بسم الله الرحمن الرحيم
لقد جاءت الفوضى بفائدة للمجرمين أبان سقوط النظام البائد , حيث سنحت الفرصة لاغلبهم بالهروب فهرب الكبير الى الخارج وانتقل الصغير الى محافظة اخرى لا تعرف الا اسمه وقضوا الاشهر الاولى في ترقب خوفا ً من القتل كرد فعل على جرائمهم التي ارتكبوها بحق ابناء وطنهم ولكن سرعان ما اتخذوا الهجوم وسيلة بدل الدفاع بعد ظهور الارهاب وتجلببه بعباءة المقاومة فكانت كلمة الحق التي أ ُريد بها باطل ولما كان مجرموا البعث قد اعتادوا الغدر فلقد ايقنتها انفسهم من انها الفرصة السانحة لرجوع الماضي ورجعوا الى البحث عن صبيانهم الذين تناثروا هنا وهناك .
وبسبب هذا الانتشار في المناطق التي لا تعرفهم وبسبب مكرهم ولبسهم لقناع يلائم المنطقة التي يذهبون اليها صار امر السيطرة على الارهاب صعب الى ان مرت السنوات وباتت قوى الامن تتخذ بعض التدابير منها السؤال عن المستاجر ومطالبته باوراق رسمية وغيرها من الامور غير ان كل ذلك لم يكن بمستوى يسمح للقوى الامنية ببسط يدها وهنا انقل حادثة كنت شاهدة عليها عام 2003 حيث قدم موظف من محافظة ميسان أوراقه على انه منقول من دائرة رسمية وكان عاملا ً صغيراً عبر بوابة العشرين من العمر بخطوة او اثنتين ,مرت سنوات ثلاث لم نعرف عنه الا القليل فأستعلامي عن سبب تغيبه لاسبوع قادني الى معرفة انه يسكن في املاك الدولة وبنى عليها بيتا ً مع مجموعة من اخوانه واولاد عمومته وغيابه كان من اجل التظاهر لاجل تعويضهم عن الدور في حال تهديمها !! فعرفت انه من المتجاوزين ولان الامر في تلك الفترة كان منتشرا ً لم اتوجس منه خيفة الا على ممتلكات الدائرة الرسمية التي ننتمي اليها فالذي يتجاوز مرة يفعلها ثانية .
وفي عام 2006 قدم الينا شخص من اهالي العمارة كمراجع واذا بهذا الفتى يختفي تماما ً فاخبرنا المراجع انكم لن تجدوه لقد هرب مني !! تبين ان هذا الشاب والفتي الوديع ما هو الا وحش بعثي في منطقته اضر بالكثيرين من ابناء محافظته بالتقارير التي كان يكتبها ضدهم , كانت صدمتي كبيرة فهذا الشخص كان بيننا ولم نشك في امره وفعلا ً فلقد اثبتت الايام انه مذنب فلقد قدم على حراسات ليلية خشية ان يبحثوا عنه فيما لو تكلم من شاهده .
ولك ان تقدر اعداد من تشابه حالتهم حالة هذا الشخص ومدى الاجرام الذي ممكن ان يقترفونه ولايمكن ان نضع الجميع في خانة الاجرام والقتل اذ ان البعض قد نزح طلبا ً للرزق كما يظهر ذلك جليا ً في محافظتي النجف وكربلاء فلقد احتشد فيها العديد من ابناء المحافظات خاصة البصرة وميسان والسماوة لهذا السبب وهنا يتسببون في اختلال لتوازن توزيع البشر على المحافظات , لذا فمن الصعب الطلب في ان يرجع كل نازح على الاقل لفترة ما بعد السقوط الى مسقط رأسه الا عند تهيئة الارضية الملائمة لذلك في محافظاتهم .
وهنا لا تفوتنا الاشارة الى ان مبادرة السيد الحكيم الكريمة في ما يخص محافظة ميسان جاءت لتخدم المطلب الذي نقصده حيث ان ازدهار محافظة والسعي الى استصلاح اراضيها ووفرة مائها وبناء المشاريع فيها سيجعل ابنائها يرجعون طوعا ً حتى بدون إشارة ولكن لابد لكل مبادرة من ان تجد صدى من الجانب التطبيقي وان تقابلها مبادرات وليس بالضرورة من ذات الشخصية بل يجب ان يكون لابناء كل محافظة صوت يدلون به عن واقع محافظاتهم بل وحتى مساعي وتنسيق مع ابناء المحافظة في المهجر من اجل فتح طريق الاستثمار وان كان على مستوى الشخصي مثل بناء العمارات والتي تخدم المستثمر وفي ذات الوقت تحسب تقدم للمحافظة .
وفي النهاية نقول
ماذا لو سد فاتحي الثغور ثغورهم وشغلوا ادمغتهم بما فيه خدمة محافظاتهم .
ماذا لو لم يكن التوقع حصرا ً من الحكومة بل يحاولون في حقول كثيرة .
ماذا لو احرج متعلمي المحافظة الحكومة بدراسات جدوى لمشريع تخدم محافظتهم .
ماذا لو حرصنا على محافظتنا .
ماذا لو عملنا لله وباخلاص
ماذا لو تحقق كل ذلك
اللهم احفظ العراق واهله وسددهم لكل خير
اختكم بغداد
https://telegram.me/buratha