وافد الموسوي
غريب امر هذه الدولة ، فلا نظام ولا ضوابط يُحتكم اليها في تبوأ المناصب .. ولا حدود او خطوط حمراء او صفراء للرشاوى والصفقات المشبوهة التي تستند الى تقاسم عائدات المنصب ومزاياه ومدى الفائدة التي تعود على صاحبه ولو كانت على حساب دماء الابرياء . الكلام اعلاه عام وطبيعي في دولة مثل العراق التي تقف على اعلى مراتب الفساد عالميا وفق تصنيف المنظمات الدولية ، لكن توجهات السيد رئيس الوزراء الجديدة وحديثه عن وجود الفساد في هياكل الدولة ومشاريعها يعتبر خطوة ثابتة تؤكد توفر الارادة السياسية الجادة على مكافحة هذا الوباء والقضاء عليه .. وما تبعها من اصدار اوامر القبض والاستقدام التي اعلنتها النزاهة البرلمانية ضد عدد من النواب والمحافظين السابقين اضافة الى مدراء عامين في وزارات الثقافة والتجارة والكهرباء والتعليم العالي ، تأكيد لهذه الارادة وصحوة كان لا بد منها . ان تفحص بسيط لمؤتمر النزاهة البرلمانية وقائمة الاسماء التي رشحت عنه يثير التساؤل عن خلوها من اسماء وزارة الدفاع ، والمفروض بهذه القائمة ان تطال كل الفاسدين وفي كافة الوزارات والمؤسسات دون استثناء ، وهنا مربط القضية والحديث؛ فقد اثارت قوائم النزاهة البرلمانية تساؤلات مشروعة في خلوها من اسماء المتورطين بقضايا الفساد في المؤسسات الامنية عموما والدفاع خصوصا !!! ، ولا نعلم ما الاسباب التي تقف وراء ذلك ، والذي نتمنى ان تكون قوائم جديدة في الايام المقبلة تصدر عن المتورطين في هذه الوزارة الحساسة وفي اقرب فرصة .. لعدة اسباب منها ارتباطها ب:1. امن العراق الداخلي .2. امن العراق القومي .3. الامن الاقليمي والتدخلات الخارجية والمشاريع المشبوهة التي تحاك في دهاليز دول الشر..خليجية .4. استمرار النظام السياسي والتجربة الديمقراطية .والاهم من كل ذلك ان هذه الوزارة ترتبط بحياة المواطن وامنه الشخصي والمعيشي وبعجلة الاقتصاد والاستثمار والعديد من الملفات وصولا الى اصغرها وهو البناء الاسري .. لذا فاننا نهيب بالسيد رئيس الوزراء الالتفات الى هذه الوزارة التي فيها من الشرفاء والمجاهدين الابطال ما فيها؛ وتنظيفها من الشوائب التي تدنسها وتدنس سمعتها امام الرأي العام وتفقدها جدار الثقة والتعاون المطلوب بينها وبين المواطن ، فقد قرأت قبل ايام تصريحا لوزير الدفاع سعدون الدليمي وعلى لسان مستشاره الاعلامي محمد العسكري مستشار كل الامكنة والازمان .. يمتدح فيه السعودية ويشكرها باسم الشعب العراقي المسكين المستكين !!! ، فمن يرضى ان نشكر السعودية الوهابية التي تكفرنا باسم الدين وتهدم قبور ائمتنا الاطهار عليهم افضل الصلاة والسلام وتمنع شيعتهم الحق من زيارة ترابهم الطاهر والتبرك في ارض بقيع الغرقد ولا السلام عليهم .. وتقيد حريتنا وتمنع اخواننا المظلومين هناك من اداء شعائرهم الحسينية والدينية وتدعوهم وتدعونا بالمشركين .. ان هذا الامر خرج من وزير الدفاع وبصفقة مشبوهة مع مستشاره الاخطبوط ثمنها حفنة من الدولارات ووعود بتأمين اللجوء يوم تحين ساعة العدالة والحساب .. اننا نرجو ان لا يمر ثمن خيانة دماء الابرياء من ضحايا الشعب العراقي بصفقات مشابهة مشبوهة تنتهي بهروب الوزير الحالي ومساعديه ومستشاريه مثلما هرب سابقه ، ولا يعرف له عنوان الى اليوم ؟؟ .
https://telegram.me/buratha