خضير العواد
تبنى الدول بتعاون جميع فئات شعبها ومؤوسساتها بشتى المجالات ، ويتصدر هذا التعاون هم القيادات المتصدية في الدولة بأعتبارهم أكثر وعياً وأحساساً ومسؤولية فتلتحق بهم الجماهير التي تتخذ منهم قدوة وأسوة حسنة مما ينتج عن هذا مزيجٌ ينصهر في حب الوطن والتفاني من أجله ، لهذا نلاحظ نجاحات الدول تعتمد على هذا المزيج الرائع المنصهر في حب الوطن ما بين القيادة والشعب ، لأن الشعب عندما يتأكد من أن القيادة أمينة في العمل من أجل مستقبله وأستقراره وأمنه عندها سوف يتفاني من أجل هذه القيادة التي تقوده الى بر الأمان ، ولكن إذا شك في أمانة هذه القيادة فسوف يرفضها ويرفض جميع تحركاتها لأنها لا تصب في مصلحته وأستقراره ، وهذا ما حدث في مؤتمر حزب العدالة التركي الذي حضره الكثير من القيادات العراقية وفي مقدمتهم رئيس السلطة التشريعية وكذلك رئيس حكومة كردستان ،فهذه القيادات التي حضرت هذا المؤتمر لم تراعي مصلحة الشعب العراقي بل ضربت بكرامة الأنسان العراقي وكذلك السيادة العراقية ، فمؤتمر حزب العدالة والتنمية يمثل الحكومة التركية الأن هذه الحكومة التي عملت وخططت من أجل ضرب العملية السياسية في العراق ، بل وصل بها الحد الى تجاهل الحكومة العراقية عندما دخل وزير الخارجية التركي غلستاً كركوك بدون علم الحكومة المركزية متجاهلاً جميع القوانين والأعراف الدبلوماسية ، وهذه الحكومة التي لم تترك حدثاً في داخل العراق إلا وتدخلت فيه بل يحاول أردوغان بين فترة وأخرى على تهديد الحكومة العراقية ويأمرها بفعل كذا وكذا وإلا ؟؟؟؟ أي خطاب الأتراك دائماً يكون بصورة المتعالين والمتكبرين والأسياد ، فهذه المواقف المتعجرفة من قبل الحكومة التركية أتجاه العراق وحكومته يجب أن تدفع كل المسؤولين أن يتخذوا مواقف صلبة أتجاه هذه الحكومة الطائفية وأن لا يشاركوا بهذا المؤتمر الذي لا ينتج عنه إلا مضرت العراق وشعبه ، فحتى المسؤولين الذين أرادوا أن يشاركوا بهذا المؤتمر لولا مشاركة الهاشمي كان موقفهم غير صائباً ويمثل ضعف المسؤول العراقي الذي لا ينظر الى المصلحة العليا للوطن بل ينظر بأنانيته الى مصالحه الشخصية فقط ، لأن قضية الهاشمي هي تحصيل حاصل لمواقف الحكومة التركية السيئة إتجاه العراق وشعبه ، ولولا الحكومة التركية وبقية الحكومات التي تريد تدمير العراق وعمليته السياسية كالسعودية وقطر لم يكن هناك الهاشمي أو من يشاكله بالإجرام والإرهاب ، وأما من شارك في هذا المؤتمر مع مشاركة الإرهابي طارق الهاشمي الذي قتل من الشعب العراقي المئات والذي حكم عليه القضاء العراقي بالإعدام ، تعتبر هذه المشاركة إستهزاء بالدماء العراقية وعدم أحترام القضاء العراقي وتأييد للإرهاب والإرهابيين ، هذه المشاركة تدلل على عدم أحساس المسؤولين بهموم الشعب وعذاباته وجراحاته وهم يصفقون من كل قلوبهم للقاتل والمجرم الذي سرق البسمة من مئات الأطفال والأمهات والأباء ودمر الأملاك العامة والخاصة وأسهم في إضعاف العملية السياسية ، فعندما يشارك رئيس السلطة التشريعية ومن رافقه من المسؤولين في هكذا مؤتمر القائم به عدو شعبهم والمشارك فيه قاتل شعبهم فكيف سيطمئن هذا الشعب لهؤلاء المسؤولين والمواقف التي سيتخذونها في المستقبل ، ومن يدّعي على أن هذه المشاركة غايتها ترطيب الأجواء ما بين الجانب العراقي والتركي ، فهذا إدّعاء أجوف لا صحة له لأن هؤلاء المسؤولين أصلاً علاقتهم جيدة بالجانب التركي بل رئيس البرلمان العراقي السيد النجيفي أصبح وجوده في أنقرة أكثر من تواجده في مدينته الموصل ، والتجربة أثبتت إن علاقة هؤلاء المسؤولون كلما أصبحت جيدة بأنقرة فأن الأتراك تسيء علاقتهم ببغداد وتصبح أكثر متأزمة أي وجود هؤلاء المسؤولون يأزم العلاقة ولا يصلحها وإذا كانوا يريدون الإصلاح لأصلحوها من زمان ؟؟؟؟ ، بالإضافة الى إن هذه المشاركة أعطت إنطباع على أن هؤلاء المسؤولين لا يدعمون الحكومة العراقية ولا يعيرون أي أهمية لتطلعات وطموحات شعبهم بل يدعمون كل من يريد إضعاف العراق وشعبه ، والمسؤول الذي لا يهتم بأحاسيس الشعب وجراحاته وهمومه ومستقبله فليس جديراً بأن يكون مسؤولاً عليه .
https://telegram.me/buratha