قلم : سامي جواد كاظم
ان ما يحتاجه المكلف في حياته هو معرفة امور دينه وميزان اعماله بين الحلية والحرمة وهو الاهم ويبقى المستحب والمكروه مطلوب حسب الضرورة التي تقتضيها ظروف وطبيعة المكلف من حيث رغباته .يستقي المكلف ثقافته الدينية من عدة مناهل ويعد الخطيب والفقيه من ابرزها ومحور حديثنا هو في ماهية الثقافة التي يتلقاها المكلف وماهو الضروري الذي يجب ان يثقف نفسه به؟ .الخطاب المنبري هو الاقرب للمكلف من خطاب الفقيه وهنا تدخل عدة عوامل لتشخص طبيعة العلاقة بين المكلف والخطيب والفقيه ، هنا نقف عند عدة محطات مهمة بخصوص هذا الخطاب ، فالخطيب يجب ان يكون ملما بكل حيثيات الخطاب الاسلامي الذي يخدم الثقافة الاسلامية من غير الوقوع في ما ينهي عنه الشارع المقدس يكون خطيب ناجح والفقيه الذي يستطيع ان يكون قريب من المستوى الثقافي للمكلف يكون اكثر تاثيرا من الخطيب.اليوم نلاحظ ان المكلفين وبمختلف درجاتهم الثقافية يستمعون للخطيب اما الفقيه فالذي لديه الوعي الكامل بضرورة اخذ الحكم الشرعي من المصدر الاصلي الا وهو الفقيه هؤلاء هم من يكونوا على اتصال بالفقيه وهم القلة ، وهنا يكون الخطيب هو المبادر للاحتكاك بالناس على عكس الفقيه نجد ان المكلف هو المبادر للاحتكاك بالفقيه لاخذ ما يريده من معلومات يراها مهمة بالنسبة لثقافته .طبيعة الخطاب الذي يستخدمه الخطيب هو الاقرب لمسامع المكلف من حيث بساطته وعدم تعقيده ـ بالنسبة للخطيب النموذجي ـ اما الخطاب الفقهي فاننا نجد التكلف واستخدام مفردات قد بل هي صعبة على مفاهم اكثر المكلفين وهذا بالتالي يؤدي الى تقبل الخطاب المنبري اكثر من خطاب الفقيه ولو قال الخطيب حكما شرعيا خلاف ما يقوله الخطيب فانه يحدث تاثير اكثر من تاثير الفقيه .اتذكر انني في احدى المرات طلبت من رجل دين في زمن الطاغية ان يقوم بجولة في اسواق بغداد ليرى الواقع على حقيقته ، وبكل شجاعة اقدم هذا الرجل وبزيه الديني اي العمامة السوداء التجول في اسواق بغداد في شارع الرشيد وكان البعض ينظر اليه اما باحترام او بريبة كونه قد يكون من رجال الامن ، ولان الرجل لديه بعض الاصدقاء هناك فان الاجواء سمحت له ان يتعرف على بعض التعاملات التجارية التي حسب ماوصفها لي بان اغلبها غير شرعية واغلب الناس لا يعلم انها غير شرعية بسبب صعوبة الاتصال بالفقيه وكان منذهلا مما سمع من اساليب يستخدمها التجار لاسيما الصرافين والمصارف في تعاملاتهم النقدية .هذا الواقع الذي هو عليه المكلف ولربما يقوم بعض الفقهاء باستخدام وسائل الاعلام الحديثة لغرض ايصال صوتهم الى الناس ولكن يبقى الخطيب والمنبر هو الاكثر تاثيرا ، لهذا نرى ان بعض الجوامع استخدمت هذا الاسلوب في شرح بعض المسائل الفقهية بين الظهرين او العشائين .المنبر سيف ذو حدين فاذا ما احسن الخطيب استخدامه من خلال انتقاء المواضيع المهمة والعبارات السليمة فانه يكون ايجابي واذا استخدمه للخزعبلات والشتائم فانه يكون سلبي .وعلى الفقيه ان يعايش ظروف المكلف من حيث طبيعة عمله وعلاقته بالاخرين ليرى الامور على حقيقتها .
https://telegram.me/buratha