ابو هاني الشمري
كلما اجلس مع نفسي افكر في مصير العراق "حالي كحال الناس الاخرين ممن ولدوا فيه" اجد ان البرلمان ونوابه هم سبب الخراب وانحداره... بل ان كل المصائب على العراق تأتي من تحت قبة البرلمان. ولكي ابين ان البرلمان هو سبب المصائب وهو بحاجة الى انهاء خدماته هذه الساعة قبل ان يأتي يوم غد يجب ان نعرف مايلي:ان دستور العراق الحالي لابأس به على كل علاته وبلاويه وبكل مايحويه من فقرات ملغمة!! ... والتزام الناس بالقانون لابأس به على الرغم من كل التجاوزات وعدم الاحترام الذي طال مفاصل هذا القانون!!.. والبناء لابأس به على الرغم من المشاريع المتوقفة والتي تهدمت بعد ايام من بنائها !!...وقرارات الحكم التي يصدرها القضاء جيدة على الرغم من بقائها حبر على ورق تنتظر من يطبقها !!! ....والاستثمار في محافظات العراق اكثر من رائع على الرغم من هروب المستثمرين بسبب الفساد الاداري وتعمد التأخير !!ورب سائل يسأل فما دخل البرلمان بتجاوز الناس وبالفساد وبعدم تطبيق القانون ووو .. الخالرد على هكذا سؤال يجعلنا نذكر السائل ان اعضاء البرلمان ومن تحت قبته هم من شرعوا القوانين ويشرعونها حتى الساعة ... ومن تحت قبة البرلمان جاء رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وكل الوزراء الحاليين .. او بمعنى اخر ان مجلس النواب هو القائد العام والمطلق للبلد ... فإذا حدث اي انحراف في مسار عمل اي ممن عينوا لادارة اعمال البلد (اقصد رئيس الوزراء والوزراء واعضاء البرلمان ورئيس الجمهورية وكل شخص تم تعيينه من تحت قبته او بموافقة الحكومة) فيستطيع اعضاء البرلمان ان يحاسبوه حسابا شديدا وينحوه عن منصبه ليذهب بمواجهة القضاء الذي يحكم عليه بما يستحقه وبذلك يتم تصحيح الانحراف من داخل قبة البرلمان. من هنا فأن البرلمان واعضائه هم الحكام الفعليين للبلد لا الحكومة ولا القضاء ولا المحافظين ولا رئيس اقليم كردستان!!يعود السائل فيسأل ... فما هي المشكلة في خراب البلد؟!! وهو سؤال يطرح كل لحظة من افواه العراقيين.الجواب على هكذا سؤال هو كلمة واحدة!!! ....... البرلمانفنواب البرلمان كلهم وبلا استثناء مشتركون في كل ما يحصل في البلد ولا يغرنكم تصريحاتهم الرنانة والوطنية ... كيف؟لسان حالنا يقول لكل برلماني"طهر بيتك اولا قبل ان تطهر بيوت الآخرين".فهل هناك فساد اداري واخلاقي وديني وانساني وتربوي واجتماعي وسياسي ومذهبي وعرقي اكثر مما موجود لدى البرلمانيين ... البرلمانيون يريدون تطبيق القانونوالبرلمانيون يريدون محاسبة الفاسدينوالبرلمانيون يريدون استقلال القضاءوالبرلمانيون يريدون احترام الدستور .... والبرلمانيون يريدون الكثير الكثير لخدمة الوطن والمواطن!!!!!!!ولكنهم ينسون انفسهم .... وسبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز " نسوا الله فأنساهم انفسهم"فهل حقا يريد اعضاء البرلمان تطبيق ما اشرنا اليه اعلاه .... الجواب وببساطة شديدة كلا والف كلا.فهل تحرك اعضاء البرلمان وبلا هوادة الى ان يطبق القانون بحق النواب الذين ارسلوا من ينوب عنهم في الامتحانات وكانت فضيحة محمولة على اجنحة الريح .... دثروها ولم يظهر لها اثر وهؤلاء الذين فعلوا هذه الجريمة هم برلمانيون يريدون ان يحاربوا الفاسدين!! (انعم واكرم) قرارات القضاء التي صدرت بحق النواب المطلوبين له ... هي نائمة حتى الساعة في ادراج رئيسه ولن تستيقظ حتى انتهاء دورته "ام الاربع سنين" والنواب يريدون استقلالية القضاء ... (ماشاء الله)شركات اعضاء مجلس النواب ومقاولاتهم ... حدث ولا حرج ... اخر صفقة كانت لبناء بهو مجلس النواب لشركة تعود الى ابنة رئيس المجلس!!! والنواب يريدون بناء البلد بشركاتهم او شركات اقاربهم ...(نعم هكذا يجب ان يكون البناء)كيف يطبق القانون ومن يشرع القانون غائب عن البرلمان منذ يوم انتخابه وحتى يوم انتهاء دورته ولا من يسأل عنه او يحاسبه ويستلم راتبه كاملا تاما من خزينة الشعب العراقي المبتلى ... ولاتنسوا ان البرلمان هو مكان تشريع القوانين في كل شئ ... نعم تشريع القوانين لكل شئ اذا كانت تمس العراق واقتصاد العراق وسيادته وقضائه وسلطته ...والبرلمان اساس السلطة والقضاء ... لايستطيع ان يشرع قانون يحاسب المستهزئين والمستخفين بالتواجد تحت قبته. فكيف ستصدر القوانين من هكذا مجلس وهو عاجز عن تشريع وتطبيق قانون ينظم به نفسه ...(برلمان لو سوكـ العورة) عشرات القوانين يتم منع التصويت عليها من قبل اربع او خمس اشخاص متنفذين داخل المجلس يسمون انفسهم رؤساء الكتل ولا يمرر اي قانون للتصويت الا بعد موافقتهم ....(نريد برلماني واحد يعرفلنا الدكتاتورية بلا زحمة) وهنا نسأل الثلاثمئة وعشرين نائبا الاخرين لماذا جميعا تسكتون على عدم امرار تلك القوانين للتصويت .... اليس هذا هو الفساد الاخلاقي والتربوي والسياسي والديني والاجتماعي ... بل هو جريمة بحق الشعب العراقي ... اليس الكل متفق على ان قبة البرلمان هي مكان للتصويت على القوانين وليس الاتفاق عليها بين خمسة اشخاص ... اين قانون النفط والغاز واين قانون مجلس القضاء واين قانون البنى التحتيه واين عشرات القوانين التي نسمع عنها ولا نراها... فلو كان اعضاء مجلس النواب صادقين مع الله ومع انفسهم لهبوا بصوت رجل واحد وطالبوا بتقديم هذه القوانين للتصويت وسوف تغلب كفة الاكثرية في تطبيق هذا القانون ولا تبقى تلك القوانين تحت رحمة قادة الكتل يرون رأيهم فيها كما يشتهون... اليس البرلمان مكان لقبول رأي الاغلبية من المصوتين على القانون ... فلو كان هناك خلل فيه فأن الاغلبية سوف لن يصوتوا عليه حفظا لحقوق العراق لانهم هم من يدافع عن حقوقه ... وللاسف نجد انفسنا نرى العكس فكل اعضاء البرلمان ساكتين او يصرحون عبر وسائل الاعلام هذا خطأ وهذا صواب ولكننا لانجد تطبيقا لكلامهم على ارض الواقع وكأن الله سبحانه قد كتب عليهم الذلة والمهانة حتى اصبحوا لايستطيعون ان يخرجوا عن طاعة قادة كتلهم حتى ولو كان نتيجته خراب البلد لانهم اما هم يريدون ذلك او انهم احقر من ان يتجرأوا ويخرجوا عن طاعة قادتهم حتى في الباطل ... ولعمري فأن اي الامرين اشد من الاخر.فهل سيستطيع هكذا برلماني فاسد وذليل تابع الى رئيس كتلته ان يصحح مسار عمل البرلمان ... كلا والف كلا ... والامر متروك لابناء العراق ان يقولوا في هؤلاء كلمتهم الفصل ... فهؤلاء البرمانيون وعلى هذه الحال احقر من ان ينتشلوا البلد من محنته.فكيف سيحاسبون الفاسدين وهم فاسدون ... وكيف سيصدرون القرارات التي تشدد على الفاسدين وهم يبيحون الفساد ... وكيف يمنعون الارهاب وبينهم ارهابيون قتلة مطلوبون للقضاء... وكيف يحاسبون المحتقريين لادارة البلد وهم يحتقرون قبة البرمان وهيبته ولا يقيمون له وزنا.... وكيف يطبقون القانون وهم من يحتقر القانون ويخرقه.... وكيف ينشرون الامن داخل البلد وهم يروجون للفوضى ويطبلون لها.لم ار في حياتي التي شارفت على ستين عاما اخبث واحقر واتفه اشخاصا ممن يجلس تحت قبة البرلمان او يسمى بمسمى برلماني وهو بهكذا شخصية... نرجوا من الله ان يصلح حالهم ويكونوا عند مستوى المسؤولية ويفكروا في مصيرهم يوم المعاد يوم يطول وقوفهم امام رب الارباب ... وحينها تعلم كل نفس ما اجترحت من ذنوب ولات ساعة مندم.
https://telegram.me/buratha