خضير العواد
إن مكانة الرسول (ص) عند المسلمين هي أرفع مكانة عندهم وإذا أُريدَ قياس مكانة شخصية معينة أو صحابي أو صحابية فسيكون الميزان الذي يعتمد عليه القياس هو قربه من رسول الله (ص) ، لهذا فقدسية أهل البيت عليهم السلام أو تكريم الصحابة يعتمد على علاقتهم وإتباعهم لرسول الله (ص) وبالتالي تنهتي هذه العلاقة بألله سبحانه وتعالى لأنه هو الذي أمر بهذه العلاقة أذ يقول سبحانه وتعالى (قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ، قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرون )...(سورة آل عمران أية 32،31) ، أي الموقف من الصحابة وتكريمهم والدفاع عنهم يستمد مشروعيته من علاقتهم وقربهم من رسول الله (ص) ، ولكن لاحظنا بعض الدول الإسلامية (دول الخليج) التي كانت تدّعي الدفاع عن الإسلام والمسلمين قد وضعت رأسها تحت التراب كما تفعل النعامة وبعض علمائها ( علماء الوهابية ) قد أعطى فتوى بعدم مشروعية المظاهرات التي تخرج دفاعاً عن رسول الله (ص) ورافضةً الفلم الذي أساء لرسول الله (ص) وكانت تقيم الدنيا ولا تقعدها عندما كان أحد المسلمين ينتقد بأسلوب علمي وأعتمادأ على المصادر التاريخية التي يعتمد عليها المسلمين بعض أفعال الصحابة أو زوجات رسول الله (ص) ولكن عندما أساء اليهود الى الرسول (ص) من خلال هذا الفلم لم يتكلموا أو يعارضوا أو يرفضوا بل منعوا بالفتوى كل من يدافع عن الرسول الكريم (ص) وهذا يدلل على أنهم لا يعيروا أي أهمية للصحابة أو زوجات رسول الله (ص) لأنهم لم يهتموا بأساة رسول الله (ص) نفسه فكيف يهتموا بأمر الصحابة ، ولكنهم ومن خلال مواقفهم وردود فعلهم على نقد الصحابة وزوجات الرسول (ص) كانت غايتهم إثارت النعرات الطائفية ما بين المسلمين ليس إلا كما هي حالهم في مختلف المواقف والظروف نلاحظهم يريدون تمزيق وحدة المسلمين ، أم باقي المسلمين الذين يخرجون بالمظاهرات دفاعاً عن رسول الله (ص) فأن أكثرهم لا يعلمون إن أكثر محتوى الفلم مصادره كتب المسلمين أنفسهم وهذه الروايات قد نقلها بعض الصحابة وفي مقدمتهم أم المؤمنين عائشة ، فهذه المظاهرات تعطي مدلولان لهؤلاء المتظاهرين الذين يجهلون مثل هذه الروايات ،أما أنهم بالفعل يجهلون ما يرويه بعض علمائهم في كتبهم المشهورة كألبخاري ومسلم وغيرهم من العلماء وهذه مصيبة ما بعدها مصيبة أن يقتدي الأنسان بعلماء ينتهكون حرمة نبيه (ص) ، أو أنهم يرفضون هذه الروايات جملةً وتفصيلا ولكن لم تكن الفرصة متاحة لهم لكي يظهروا رفضهم لهذه الروايات التي تتجرأ على رسول الله (ص) ، لهذا ففي الحالتين فأن خروج الألأف من المسلمين الى الشوارع يدلل على أن هؤلاء المسلمون قد رفضوا مثل هذه الروايات وأن كانت مذكورة في كتب مثل البخاري ومسلم لأن كرامة الرسول (ص) فوق روايات كل الصحابة وكذلك العلماء وكتبهم ، وقد أثبت هذا الفلم على أزدواجية المعايير الغرب في كل مبادئهم وأراءهم وليس هناك ثابت عندهم إلا مصالحهم ، وقد ظهرهذا واضحاً وجلياً من خلال مواقفهم من هذا الفلم المسيء لرسول الله (ص) حيث وضعوه من ضمن قانون أحترام الحريات الشخصية لكي لا يمنعوا عرض الفلم أو يقاضوا القائمين عليه بسبب عدائهم للإسلام والمسلمين ، ولكن في مثل نفس الظروف نلاحظهم أتخذوا مواقف وقاضوا أصحاب الأعمال التي تعرضت وبشكل علمي لا غبار عليه الى بعض مواقف اليهود أو إدعاأتهم كمحرقة اليهود المعروفة ( الهلوكاست) ولم يتذكروا قانون أحترام الحريات الشخصية أو في حياتهم اليومية لا يمكن لأي شخص أن يبوح بما يدور في داخله من مواقف وأراء أتجاه الأخرين إن كانت تتعلق باللون أو الدين أو القومية أو الجنس وغيرها لأن هناك قوانين أخرى سوف تحدد قانون أحترام الحريات الشخصية كألعنصرية وأذية الأخرين ، ولكن الغرب أثبت على عدم مصداقيته من ناحية تطبيقه للقوانين التي يتبناها بشكل عادل وكذلك على عدم وجود قوانيين حقيقية للمبادئ التي يدعي أنه يحملها وهذا قد بينته وأثبتته مواقفهم إتجاه الفلم المسيء لرسول الله (ص).
https://telegram.me/buratha