المقالات

قانون الدفع بالآجل والافتراس

449 11:00:00 2012-09-26

محمد حسن الساعدي

لقد آثار قانون الدفع بالآجل أو ما سمي اليوم بقانون البنى التحتية ضجة اعلامية كبيرة، فقد تحدث الكثير من النواب والمختصون بالشؤون الاقتصادية والسياسية، وكلاً اغنى الموضوع من وجهة نظره ، ولكن يبدو ان القانون أخذ منحى آخر سياسياً اكثر مما هو أقتصادي ، فلم ينظر القانون نفسه الى المشكلة أذ افتقد الى النظرة الاقتصادية البحتة المجردة للوضع في العراق، وتحدث الكثير من منطق ودوافع سياسية بعيدة عن مصالح العراق وثرواته .نعم لاشك ان البنى التحتية وبنائها هو اساس مهم للتنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية ، ولكن طرح القانون كان فيه الكثير من الدفع والمبالغة لاظهاره وكانه المنقذ للعراق ، وأنه المفتاح السحري للمشاكل الاقتصادية التي يعاني منها السوق العراقي المتدهور، ومعالجة مشاكل الفساد الاداري والمالي وسوء الخدمات ، والى القطاعات المختلفة الاخرى التي تكون بمساس مع المواطن العراقي.بالتاكيد أن الكثير من الدول قد تلجأ الى الاقتراض من الداخل او الخارج من اجل النهوض وتنفيذ الخطط الاقتصادية ، ومثالنا الصين التي بلغت قروضها الداخلية أكثر من 1.2 تريليون دولار حتى نهاية النصف الاول من 2012 ، وكان من نتائج هذه القروض هي الطفرة النوعية والكبيرة في الاقتصاد الصيني والذي أستطاع ان يتحول الى ثاني اكبر اقتصاد في العالم ،سابقاً بذلك دول اوربا واليابان، تحقق ذلك بوجود رؤية سياسية واضحة ، وإستراتيجية منطقية ، ووضع خطط مدروسة وعلى المدى القصير والطويل ، وتنفيذها بشكل دقيق ومتسق مع القدرة المالية ، وتوفر الرقابة المحاسبية والمالية ومقيدة بفترة زمنية محددة للمشاريع .أن قانون الدفع بالآجل لايعني سوى تقويض الحكومة بالتعاقد على صرف مبالغ لمشاريع لم يتم تحديدها بشكل دقيق ومدروس ، ولم تتوفر اي خطط مدروسة ولا توجد رؤية لتأثير هذه المشاريع على الاقتصاد العراقي والتي يمكن ان تؤثر على التزامات الحكومة مستقبلاً .نعم بلدانا اليوم بأمس الحاجة الى مشاريع كبرى للكهرباء ومياه الشرب والري والصناعة والزراعة والنفط والمعادن والنقل والبيئة والاتصالات والنقل والصحة والثقافة والتعليم ومحو الأمية والسكن والصرف الصحي والتدريب والتأهيل ،وقد يكون قانون البنى التحتية الذي تسعى الحكومة لإقراره في مجلس النواب هو ما يمكن أن يلبي هذه الحاجات كلها بعد اعادة صياغته وسد الثغرات القانونية والمالية فيه في البرلمان ووضعه موضع التنفيذ لاحقاً.على مجلس النواب والحكومة أن يتعاملا بايجابية مع الملاحظات والتحفظات والاعتراضات المثارة على مشروع القانون. لا بد من التحرر من عقلية المؤامرة فيما بين الكتل السياسية ، وسياسة التسقيط السياسي والذي اضاع البلاد وسبب التأخر الاقتصادي والاجتماعي .ولضمان أن تذهب مشاريع البنى التحتية إلى شركات عالمية ومتخصصة ومضمونة يقتضي الأمر أن تحقق الدولة في كل قضايا الفساد المالي والإداري التي أهدرت مئات مليارات الدولارات في أقل من عشر سنوات فقط، فأفواه الافتراس ستظل مفتوحة لمشاريع البنى التحتية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك