خضير العواد
إن الأحداث التي عصفت في سوريا ومزقت البلاد كل ممزق وقتلت ودمرت ولم تبقي شئ جميل في هذا البلد الذي كان كل شئ فيه جميل ، كيف لا يكون جميلاً وهو قطعة من التاريخ بمختلف أزمنته ولكنه ينبض بالحياة التي نعيشها الأن أي عندما تسير في شوارع سوريا كأنك تسير في متحف تاريخي ولكنه يعيش مع الناس ، هذا المتحف دمر الكثير من أركانه وقطعه وقتل أبناءه أعداء الأنسانية والحضارة الذين تجمعوا من جميع أقطار الدنيا تحت مختلف العناوين إن كانت هذه العناوين طائفية أم إنسانية جميعها يؤدي الى نتيجة واحدة وهي تدمير هذا البلد مهما كانت العواقب والخسائر ، فالمجموعتين اللتين هجمتا على سوريا وشعبها إن كان أفراد القاعدة المتمثلين بالوهابية والغرب فلكل واحد منهما عنده غاية وهدف من هذه الهجمة ، فالوهابية يريدون السيطرة على هذا البلد الذين يعتقدون بأنه نقطة وصل مهمة مابين جناحي التشيع إيران والعراق ولبنان بالإضافة الى إنهاء الحرج الذي وضع حزب الله فيه أمراء الخليج ورفاقهم من قادة العرب من خلال تدميره للعنجهية الصهيونية التي لم يستطيعوا أن يقفوا أمامها ولو بالكلام ولكنه قد حطمها بقوة السلاح ، أما الغرب وأمريكا ومن خلفهم إسرائيل يريدون تدمير هذا البلد الذي يعتبر القلعة الأخيرة التي تقف أمام توغل إسرائيل في العالم العربي بعد أن رفعت أيديها جميع الدول العربية ، لهذا يريد الغرب تدمير هذا البلد باي وسيلة حتى يتم إضعافه الى أبعد ما يمكن ، لهذا تلاحظ الطرفين الوهابي والغربي يرفضان أي تفاوض مع الحكومة السورية ويحاولون إفشال اي مبادرة أو تحرك حتى وأن كان أممي من أجل إنهاء النزاع في سورية بطرق سلمية ، لأن غايتهم ليس مصلحة الشعب السوري أو الإصلاح في سوريا ولكن مصلحتهم تتطلب التغير الجذري في سوريا حتى وأن تطلب الأمر تدمير هذا البلد وقتل شعبه وبذلك سوف تضعف سوريا أو سنحصل على بلد منهك ومدمر وشعب سيعاني من الظروف القاسية التي ستنتظره بسبب عدم إمتلاك سوريا لمصادر الطاقة المهمة التي يحتاجها في بناء بلده بعد إنهاء الأوضاع فيه ، وأكثر دولة سوف تتأثر من التغير الجذري في سوريا أو في حالة إضعافها هو العراق ، لأن في كلا الحالتين سوف تقوى شوكة القاعدة (الوهابية) هناك وهذا يؤدي الى توجهها الى العراق أو مساعدة أفراد القاعدة فيه على التحرك مما سيؤثر على الأوضاع الداخلية في العراق بصورة مباشرة ، بالإضافة الى هذا العامل يوجد عامل أخر يدفع الحكومة العراقية في التدخل في الملف السوري هو العامل الأخلاقي الذي يحتم على الحكومة العراقية أن تساهم في حماية الشعب السوري من الهجمة البربرية الوهابية التي لاتعترف بأي مبدأ أو قانون أو حقوق ، لهذا فالعامل الدفاعي والأخلاقي كليهما يدفعان العراق الى التدخل بشكل مباشر في أحداث سوريا لكي يوقفوا نزيف الدم بالإضافة الى رفض تكوّن أي حكومة لها أفكار أو أراء أو مواقف تشابه الفكر الوهابي البربري الذي لا يعرف من الدين إلا قواعد القراءة وتطويل اللحى وتقصير الثياب وتكفير كل من يختلف معهم في الأراء والمعتقدات بالإضافة الى تنفيذهم لأوامر الصهيونية العالمية تحت مسمى يجب إطاعة و لي الأمر إن كان فاسقاً او فاجرا ، علماً إن الأمر يعني كل مثقف وعاقل يزن الأمور ويضعها في مواضعها ، فألحرب في سوريا حرب على الإنسانية جمعاء وتهدد كل مثقف في عقر داره ، فأي إنتصار للمقاتلين الذين تجمعوا في سوريا يعني إنتصار للظلامية والقتل والإجرام ، لهذا يجب على كل مثقف أن يعطي رأيه ويسجل كلماته دفاعاً عن كل جميل في هذه الدنيا وعن كل مبدأ وأخلاق نبيلة ، فألحرب في سوريا حرب جميع الشرفاء الذين يرفضون الخنوع والإذلال والتحجر ويحبون الحرية والكبرياء والأنفتاح ، لهذا فالقضية السورية قضيتنا وحربنا إن لم تكن اليوم فستكون في الغد القريب .
https://telegram.me/buratha