قلم : سامي جواد كاظم
هنالك اعراف واتفاقيات دولية تنظم العلاقات بين الامم ومن بين احدى استحداثات الحروب العالمية الاولى والثانية هي الامم المتحدة وبعد ان مرت بعدة مراحل منذ التاسيس وحتى الان ولكننا نسلط الضوء على هذه المنظمة طبقا للوضع الراهن ، الغاية من هذه المنظمة هي تحقيق العدالة بين الامم وفض النزاعات ودفع المظلومية ونصرة الحق وهذا يعني ان القضايا التي تثار في هذه المنظمة لابد من حضور الاطراف المعنية بها ولا يقل عددهم عن الاثنين ، فاذا ما اثيرت قضية وسمح لاحد الاطراف بالحضور ومنع الاخر فهل ستتحقق العدالة ؟ قطعا حتى الجهلاء والاغبياء يقولون كلا لم تتحقق العدالة .هذا هو حال الامم المتحدة اليوم فانها رهن الاشارة الامريكية في عقد المؤتمرات واصدار القرارات بل ان هنالك الكثير من الامور التامرية تحدث خلف الكواليس تغض النظر عنها امريكا تحت ذريعة الحرية وهي تعلم ما ستترك هذه الامور من اثار سلبية على سير اداء هذه المنظمة . فالذي يريد ان يحضر الى هذه المنظمة لطرح مشاكله او مظالمه لايحق له الدخول اليها الا بموافقة امريكا من خلال الحصول على فيزا ، نعم ان هذه المنظمة على الاراضي الامريكية فاما ان تمنح كافة الامتيازات الدولية باعتبارها دولة لكل الدول مع الاخذ بنظر الاعتبار الجوانب الامنية للجولة الامريكية وهذا الامر لا يؤخذ بمنع الدخول بل بتنظيم الدخول وفق الية لا تخدش بكرامة الاخرين .اتذكر خلال الحرب العراقية الايرانية وعندما كان وزير خارجية ايران علي اكبر ولايتي في وقتها يخطب في الامم المتحدة دخل شخص متهور قام ببعثرة الاوراق من على المنصة التي يقف خلفها الوزير الايراني ومن ثم تدخل رجال الامن وقاموا باخراج هذا الشخص ، من هو وكيف دخل وما المقصود من حركته لم تفصح عنها وسائل الاعلام !!!هذا النظام في الحصول مسبقا على فيزا امريكية حتى يسمح لوفود الدول الاعضاء لهذه المنظمة والخاضعين لكل قوانينها والمانحين لها كل الاستحقاقات المالية الحضور لاجتماعات هذه المنظمة ، تعد من الاجراءات غير السليمة والتي تخضع لاعتبارات سياسية امريكية في القبول او الرفض .اي هيبة تبقى لهذه المنظمة اذا كان هوية وعدد وطبيعة عمل الوفود التي تريد الحضور لاجتماعاتها خاضعة للراي الامريكي ، العالم يعلم التاثير الامريكي على قرارات المنظمة ولعل بين احد الوسائل التي تستخدمها امريكا في تاثيرها هذا هو الدعم المالي الذي تقدمه الى هذه المنظمة لتمشية اعمالها واصدار القرارات البهلوانية بحق من لا يروق لامريكا من دول العالم .الشيء بالشيء يذكر بخصوص التمويل ، ذكر الشيخ المرحوم محمد جواد مغنية في كتابه من هنا وهناك انه التقى باحد رجال الدين المسيحين عارضا فكرة تاسيس منظمة الامم المتدينة والتي تجمع الدول من مختلف الديانات والتي تلتزم بالتعاليم السماوية مهما كانت لان التعاليم السماوية الحقة كلها تحترم الانسان وتكره الظلم ،فقال له مغنية ومن اين تمول هذه المنظمة؟ فاجاب: من الدول الاعضاء فقال له : عندئذ الذي يدفع اكثر يتكون القرارات من صالحه اكثر ، واخيرا اقترح عليه الشيخ المرحوم ان يلتقي بالسيد محسن الحكيم في النجف لياخذ رايه ، وبالفعل ذهب هذا الرجل الى النجف والتقى بالسيد الحكيم ولم يعلم مغنية بتفاصيل اللقاء الا بعد مدة من خلال رسالة ارسلها له هذا الرجل قال فيها : ان ماقلته هو الصحيح بخصوص عدم امكانية تاسيس منظمة مستقلة .لو ان منظمة عدم الانحياز كانت تعمل وفق الاهداف الصحيحة والمرسومة لها لكانت البديل الناجح لمنظمة الامم المتحدة ولكن ما هو السبيل ان قيل انها اي عدم الانحياز تم تاسيسها بارادات واجندة خارجية غايتها تخدير الدول الاعضاء فيها ؟
https://telegram.me/buratha