حيدر عباس النداوي
مثلت فضيحة تهريب السجناء المحكومين بالاعدام ممن ينتمون الى تنظيم القاعدة الارهابي من سجن تسفيرات تكريت ضربة موجعة للحكومة الاتحادية والحكومة المحلية على حد سواء وان كان المستهدف الاساس بهذه الاهانة هي الحكومة الاتحادية في بغداد لان صلاح الدين قد تتناغم مع تهريب مجرميها وفقا لقاعدة المصالحة الوطنية او الجهاد ضد النظام العلوي في سوريا والالتحاق بقطعان المجاهدين العرب الذين تم تسهيل وصولهم الى ريف دمشق من اجل تهديم الاوثان المتمثلة بقبر السيدة زينب (ع) وبنات الرسالة خاصة وان مجاهدي صلاح الدين لديهم خبرة في تفجير المراقد الطاهرة وكما حدث في سامراء ،وهذه ميزة لا تتوفر عند مجاهدي الدول الاخرى.وقد يكون من التجني والاعتداء الاستدلال بتشبيه استقالة الحكومة اليابانية ومقارنتها بما يجري من افعال على الوضع العراقي وانتظار ان تقدم الحكومة العراقية استقالتها لان المسافة بين منطق الحكومة اليابانية ومنهجها وبين صلف الحكومة العراقية وعنجهيتها لا تصل اليها اي ارقام فلكية اوتخيلات ذات نوايا طيبة.وعند الرجوع الى اسباب استقالة الحكومة اليابانية تجد انها لا تتعلق باقتحام السجون وتهريب المجرمين وفشلها في تامين ارواح النزلاء والحراس والضباط كما ان دواعي الاستقالة ليس لها علاقة بملفات استشراء الفساد المالي والاداري وضياع عشرات بل مئات المليارات من الدولارات من موازنة اليابان وعدم الاستفادة منها كما انها لم تفكر بالاستقالة لان السيارات المفخخة والعبوات اللاصقة والناسفة والاسلحة الكاتمة لم تتوقف يوما عن حصد ارواح الابرياء وليس للاستقالة علاقة بمدارس الطين وانتشار الأمية او استمرار انقطاع التيار الكهربائي والفشل في تصديرها الى دول الجوار او رداءة البنى التحتية او تراجع الواقع الصحي والخدمي او انتشار "الناركيلة والشيشه والحشيشة" بين الصبية والاطفال والفتيات كما انها تجهل تعيين الوزراء الامنيين بالوكالة كل هذه الاسباب وعشرات الاسباب الاخرى الموجبة لاستقالة اي حكومة تحترم جمهورها وارواح شعبها وتجعلها تخجل من ضعفها وفشلها لن تكون سببا لاستقالة الحكومة العراقية ولو بعد الف عام ليس لان اليابانيين احق من الشعب العراقي بالحياة بل لان العراقيين منحوا حكومتهم حق سحقهم وبالتالي فان حق التفويض ملزم للطرفين.ان اسباب استقالة الحكومة اليابانية لا توجد لها مفردة مقاربة في قاموس مشاكل الحكومة العراقية لا من قريب ولا من بعيد وقد يكون ذكر اسباب الاستقالة سببا لغضب السيد المالكي وتحامله على اليابان وقد يقسم باغلظ الايمان من انه سيقدم استقالته واستقالة وزراءه فورا لو وجدت مثل تلك الحادثة التي اوجبت استقالة حكومة اليابان لان الحكومة اليابانية حكومة عديمة الذمة والأخلاق والناموس والغيرة على شعبها وهي لا تدين باي دين او ملة او عقيدة وكل هذه الرذائل تساعدها على نكث وعودها والحنث في اليمين وتسقيط الاخرين والتمسك بالمناصب وتوزيع المغانم بين اصحاب الانوف المجدوعة والعيون الغائرة.باختصار الحكومة اليابانية وجدت ان شعبيتها بدأت تتراجع فقررت تقديم استقالة جماعية لوزرائها سعيا لتشكيل حكومة موسعة تحاول من خلالها اعادة هيبتها وإرضاء أبنائها وهذه المفردة أي مفردة تراجع الشعبية ليست مطروحة في قاموس الحكومة العراقية ..وعندما نجدها في وقت ما ،يكون الشعب العراقي قد انتهى ببركة الكاتم والمفخخات وإدارة الوزارات الأمنية بوكالة القائد العام للقوات المسلحة.
https://telegram.me/buratha