المقالات

هكذا رد الامام الرضا (ع) اسائـتي

1656 22:57:00 2012-10-03

بسم الله الرحمن الرحيم

الى غريب طوس وكريمها

الى امامي وسيدي ومولاي

الى  من رد بخلي كرما

اقبل مني هذه الكلمات التي ارنو منها نشر كرامتك وقرع نفسي بسياط الملامة  .

قطعة من الجنة  تلك هي حضرة الامام الرضا (ع) وطئت قدمي ارضها عقب سقوط الطاغية فسلبت قلبي , عشقت كل ركن فيها زيارتي الاولى وسألت الله ان انال توفيق الزيارة ثانية وثالثة .

في كل ركن هناك لي ذكرى وفي كل صحن لي وقفة  في حرم الامام الرضا ع تشعر انك دخلت على سلطان ذو ملك وعدل وقلب كبير كل شيء ينبض بالجمال والانتصار فالامام سلطان وكل الناس قادمة لتجديد العهد والميثاق في كل مرة اخبره سيدي اي غربة يتحدثون عنها وهل انت فعلا غريب !!! .

اه عندما تدق النقارة برجالها الانيقين اشعر انها تعزف انشودة اندحار الظلم الى الابد اما منظر القبة من صحن (السقاخانة) فقبس نابض بامل الرحمة ,  ولست بصدد وصف سحر كل جزء في تلك البقعة الرائعة فان الصفحات ماكانت تكفي لذلك لذا ساذكر ما حصل لي في سفرتي الاخيرة .

دق رجب باب ايامنا وانا اعيش كدرا اثر ابتلاء الم بي وبحسب طبيعتنا البشرية القاصرة اخذ مني هذا الامر ماخذا ماكان اخذه لو تسلحت بأيمان اكبر وجاءت الدعوة ان رافقي زميلات لك في زيارة الى مشهد كنت اشعر انني لست بالاستعداد الروحي المناسب للامر غير ان هناك من اقنعني بان هذا التوجه الروحي سيحصل ما ان تذهبي وفعلا حزمت امتعتي وهمي على امل تركه هناك

وصلت ومرت ايام زيارتي القصيرة جيدة ولكن ليس بمستوى زياراتي السابقة فلي عهد مع الامام الرضا منذ الزيارة الاولى ان اهديه ختمة قران في كل مرة ازوره فيها اقرئها في حضرته على الرغم ان الزيارة هي لايام معدودة على ان يذكرني بدعوة في رجب اخر ولكن هذه المرة اعتذرت عن الامر وقدمت له بعض المبررات الدنيوية الساذجة المهينة وكان يوم ما قبل الوداع توجهت الى الحرم وزرت وذكرت احبتي وناسي واهل بلدي وبينما انا التمس في روحي توجها اخشى عليه الفرار من ثنايا روحي العاصية لفت انتباهي قطعة ذهبية ارتديتها في يدي.

كانت تلك القطعة مالا سأحتاجه بعد فترة طوقته في يدي ذهبا كي احفظه الى حين اتيان موعده ليسد ثغرة احتياج, وفي لحظة دعاء لله خجلت منه وانا اطوق يداي بمفاتن الدنيا الزائلة  وحسبته حاجزا بيني وبين الله في تلك البقعة المباركة فخلعته ووضعته في حقيبتي بطريقة محكمة ووضعت حقيبتي في رقبتي وانعزلت عن الدنيا بعد ان امطرت سحابة عيناي شكواها لخالقها من ظلم نفسها وظلم الدنيا وبشاعة ما فيها .

انهيت الزيارة وبينما انا على الباب مغادرة واذا بي انثر حقيبتي مذعورة بعد ان رأيت فتحة فيها واذا بالقطعة مختفية وما ان ادركت هذا حتى جلست ارضا ! من الصدمة , لملمت ما نثرت من اغراضي ببطىء وما ان وقفت رمقت القبة وفي غفلة مني نطق لساني المذنب باني ( بعد ما اجي مشهد ) وما ان وعيت ما قلت وفي حضرة من ؟  حتى ركضت هاربة الى الخارج في ذهول من نفسي  تلك النفس التي دائما ما انتقدت كل من لا يظهر احتراما في مشيه وكلامه امام الائمة وفي حضرتهم كنت اعجب فعلهم فارتد عجبي الى لساني .

رجعت الى نُزلي متألمة افهذه النفس التي ربيتها ؟ افهذه النفس التي عولت عليها خيرا ؟ أفهذه النفس التي خاطبت الامام الحسين ان يا ليتنا كنا معكم ؟ افهذه النفس التي يحملها اهون الابتلائات على الغضب وفقدان السيطرة .؟ افهذه النفس تطلب الجنة وهي شحيحة ؟ افهذه النفس التي تسأل حجة الارض ان تكون هي او اولادها في خدمته !!.

رجعت الى الامام مودعة بعد سويعات  ولم اترك كلمة اعتذار لم اقلها ولكن شعرت باني قطعت وصلا كان قد وهبني الله بعلاقة روحية خاصة مع الامام الرضا ع وكان حزني على خسران تلك الوصلة عظيما . اه كم سأبني واسس في خربة نفسي حتى استحق نعمة كنت اتمرغ في نعيمها !! ولاجل ماذا لقطعة ذهبية لمت امامي لانني ضيعتها !!

خرجت منه الى سيارة العودة مع الزوار وصارت السيارة تبتعد فتارة ارى جبلا وتارة ارى جزءا من القبة وهي تختفي بين هذا وذاك وتصغر وعندها رن هاتفي  كان هناك من يستعلم عن موعد عودتي فهناك عمل ينتظرني وهو مستعجل وان انجزته فهناك ( ....) من الدنانير في انتظاري ابعدت الهاتف ونظرت الى القبة فاتحة بؤبؤ عيناي في استغراب لقد ذكر المتصل رقما هو ذاته قيمة ما فقدت !! لا فلسا زائد ولا ناقص .

اغلقت الهاتف وخاطبت نفسي فلم اكن قد قصصت ما جرى لاحد حتى لا يتكدر من معي من الزوار المنشغلين بفرحة العودة الى الديار , خاطبتها بان هذه اشارة من الامام (ع) ان هذا عوض ما خسرتي !! ولم تكن فرحتي بالتعويض بل بان الامام ان شاء الله قد قبل عذري وندمي وودت لو اقفز من السيارة للعودة اليه .

عدت وانجزت العمل والذي اقسم بالله انني لم يمر علي عمل تيسر امره كذاك واستلمت ما وُعدت به  وفي تلك الليلة رأيت في المنام انني في حضرة الامام الرضا امام تجمع من النساء حول شجرة عظيمة اقتربت واذا بهن فرحات ويأشرن على اعلى الشجرة رفعت رأسي واذا اغصان الشجرة قد عُلق عليها مئات القطع الذهبية لتلكم النسوة فكل منهن تصيح تلك قطعتي وهي باسمة وليست بمطالبة وبينما انا اتابع مافي الاغصان واذا بقطعتي معلقة هناك فتبسمت في المنام واستيقظت .

لقد اشترى مني الامام تلك القطعة واكرمني وواساني رغم الاساءة وليت الله اعانني على نفسي حتى تستحق ان يشتريها الامام ويجعلها بلاط تطأه اقدام زواره بنعلهم .

ان تلك الاساءة وغيرها مما جنتها تلك اللحمة منزوعة العظام في فمي دقت جرس الانذار في قلبي من ان النفس بحاجة للاستزادة وانها في بداية الطريق وابسط امتحان تستصعبه وانه لابد من وقفة معها غير ان جل خوفي كان من أُحرم من دعوة السلطان الى قصر امارته  فكتبت هذه السطور وحفظتها وانتظرت عند هذا السطر واليوم اضيف .

غير ان انيس النفوس  قابل شحة نفسي باتمام كرم وقد من علي هذا العام بزيارته وفي يوم ولادة والد صاحب الامر الامام الحجة وقد استضافني في مضيفه يوم المولود بل وفتح لي دربا ً وصلت فيه الى شباك ضريحه بعد ان عجرت في مجموع زياراتي المعدودة بعد السقوط  فشباك ضريحه عليه السلام لا يخلو  في اي ساعة من ساعات اليوم ومع ذلك فهو غريب الغرباء !! وهناك اخبرته بسطور محتجزة  لم يدر عليها الحول في جهاز الحاسوب  فقد دعاني مرة اخرى قبل شهر رجب  وقررت ان افك اسر سطوري هذه ايام الولادة لاعلان كرامة من كراماته عليه السلام فهو عليه السلام  لا يدع زائرا يغادر حزين ابدا ً .

فسلام على ابي الحسن علي ابن موسى الرضا  في ايام مولده المبارك في هذا الشهر الفضيل .

 

أسال الله ان يوفقنا الله لحرب النفس الامارة والجامها بلجام الولاء لاهل بيت المصطفى وامتطائها بيسر حتى نسير في درب الحق .

 

الاهداء : الى صديقتي  (ام زهراء )  القادمة من اوربا والتي سُرقت  في حضرة ابو الفضل العباس ع  عند وداعه  تألمت كثيرا لما اصابك قبيل ساعات من مغادرتك للوطن ولكن المي اكبر على الجملة التي جرت على لسان زهراء حينما قالت انه الاسلام في اوربا وليس هنا  تالمت لها لا منها  خوفا ً من ردة فعل ومن قراءة سطحية للاسلام وأسال الله ان يكرمكم  ابو الفضل العباس عليكم بترضية لمن تعنى له وأُذي في سبيل زيارته ليكون برهانا ً لزهراء وصلة تربطها بقمر بني هاشم  عليه السلام  لتعلم ان الاسلام لا مصداق له  الا في قلوب المسلمين وان طبق الغرب قوانين الاسلام لمثاليتها فليس لهم ان يمتلكوا  الروح الاسلامية مالم يدخل حب ال البيت في قلوبهم فالحمد لله على هذه النعمة التي تستحق لاجلها تحمل انواع العذاب  .

 

اختكم المهندسة بغداد

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بغداد
2012-10-04
الاخ كاره البعثية مداخلة جميلة وان شاء الله سأوصلها الى من تمنيت ان تصل لها . ولكني احب ان أوضح ان الاشارة ليست للمسلم الذي يعيش بالخارج فهذا بحث اخر وانما قصدت الكافر الذي يتمتع بصفات كان المسلم اولى بها وكما اوردت في القصة من صدق ودقة مواعيد ونظام ولكن لايمكن ان تمثل هذه الامور الاسلام فكاني بالمقارن بهذه الطريقة يدخل الجمل في سم الخيط ! وتبقى الروح العقائدية هي الاساس التي يُبنى عليها كل خير ولو ان المسلمين التزموا بالجزء الذي يلتزم به الكافر بكونه قانون ونظام لكان الاسلام في عافية
عراقي يكره البعثية
2012-10-04
في حرب الدقاع المقدس ...ليس هنالك اسلام حقيقي في الخارج لانهم ( ليس طعنا بالمؤمنين منهم) ليس لهم حرمان وعذاب وجوع وخوف واسلامهم نزعة ارتدادية في صورة تحدي ..الاسلام الحقيقي هو الذي يكون في المجتمع الاسلامي برغم صعوبة العيش وقله ذات اليد وتكالب الزمان وغدره
عراقي يكره البعثية
2012-10-04
فقال البروفسون نعم..فاجابه الامام..ابني عزيزي .. ان الشيطان لايذهب الى الاوربيين لان كل عمل يعملوه كفيل بادخالهم الى سقر .. لكنه ياتي الى المؤمنيين الرساليين لان كل عمل يقومون به يدخلهم الفردوس الاعلى مع محمد وال محمد عليهم السلام ولذلك فهو ياتي المؤمنين يغوي هذا ليغتاب هذا ويغوي ذاك لنم على ذاك ويدفع هذا ليبهت ذاك عسى يجمع الله هذه الذنوب فيدخله الى النار لان الشيطان تعهد بادخال جميع المخلوقات الى النار ..عندما سمع البروفسور ذلك دمعت عينه ومزق الموافقة وعاد الى العيش في ايران ويقال انه استشهد
عراقي يكره البعثية
2012-10-04
اعرف لماذا تريد مفارقتنا؟ فقال له.. سيدنه انا عشت في اوربا مع الاوربيين اكثر من ثلاثين سنه فلم اجد فيهم الا اخلاق اسلامية سامية ...وجئتكم منذ انتصار الثورة قبل سنه فوجت الناس هنا كلهم نميمه ونفاق وغيبة وغضب وعصبية ..فتبسم الامام وقال له..الاوربيين هل يشربون الخمر ويزنون وياكلون الخنزير ويقتلون النفس التي حرم الله قتلها ويكفرون بالله ؟ فقال له البروفسور .. نعم يقومون بكل هذه الاعمال واكثر..فقال له الامام هل ان الناس في ايران يؤمنون بالله ويقيمون الصلاة ويصومون رمضان ويحجون ويؤدون شعائرهم جميعها؟
عراقي يكره البعثية
2012-10-04
اتمنى ان تقراء الصغيرة زهراء ماساكتبه عليها تعي المنظومة الاسلامية الشاملة ...رفع احد العباقرة في الفيزياء رسالة طلب موافقة الى السيد الامام الخميني رحمه الله ليقبل عودته الى اوربا بعد مكوثه سنه في الجمهورية الاسلامية الايرانية فوافق السيد الامام لان قراء في سيرته دكتوراه في الفيزياء النووية وبوفسور في ارقى الجامعات العالمية ...حين قابل هذا البروفسور السيد الامام الخميني قال له سيدنا اريدك ان توافق على عودتي لاوربا باسرع وقت لاني لا استطيع العيش معكم..وقع السيد الامام الورقة وقال له هل استطيع ان
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك