ماري جمال
أثار الفيلم الصهيوني ( براءة المسلمين) غضب وسخط العالم الإسلامي لإساءته البالغة إلى شخص رسولنا الأعظم محمد(صلى الله عليه واله وسلم ) والصاقه بشخص الرسول أفعال شاذة لا تمت ولا تليق حتى بالهمج فضلا عن رسم الفليم للدين الإسلامي صوره لا تقل بشاعة عن التتار أو المغول فكان هذا مدعاة لتفجر الغضب في بعض الدول العربية والإسلامية حيث انطلقت مظاهرات حاشدة أحاطت بالسفارات الأمريكية في أكثر من بلد غير أنها بلغت تلك أوجها في بنغازي الليبية حيث قام المتظاهرون بإحراق السفارة الأمريكية وقتل السفير الأمريكي ( كريس ستيفنز) ورغم بشاعة الجرم الذي ارتكبه منتج الفيلم فإن ردود الفعل التي تحولت إلى عنف كان يجب أن لا تصل إلى هذا المستوى من الاعتداء على السفارات وقتل المستأمنين من الدبلوماسيين الذين يجب علينا حمايتهم خصوصا أن قتلهم سوف لن يؤثر على الفئات التي تقف وراء هذا الأمر إذ لا يليق بنا وبديننا دين المحبة دين محبة وسلام أن نعبر عن غضبنا على الفعل الشنيع كما أن نبينا (صلى الله عليه واله وسلم )الذي هو رمز وشعار الأخلاق السامية الذي وصفه القران بقوله (وانك لعلى خلق عظيم) فليس من المعقول انه يرضى بالدفاع عنه بما يخالف سنته وبالطريقة التي قام بها بعض الجهلة من المسلمين التي تبرهن على صحة الأكاذيب الملفقة ضد رسولنا الكريم والمعروضة في أحداث الفلم فكلنا نحب نبينا وكلنا قد أثيرت فينا الحمية لعرض الفلم إلا أن الموقف السلمي هو سيد المواقف وهو الرأي الأرجح لان فيه حقن الدماء والمحافظة على الأرواح والمصالح وليس من مصلحة الشعوب العربية إثارة مثل هكذا مشاكل في الوقت الراهن لان الربيع العربي قد تركها بحالة من الوهن والضعف الاقتصادي والسياسي إذ قد يكون المقصود هو إثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في العالم والتي لا تعود بالنفع على أي من الطرفين إلا أن هناك من يصطاد بالماء العكر في اتخاذ غضب الشارع العربي ذريعة لتحقيق مآربهم الدموية وخير شاهد هو أعمال العنف التي مارسها المتظاهرون من القيام بإعمال قتل وحرق وسلب السفارات الأمريكية وحتى التعرض للدوائر الحكومية في كل من مصر وليبيا والسودان .وكان الموقف الأرجح من بين كل تلك المواقف هو موقف المرجعيات الدينية في العراق إذ دعوا أبناء الشعب إلى استخدام الأساليب السلمية في تنظيم المظاهرات ونبذ العنف والتعصب في اتخاذ المواقف للحفاظ على صورة نبينا الأعظم هو الأسمى بين الكل لان ما يجري ألان هو حرب فكرية واسعة النطاق ضد ديننا ونبينا ولا يمكن التصدي لها إلا بالند فأنهم حاربونا عن طريق إنتاج فليم فترد عليهم بطريقة حضاريه موازية تدحض أكاذيبهم الملفقة التي يرمون من خلالها إلى زعزعة ثقة المسلمين بدينهم وزرع الضعف فيما بينهم وهذا هو الهدف من عمل الفلم .إن على المسلمين الشرفاء من كل بقاع العالم اتخاذ الأساليب الفكرية في التواصل على الشبكات الالكترونية في الردود الواعية والحضارية ونشر الصورة الحقيقية لرسولنا الكريم (صلى الله عليه واله وسلم) وعدم الجري وراء الردود التعنتية الهوجاء وتنظيم المظاهرات السلمية التي تنشر صورة واعية وحضارية عن المسلمين وخير دليل على ذلك ما قام به المسيحيين في العراق من تنظيم مظاهرات سلمية ضد الفلم وتصريح مرجعياتهم بان ذلك الفلم ينافي أفكارهم وأرائهم عن الدين الإسلامي وانه قد أنتج لتخريب أواصر المحبة والألفة بين المسلمين والمسيحيين في العالم.
https://telegram.me/buratha