خضير العواد
لقد عاد الى الوطن السيد الطلباني بعد فترة طويلة قضاها في ألمانيا ، وقد أستقبله وزاره الكثير من القيادات العراقية وفي مقدمتهم السيد المالكي وقد تفائل الجميع بهذه العودة لعلها ستكون بداية إنهاء الأزمة السياسية في البلاد ، ولكن هل عند الطلباني الأدوات الحقيقية لحل هذه الأزمة المستعصية التي إجتاحت الحياة السياسية وهل يريد السياسيون الحل لهذه الأزمة ؟؟؟؟ ،علماً إن الأزمة لم تتكون في غياب الطلباني بل كانت موجودة والطلباني في العراق بل كان أحد المشاركين بهذه الأزمة ومن خلال تواجده في إجتماع أربيل الذي نتج عنه مشروع سحب الثقة عن رئيس الوزراء ، وعندما تعقّدت الأمور واصبح أمام موقف حرج ما بين المُصّرين على سحب الثقة والرافضين لها عندها ترك البلاد وتوجه الى ألمانيا أي السيد الطلباني ليس غريب عن المشكلة بل هو في صميمها ، ولكنه لا يمتلك الأدوات التي تساعد في حل هذه الأزمة ولكنه يمتلك علاقات جيدة مع الجميع وهذا العلاقات لم تصل الى إمكانية الضغط على هذه المجاميع من أجل تقديم بعض التنازلات من أجل حلحلت الأزمة ومن ثم قد نصل الى توافق حولها ، أقرب مجموعة للطلباني أصحابه في التحالف الكردستاني وهم الحزب الديمقراطي لم يستطع الطلباني التأثير عليهم لأنه الجانب الضعيف في هذا التحالف اليوم ، وقد ظهر هذا جلياً عندما رفض الطلباني رفض مشروع سحب الثقة وأتجه الى فكرة الأصلاحات عندها ساءت العلاقة مابينهم بل وصلت الى حد التقاذف بالتصريحات المضادة وساءت العلاقة ما بين الحزبين حتى كونوا لجنة لتهدئة الأوضاع ما بين التنظيمين ، فإذا كان السيد الطلباني ليس عنده أي تأثير على حليفه القومي فكيف سيكون عنده تأثير على بقية الفرقاء المشتركين في هذه الأزمة كألقائمة العراقية ، علماً إن جميع الفرقاء في العملية السياسية يعلمون صعوبة الوصول الى حلول ترضي جميع المتخاصمين بل يصعب حتى الوصول الى نقاط مشتركة ما بين المجاميع الثلاثة التحالف الوطني والتحالف الكردستاني والعراقية لتباعد مطالب كل فريق عن الأخر، بالإضافة الى تباعد المطالب فأن أغلب السياسيون لايرضون بالتنازل أو حلحلت الأزمة لأن كل واحد فيهم عنده غاية أو هدف من بقاء هذه الأوضاع على حالها لهذا فحتى رزمة الإصلاحات التي سيقدمها التحالف الوطني سوف تقابل بالرفض لأنها غير كافية كما سيدّعون ، وهكذا فأن أقطاب هذه الأزمة يهمهم بقاء الأزمة على حالها وليس حلها حتى ينفذوا أهدافهم ومخططاتهم التي رسموها لأنفسهم أو رُسمت لهم في الخارج ، لهذا فأن الطلباني لايمكن له حل المشكلة بل سيحاول ترطيب الأجواء ويُفعّل التحرك السياسي في البلاد بسبب علاقاته الجيدة مع الجميع ، أما الأهتمام بعودته وكثرت زياراته من قبل المسؤولين فهذه لها غايات تختلف بأختلاف المنفذ لهذه الزيارة أو الأستقبال ، فمنهم من يريد تقوية ثقل الطلباني على نظيره البرزاني ومنهم من يريد التقرب له حتى يكسبه في الوقوف بجانبه ودعمه كما هو الحال مع تنظيم الهاشمي ومنهم من يجامله بسبب العلاقات التي تربطه معه وهكذا فكل مجموعة لها سببها في هذا الأهتمام ، أما حل المشكلة فأن الجميع يعلمون بأن الطلباني ليس عنده القدرة على هذه المهمة لأنه لا يمتلك الأدوات التي يستطيع من خلالها التسريع في حل هذه الأزمة المستعصية .
https://telegram.me/buratha