبه فأين هي عظمته ؟؟ فرصة يريد بكل صراحة ان يغتنمها أولئك المنحرفون الذين إن أتيحت لهم فإنهم لا يتورعون عن فعل أي شيء قد يضيف إساءات جمة للاسلام العظيم ورموزه وقدسيته . وهذا لايخص طرفاً دون غيره فالبعض من شذاذ الآفاق يرون أن في مثل هذه الاساءات رغم إدانتنا لها وقبحها الصريح فرصتهم للأعتياش والعمل على تأزيم الأوضاع وهنا لابد أن نكون أكثر جرأة وصراحة في طرح الموضوع من جديد هل نحن فعلا قادرون على أن نكون بمستوى المسؤولية لمنع تكرار هذه الاساءات وما هي الياتنا ؟ ؟؟ اذا كنا قادرين فعلا على فعل ذلك فكيف وما هي السبل التي نتبعها بعد أن عرفنا أن أهم شيء ينبغي التأكيد عليه اليوم هو ضرورة التحرك والعمل على بلورة اجماع وموقف إسلامي والدفع باتجاه موقف دولي يجرم ويمنع القيام بمثل هذه الممارسات التي تؤدي الى نشر الكراهية وتثير الاحقاد والضغائن بين الشعوب لان ذلك كله ان استمر فلا نأمن ان تكون كل هذه الاحداث وما ينجم عنها بمثابة الفرصة التي يريدها وينتظرها المنحرفون وكما قلنا فهم ليسوا في طرف واحد لانهم موجودون بالفعل في كلا الطرفين ، ان الخطر الداهم الذي نتعرض له والذي يجب التنبه له والعمل على الحد من مخاطره وتبعاته سيزول ويتبدد ان اتفقنا على موقف حاسم حازم تجاهه لاننا ببساطة نقف أمام حدث خطير يراد له اشعال نيران حرب شرارتها العقيدة والدين بين البشر فمسألة ان تستغل حرية الرأي والتعبير كما ذهب الى ذلك كبار علماء الدين والمراجع العظام في العالم الاسلامي امر خطير ينبغي التصدي له لان العقيدة واصلها واصولها امور تخضع لضوابط معينة لاينبغي تجاوزها كما ان حرية التعبير لا تعني النيل من مقدسات الاخرين وهي يجب ان تقف عند حدود حرية آراء الآخرين ومعتقداتهم من هنا فأن قضية ازدراء الاديان والتطاول على الرسل وعموم الرموز الدينية لجميع الاديان جريمة دولية يعاقب عليها القانون الدولي والانساني .كما يجب ان يكون هناك قرار ملزم وعلى أعلى المستويات يعاقب أمثال هولاء افرادا وجماعات ومؤسسات لان السماح بالتطرف الديني والغلو والاعتداء على المجتمعات الاخرى والطعن في رموزها وعقائدها ومقدساتها سيعرّض حالة التعايش الانساني الى الخطر وقد نرى جرائماً وحروبا طاحنة كالتي تجري في بعض مناطق نيجيريا وبعض بلدان اوربا الشرقية سابقا . إن مطالبة السيد عمار الحكيم للامين العام للأمم المتحدة بالعمل الجاد لوضع حد لمثل هذه الاساءات البليغة وما تخلفها من حقد وكراهية بين الشعوب جاءت انطلاقا من مسؤولية كبيرة في ظل ظروف حساسة بالغة التعقيد يعد تاكيداً لموقف المرجعيات الدينية وعلماء الأمة من أجل ان لاتكون هذه الاساءات المقصودة ذريعة لاعمال اخرى قد تكون اشد واعنف مستقبلا من هنا فالدور الذي تلعبه منظمات اقليمية ودولية رسمية وغير رسمية كمنظمة المؤتمر الاسلامي وحركة دول عدم الانحياز والامم المتحدة في الضغط باتجاه تشريع قانون دولي يجرم ازدراء الاديان السماوية تحت اي ذريعة كانت ، سيكون مهماً للغاية والمطلوب فعلا هو ان تبرز مثل هذه المنظمات في أوقات الأزمة وتكون منظمات فاعلة يحترمها عموم العالم لا أن تكون منظمات أسيرة لنفوذ هذا الطرف أو ذاك من داخلها أو خارجها وتخضع لمزاج سياسي معين في وقت معين وكأنها أعدت لتكون يد النظام الفلاني او العلاّني نعم ان وجود منظمات بهذا الحجم بكل ثقلها الدولي والاقليمي ينبغي ان يكون لخدمة الشعوب ويعمل على حفظ الامن والاستقرار والسلام العالمي بدل التفرج واصدار البيانات وتمرر الاساءات واحدة تلو الاخرى لنعود من جديد لاستجداء الحلول بينما هو يقف بين ايدينا وبأنتظار خطواتنا التي يجب ان تكون فاعلة ومؤثرة نابعة من ايماننا بقضيتنا اولاً واخيراً ..
https://telegram.me/buratha