المقالات

سايكس – بيكو عراقية

587 11:32:00 2012-09-24

جواد العطار

تسليم النجيفي مهمة مفوضية الانتخابات للاعضاء الثمانية الجدد وانهاء عمل المفوضية السابقة كان اعلانا شكليا بتبعية هذه المؤسسة الى مجلس النواب واستقلاليتها عن تأثيرات الاحزاب .. والحقيقة خلاف ذلك تماما؛ لان هذا اللقاء لم ينه قضية استقلالية المفوضية او يبعث الاطمئنان الى سلامة العملية الانتخابية القادمة .والسبب يعود الى ان بعض الاحزاب الممثلة في البرلمان احكمت قبضتها على المفوضية؛ من خلال توحيد قرار نوابها اولا؛ وتوجيههم برفض التعديل على قانون المفوضية ثانيا؛ وفي تصويتهم على المفوضين الجدد ثالثا؛ دون ان يعلموا سيرهم الذاتية اصلا . وان كانت هذه الاحزاب لم تخالف قانون مفوضية الانتخابات لسنة 2007 الذي يشترط وجود اثنين من القانونيين في الهيئة بالحد الادنى ، على ان يكون الآخرين خبراء في الامور الانتخابية ، فانها خالفت :1. الاستقلال السياسي للمفوضين بحيث حولت المفوضية الى مؤسسة حزبية ، وعرضت سلامة ونزاهة العملية الانتخابية المقبلة للخطر؛ وفقا للمعايير الدولية .2. خطابها الاعلامي المعلن في رفض المحاصصة وعدم تقاسم المناصب باعتبارها غنيمة ، والظاهر ان هذا الكلام في موضوع المفوضية اصبح هواءا في شبك .. وليس اكثر من استهلاك اعلامي .3. تمثيل المرأة الذي ما زال موضع خلاف بين مكون المسيحيين وممثلة التركمان .ان انتاج مفوضية جديدة ليست ذات صبغة محاصصاتية فحسب مثلما كانت المؤسسة السابقة؛ بل ومناطقية ايضا .. حقق لبعض الاحزاب مطلبها في تقاسم مناطق النفوذ باختيار كل واحد منها منطقة خاصة بها وكأنها تعقد اتفاقا مصغرا شبيه باتفاق اربيل ، وبصورة تحسم نتائج تلك المناطق لصالحها دون اعتراض من احد ، فلا رقابة في المفوضية بين الاطراف المختلفة المكونة لها مثلما يعتقد البعض ، بل هناك صفقات ومكاسب متبادلة تشابه طريقة تمرير المفوضين اليوم والنتائج مستقبلا .. السؤال؛ لماذا الخلاف اذن بين القوى السياسية وداخل مكوناتها اذا كان رفض زيادة عدد المفوضين وتمرير المفوضين الجدد قد تم بصفقة بين نفس القوى وفي داخل قبة البرلمان؟ ان الاختلاف على مناصب المفوضية طال كل القوى والتشكيلات بشكل معلن او غير معلن؛ فالائتلاف الوطني تجاوز ذلك بتقاسم المجلس الاعلى وكتلة الاحرار المقعدين المخصصين له .. وعقدت هيئة الائتلاف يوم الاحد الماضي اجتماعا بعد التصويت؟؟ لتبلغ القوى الاخرى المشكلة له بالاختيار بعد اتمامه واقراره برلمانيا!!! ، وهناك حديث عن خلاف ايضا داخل ائتلاف دولة القانون ، واستئثار مكون صغير داخل العراقية - تيار المستقبل بمقعديها وسط اعتراض المكونات الاخرى؛ ولم ينجو من هذه الخلافات حتى التحالف الكردستاني الذي اعترضت كتلة التغيير على تقاسم المقعدين بين حزبيه الرئيسيين .. ان اسباب الخلاف معروفة للمختلفين؛ فمن يحصل على مقعد بالمفوضية يمسك برقبة الانتخابات القادمة .. لان وجود مفوض مأمون ومضمون الولاء في داخل غرفة عمليات المركز الوطني للمفوضية يعني بما لا يقبل الشك .. ان لك عينا على كل المراحل والعمليات الانتخابية بدءا من تسجيل الناخبين مرورا بتوزيع المراكز وعملية الاقتراع وصولا للعد والفرز واعلان النتائج ، وبالتالي يمكن لحزبه معرفة المستجدات قبل غيره والتأثير فيها لصالحه او تحقيق الاختراق والتحكم بالعد والفرز من خلال تعيين موظفين او ادخال مؤيدين الى نفس المراكز .. فهل الامر لا يستحق الخلاف والتنازع حتى بين الحلفاء!!! وهو قد يحسم النتائج .ان خطوة من هذا القبيل جعلت البناء المؤسسي والدستوري للدولة على المحك؛ ما يستدعي تحركا عاجلا من قبل الاحزاب غير الممثلة في البرلمان ومنظمات المجتمع المدني لتوحيد جهودها والضغط من اجل ايجاد آلية جديدة للرقابة على مفوضية الانتخابات نفسها؛ قبل الانتخابات .. فتلك الاحزاب استحلت؛ واستحلَتْ؛ السلطة باسم الديمقراطية وقررت البقاء فيها للمرحلة القادمة .. وان من يريد ان ينظر للتحالفات الانتخابية المقبلة فلينظر بتأني الى تقاسم مقاعد المفوضية لانها تحدد شكل النتائج مستقبلا .. وبشكل لن يغير من الخارطة السياسية الحالية الا بالقدر الذي تسمح به تلك الاحزاب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك