ابوذر السماوي
اعلم باني لا أكشف سراً إذا قلت بأن القوات الأمنية باتت فريسة بأيدي قياداتها الامنية ، والتي سلطت عليها بنفس العقلية السابقة او العقيدة العسكرية لنظام البعث الكافر ومادته وعمادته الاساسية الفساد والافساد ومسخ القيم الانسانية وتجريد الانسان من انسانيته بحجة انت عسكري 0 ولايستغرب احد اذا ما عرف ان نفس الوجوه القديمة هي التي تدير الملف الامني مع اطلاق يدهم وبسط هيمنتهم على مفاصل حساسة في الوزارات الامنية يضاف الى ذلك بقاء تلك الوزارات بلا وزير طيلة الفترة الماضية مما اهلها أي (وزارتي الدفاع والداخلية والمؤسسات الامنية ) ان تكون الاكثر فسادا او بالأحرى وزارات موبوءة ومخترقة وفاسدة حتى النخاع هذا كله يتزامن مع ضبابية وعدم وضوح في طبيعة وتشكيل المؤسسات الاستخباراتية والمعلوماتية واللوجستية منذ تشكيل هيكليتها ولحد الآن بحيث أصبح من البديهي ان يخرج أغلب المسؤولين والسياسيين بتبرير الانفجارات هوعدم توفر المعلومة الاستخبارية وعدم اختراق صفوف الارهاب وتنظيمات القاعدة مع الاعتراف بان تلك القاعدة باتت تخترق اجهزتنا الامنية ، وفي بعض الاحيان يكون العكس التذمر والشكوى من عدم التعامل بموضوعية او اهمالها بصورة كلية مما يؤشر إمّا عدم تنسيق او عدم ثقة بين الوزارات والأجهزة الأمنية وكلا الأمرين يؤدي الى نتيجة وهي استمرار الخروقات الأمنية وفشل الجهود في التقليل منها أو إنهاء استباحة الدم العراقي والاستهانة بحياة الشعب العراقي 0 فما يثير الاستغراب ان القوات الامنية هذه الأيام تؤكد بأن القاعدة وتنظيماتها استنفرت كل جهودها فجلبت كل مصادر دعمها الداخلية وطلبت مصادر تمويلها الخارجية وذلك للاعداد لاكبر عملية منذ 2003 وما يؤكده عودة رسائل التهديد بالتهجير والتقتيل في مناطق ( شمال بابل ) وازدياد نفوذ القاعدة في (ديالى) وحدوث تفجيرات في المناطق الجنوبية كما يؤكدها الخروقات في مناطق حساسة كالإنفجار في إحدى بوابات المنطقة الخضراء والضرب على وتر المناطق المتنازع عليها 0 هذه المعلومات جاءت وحسب تسريبات وتصريحات لبعض القيادات الامنية ولمواقع خبرية ووكالات أنباء ( مع عدم ذكر الاسم طبعا ) بان استعدادات تنظيم القاعدة لم تاتي نمطية وتهديدهم سيكون باستخدام أساليب جديدة وفي جميع أنحاء البلاد و بالاعتماد على كل أفراد وقوة التنظيم وإمكانيته في العراق وخارجه ومع عدم ذكر الوقت والكيفية فلحساسية المعلومات يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار وبالجدية وان توضع في إطار النقاط الحمراء أو الدوائر فوق المعتادة لما لهذه الحركة إن حدثت لا سامح الله ـ من آثار وخيمة وتداعيات كارثية على البلاد من جميع الزوايا والاتجاهات أولا: السياسية كون الانتخابات على الابواب 0 ثانيا :امنية لان القوات باتت ومنذ انفجارات الاحد الاخيرة أكثر جدية ووعي ونشاط على الاقل في مناطق الجنوب فأي خرق جديد سيشكل نكبة للافراد كونهم يؤدون واجبهم وفوق المقرر وبحرص كبير 0 ثالثا: شعبية واجتماعية فاي خرق جديد سيزيد من حالة عدم الثقة في المؤسسة العسكرية وخاصة قياداتها التي غدت اكثر استهتارا وتثبت يوم بعد يوم بانها اصبحت (اكسباير)او تدور حولهم اتهامات مخجلة وحقائق مرة اصبحت من المسلمات لدى المتتبع من قبيل الانحلال الخلقي ، والفساد المالي والاداري ، و الاستهانة بالانسان ، و عدم المبالاة بمشاعر الابرياء وذوي الضحايا ، وانشغالهم بتكوين امبراطوريات مالية وتجارية من أموال السحت وانتشار ظاهرة الفضائيين ، والعبث بأمن البلاد من خلال تعاون بعضهم بأطراف مشبوهه وتنفيذ أجندات خارجية وطائفية بعلم أو بدون علم بقصد أو من غير قصد وفي مناطق معينة يدفع في أغلب الأحيان ثمنها الجنود والافراد ، و 0000المهم هو هل سيستوعب القادة الامنيون دروس الماضي وتجارب الخروقات الامنية المتكررة وخاصة الايام الدامية والتي حولت تاريخ العراق الى ايام دامية لايستطيع انسان ان يتذكر ابتسامة أو حالة سعادة مر بها يوما إلا واجتاحت مخيلته تلك الكوارث مثلما استبيحت ارض الرافدين 0متى سيكون السياسيون أكثر حرص وواقعية وموضوعية وانتباه ، فوفاء بسيط لهؤلاء الناس في الحفاظ اقلها على حياتهم ومتى تدرك الحكومة بأطرافها المختلفة وتوجهاتها المتباينة أن خطر القاعدة كبير والمؤامرة على العراق مستمرة فعليهم أن ينهوا هذه الأزمة السياسية المستعرة ،والعمل على تحقيق ابسط الأماني والطموحات لأبناء هذا الشعب المظلوم ،قفوا لمرة واحدة بقوة وبحزم وبصدق وأمانة وبحرص لهؤلاء القتلة ولن يكون هذا النداء مخصوصاً بجهة أو موجها لشخص أو سلطة بعينها بل الجميع مسؤول عن امن وسلامة وحياة و أرواح الشعب العراقي . أما إذا بقى الوضع على ما هو عليه ومع صدق وحقيقة هذه المعلومات فستكون كارثة.
https://telegram.me/buratha