نور الحربي
حين نفكر جميعا بصوت مرتفع وتكون نوايانا سليمة وهي كذلك في ما يخص طلبتنا وابنائنا واجيالنا القادمة فالامر سيكون مثمرا لاننا نمارس حقا طبيعيا لتعليمهم الصراحة وكيفية الدفاع عن الحقوق والثاني لتنبيه من يغفل او يتغافل عن حجم مسؤوليته وضرورة الدور الذي يجب ان يلعبه لتحقيق المنشود لاجيالنا. من هنا ومع نهاية كل عام دراسي وبداية اخر نحاول ان نقيم اداء وزارة التربية والاسرة التعليمية ونقف على اسباب القوة لدعمها ونبين مواطن الضعف والخلل لعلاجها بلا ادنى شك فهذه الاجيال وما نريد لها امانة تستحق منا التضحية بالوقت والتفكير لذلك ارتفعت بعض الاصوات الصادقة لتعبر عن اهمية العلم وبناء مؤسسة رصينة للتعليم وشددت اخرى على اهمية النظر الى المستقبل بشكل ايجابي عبر مواكبة التطور التقني واساليب وطرق التدريس والخطط والمناهج فضلا عن المباني والمستلزمات والوسائل الايضاحية والنشاطات الاخرى التي تصنع للنشىء شخصية مواكبة للتطور الذي يعيشه ويشهده العالم من حولنا.فمع دعوة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم وزارة التربية المعنية بالشان التعليمي بمراحله الاساسية الاولى الى الاستعداد وبذل الجهد لتوفير المستلزمات والمناهج للطلبة ، انطلاقا من قوله "ان الامة التي لا تهتم بالتعليم ليس لها مستقبل فالتعليم هو البداية والهدف الذي يشكل مسارات الامم والشعوب لان المتعلمين هم مستقبل العراق من طلبة وطالبات" .فالاستعداد بشكل جيد ووضع خطط للنهوض بمستويات الطلبة التي شهدت تراجعا لابد من ان يلتفت اليه المسؤول في الوزارة والحكومة ولو اطلعنا بشكل دقيق على النتائج المتحققة لهذا العام في الدور الثاني للصفوف المنتهية تحديدا لوجدنا ان الامر يدعو للخوف والذي ترجع اسبابه بحسب وجهات نظر اهالي الطلبة الى عدم جدية بعض ادارات المدارس والنقص في الملاك والمجاملات وعدم الاهتمام بمستوى المدرسين وطريقتهم في ايصال المعلومة والامثلة كثيرة في هذا المضمار ولاداعي لسوقها لانها باتت معروفة لدى الجميع وحاضرة في الاذهان كما ان اولياء الامور يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية في هذا التدني لعدم متابعة اكثرهم لمستويات ابنائهم وهذا امر مؤسف للغاية .اما لبيان بعض مواطن الخلل فلابد من الوقوف طويلا عند خطبة السيد احمد الصافي ممثل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة الذي اجمل الموضوع في خطبة صلاة الجمعة بدعوته الى الاهتمام بالبنى التحتية للقطاع التربوي والاهتمام بالامور الاخرى المرتبطة بتطوير هذا القطاع الحيوي الذي نعتمد عليه في تنشئة اجيالنا حيث تحدث عن وجود ازمة ونقص كبيرين في المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية، وهذه الازمة تفاقمت بمرور الزمن، فمع ازدياد اعداد الطلاب كل عام لكن لا توجد اجراءات مقابلة لزيادة اعداد المدارس ولا حتى استحداث صفوف جديدة داخل المدرسة القديمة ولعل السيد الصافي كان محقا في مدعاه بوجود خلل وفساد في ملف ترميم المدارس او اعادة تأهيلها ومنها المدارس المتهالكة والايلة للسقوط حيث بدأ الموسم الدراسي ولم يتم اكمال عدد كبير منها وبقيت معطلة وبعضها بقي رهين المخاطبات وتملص الشركات المنفذة والمقاولين دون اجراءات رادعة لا من الوزارة ولاحتى مديريات التربية ومجالس المحافظات وغيرها من جهات رقابية او مستفيدة ، وهذا ما سيؤثر على الطلبة الذين يتحملون بفعل هذه الاشكالات الكثير من المتاعب.وهنا لابد من وضع ضوابط والتركيز على مواعيد التسليم واعادة بناء هذه المدارس لان مدارسنا لاتحتمل ان يضاف اليها دوام رابع ضمن نظام الدوام المزدوج المتبع لدينا بشكل متزايد كما لابد من اعادة النظر بالتصاميم لان المدارس الموجودة لدينا والتي يعود عمر بعضها الى اربعين او خمسين ولعل المدرسة المجاورة لمنزلي والتي اسست في ثلاثينيات القرن الماضي اعيد بنائها مرة واحدة في ستينيات القرن الماضي ايضا وهي شاهد حي على تخلف المباني المدرسية وهنا لابد من التركيز على اجراء تعديل جذري في التصاميم والتي ينبغي ان تراعي العصر ومتطلباته. ان النظام التعليمي المتاخر اصلا في العراق والذي يعد الافقر في جوانب عديدة قياسا بدول المنطقة ينبغي ان يشهد قفزة ويعيش مرحلة جديدة تختلف عن تلك التي كانت فيها المدرسة ثكنة عسكرية ومنبر لتمجيد القائد الاوحد وحزبه القائد (الارعن) ,مرحلة يدرس فيها الطالب والتلميذ حب وطنه ويغذى فيها عقله بالحقائق العلمية والقيم الانسانية الحقة بعيدا عن الضغوطات والافكار الهدامة اضافة الى مناهج حديثة تراعي اعمار الطلبة والتلاميذ وتنمي قدراتهم كما لابد من ان تكون وسائل الايضاح وطرائق التدريس عصرية وحديثة تستند الى دراسات نفسية متطورة تشبع حاجة الطالب وتوقه للمعرفة خلال هذه المراحل المهمة من حياته وبهذا نكون قد وصلنا الى وضع لبنة اولى في مسيرة بناء اجيالنا الصاعدة والله من وراء القصد ..
https://telegram.me/buratha