المقالات

الميزانية للامتيازات والقروض للانجازات

559 20:19:00 2012-09-26

سليمان الخفاجي

لو لم اكن ابن العراق لكذبت كل الذي يقال عنه ولو لم اكن ابن الجنوب لصدقت كل مايقوله مسؤولي الحكومة وعلى راسهم رئيس الوزراء عن قانون البنى التحتية.من منا لم يسمع او يشاهد ما في دول الجوار الخليجي من مشاريع عملاقة وكبرى تصل في بعض الاحيان الى حد الاعجاز في تنفيذها وكان سابقا الرهان على نجاحها بنسبة 50 % لاان تكون اعجوبة العالم واحدى مفاخره.ان هذه المشاريع والاساطير تنفذ باقل مما يصرف على أي مشروع في العراق, فمشاريع وانجازات الامارات (دبي وابو ضبي والشارقة )هي تنافس في تحويل الصحراء الى جنة على البحر وجزر عائمة اصطناعية لتكون قبلة العالم، هل يشابه او يقارب او يصل الى نسبة 1% مما يحدث في مشاريع الاسكان والعمارات السكنية الوهمية في العراق، ام ان المدن الصناعية في السعودية والتي لاتتجاوزكلفة احداها المليار دولار امريكي تشابة مثلا ما يصطلح عليه من الاحياء الصناعية التي اقرت في بعض المحافظات او ما انفقته وزارة واحده وهي وزارة الكهرباء على لاشيء.ونفس الدول كمثال على التعاطي الحكومي مع راس المال الوافد الى البلاد وخدمة مواطنيها مع علمنا بطبيعة البذخ الذي يحدث في تلك الدول ومايمارسه حكامها من لهو واسراف والاستيلاء على المال العام واحتكار السلطة والارصدة للعوائل الحاكمة في البنوك الاوربية اما ما يعطى للمواطن في تلك الدول هل هو نفسه مايعطى للمواطن العراقي اقصد (مواطن عراقي اصطلاحا )والا فلا يوجد مثال حقيقي لهذا التعبير في ضل الفوضى الادارية والمالية وغياب التخطيط والعمل على راحته او مراعاته او تلبية متطلباته. ومع وجود كل هذا الفقر والحرمان ومايعانيه العراقي من هضم وقصر ذات اليد فلازلنا نعيش بنفس السقف من المطالب المتدنية والذي غادرته دول المنطقة منذ زمن بعيد ناهيك عن دول العالم المتقدم ،فمطالب العراقي لازالت بتوفير بطاقة تموينية (طعام )حق طبيعي، توفير كهرباء ومشاريع ماء ويعني (شراب )، طرق منظمة ومريحة ، تعيينات (فرص عمل )، مدارس مشيدة (تعليم)حق ، تكافؤ فرص وتوفير الخدمات للجميع توحيد الرواتب تقليل الامتيازات (مساواة ) حق، محاسبة المفسدين ومعاقبة المجرمين وملاحقة قتلة الشعب من البعثية و التكفيريين (عدالة)، وغيرها من الحقوق البسيطة والغير متوفرة لحد الان. فلم يطلبوا كما يطلب غيرهم وهذا كله لالشيء الا ان رئيس الوزراء والسياسيين, من شكلوا الحكومة ومن تقاسموا الكعكة ومن كونوا الازمة ومن يعملون في المعارضة (الابتزاز )وفي السلطة (التنازل)وهم شركاء الليل اعداء النهار باتوا يفكرون بعقلية خارقة وفريدة نزلت من كوكب اخر ورأوا بان العراق هو الارض البكر لتنفيذ تلك الافكار وهانحن نشاهد نتاج عبقريتهم وانجازاتهم طوال مسيرة حكومتين راسهما نفس الشخص ونفس العقلية وايده وازره نفس المجموعة الضيقة من المستفيدين ورافقه نفس المستشارين وبنفس النمط وبنفس التوجه والكيفية العمل ياتي نهاية الفترة الانتخابية أي بفارق قليل عن الانتخابات الجديدة؟؟!! والخطابات النارية تزداد، الجميع ينشر الغسيل على الهواء مباشرة ببث مدفوع الثمن وغير حصري والمشاهدة للجميع والكل يتبادل الاتهامات والمزايدات حتى اختلط الحابل بالنابل .لم استطع الا ان اتكلم بهذه الصراحة المشوبة بالخجل والتورية وعدم التصريح والتكلم بالعموميات مع التحفظ على الكثير، واقولها وبصراحة كنا من اصحاب الاحلام الوردية والطموحات العالية والخيال الخصب اما الان فيارئيس الوزراء ياحكومة يابرلمان يوزراء يانواب كفاكم ضحكا على الشعب ودعوا المواطن(اصطلاحا ) وشأنه دعوه يرتاح , ركزوا على المستقبل على الاجيال الاخرى لكن بلا رهن بلا استخفاف نحن عرفناكم وعرفتمونا وكما يقول بعضنا لبعض في نهاية المطاف( نتباره الذمة )على ما فات كفى سلب كفى فساد كفى احتيال ولنفتح صفحة جديدة فهل انتم قادرون على الايفاء بتعداتكم؟ اوبعبارة ابسط وادق هل نواياكم صافية تجاه بعضكم البعض ؟وتجاه الشعب ؟وهل مشاريعكم وعملكم لله في الله ؟.فاذا كان 50%او حتى 25% تنازلا مني بحكم (الميانة ) ولمعرفتي بطبيعة العراقي يحب السلامة ويرضى بالمقسوم لانه كريم (المسامح كريم ) ، اذا كنتم كذلك فوافقوا واقروا قانون او مشروع البنى التحتية, اما اذا كنتم ماضين بنفس النوايا وبالطريقة ذاتها وعلى النهج القديم وبقاء (ريمة على عادتها القديمة )فدعونا من هذه الاسطوانة المشروخة واستمروا على تنفيذ مشاريع الميزانية الانفجارية بشقيها التشغيلية والاستثمارية وكذلك التكميلية.اما نحن أي المواطنين (اصطلاحا ) فشعارنا في الفترة القادمة يا غافلين الكم الله او كما يقول الفلاح في بداية كل موسم وهو ينثر الارض وينتظر البركة من السماء و يذكر من يقوم بالعملية (بيدك حب وفوكك رب ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك