احمد عبد راضي
لم يكن أي من اهالي هيت يظن ان اول يوم للدراسة ، هو آخر يوم يرون فيه ابنائهم ، ابنائهم الذين البسوهم قمصان بيضاء ، بلون النقاء ، لون البراءة ، لم تظن أي من امهاتهم ان قمصانهم البيض ستستحيل حمراء بلون دمائهم الزكية ، قمصانهم صارت اكفانا لهم ، كانوا يظنون انهم ذاهبون لاستلام قرطاسيتهم ، ودفاترهم ، الا انهم تسلموا جثامينهم الطاهرة وهي منصهرة بفعل النار والصعق وشضايا المقاومة ، استحالت صيحاتهم البريئة الى صرخات موت ، كانوا يلعبون بباحة المدرسة ، يركضون نحو حتفهم ، بعضهم مازال يحتفظ بـ (يوميته) في جيبه ، كان قد احتفظ بها لكي يشتري الحلويات عند خروجه ، فلم يتسن له ذلك ، لم يمهله المقاومون الوقت ليشتري الحلويات بأول يومية له في المدرسة ، هي الاخيرة اذن ، حقائبهم الجديدة ، بعضهم بكى والّح كثيرا على اهله لكي يشتروها له ، لم تعتمر بالدفاتر والكتب ، مازالت امهاتهم تنتظر في الباب علّهم يعودون من صفوفهم التي انهارت عليهم ، والكثير منهم قتل في صفه ، في شعبته التي لم يألف رائحتها بعد، اطفال هيت ، قتلوا في صفوفهم ، فجرهم المقاومون ، رجال الجيش الحر او القاعدة او الجيش الاسلامي ، مهما كانت التسمية فمن قتلهم كان يطلب رضا الله ورسوله ، بقتلهم تقرب لله زلفى ، من فجر المدرسة الابتدائية في هيت اراد بذلك وجه الله ، فهل تتصورون كيف سيكون الوضع لو انهم ما زالوا احياء ، كيف ستكون حال امهاتهم اللائي جهزنهم لمصارعهم ، امهاتهم الخاطئات اللاتي كن سببا في ترسيخ (الاحتلال والفرقة بين المسلمين) . الحمد لله الذي خلق رجالا بهذا الفكر ، وهذه الروح المقاومة ، التي تحصد ارواح الاطفال ، تزهقها تحولها الى فحم ، الا تستحق هذه المقاومة ان نفخر بها !!؟ الم يكن من المفترض ان يقتل هؤلاء الاطفال لكي يستقيم الوضع العراقي ؟ هكذا هم رجال المقاومة وهذه هي افعالهم ، لنستذكرهم كل يوم ولننسى اطفال هيت .. اعداء الله !!
https://telegram.me/buratha