المقالات

العراق ..البحث عن البوصلة..!!

661 19:08:00 2012-10-03

علي بابان وزير التخطيط السابق

العراق ..البحث عن البوصلة..!! تخيلوا فردا ضل طريقه أو جهل وجهته عند مفترق طرق متعددة ..متشعبة..مختلفة الاتجاهات ..ماذا يصنع بلا دليل ولا بوصلة...؟؟.هذا هو بالضبط حالة الدولة التي لا تمتلك إستراتيجية واضحة ولا رؤية للمستقبل ..و هذا هو حالنا في العراق اليوم و كذلك الحال في معظم دول العالم الثالث...أي خطة شاملة أو فرعية لا تستند إلى إستراتيجية محكمة و رؤية واضحة مصيرها الفشل و الضياع ..و محكوم على مواردها بالهدر و التبدد..فالعلاجات الجزئية لا تداوي جرحا و الخطط الترقيعية لا تنجز هدفا.الإستراتيجية الشاملة للدولة هي الأهداف الرئيسية العامة التي تتفرع عنها الإستراتيجيات الفرعية و الجزئية..و الرؤية هي الحلم و التصور الكامل للمستقبل الذي تنبثق منه الرؤى الأصغر في كل حقل و ميدان..أخطر ما يمكن أن تصاب به الأمم هو عندما تتعدد فيها الرؤى و الإستراتيجيات و تتضارب..فيكون عندنا ( إستراتيجيات متعددة) منبثقة من ( هويات فرعية) و في تلك الحالة تغيب و تنعدم الإستراتيجية الوطنية التي تجمع الكل .نحن في العراق لدينا ( جداول أعمال مختلفة للدولة).. جدول أعمال لهذا المكون ..و جدول اعمال لذاك المذهب.. ثم جدول أعمال لتلك القومية.. و الأخطر من هذه الجداول الثلاثة هو جدول الأعمال الرابع القائم ...على الفوضى و القدرية و الإستسلام للأمر الواقع و المعالجات اليومية و إعتماد ردود الأفعال..و العنوان العريض له هو ..عش يومك ولا تبالي بالغد.من المؤسف أن (استراتيجيات الدول) لا يوجد عنها سوى القليل من الأدبيات و حتى في الدول المتقدمة فأن أغلب ما يكتب هو إما عن إستراتيجيات منظمات الأعمال أو الإستراتيجيات العسكرية كما أن الكتاب العرب و العراقيين عندما يكتبون عن ( الإستراتيجيات) أو حتى عن ( التخطيط) يطنبون في (الكلام الإنشائي) و يتبارون في ( البلاغة) حتى كأن الأمر سباق بين من يستطيع ذكر أكبر عدد من الأهداف الجميلة و المطلوبة فيما الفعل الإستراتيجي و التخطيطي في واقع الأمر ليس سوى ( مفاضلة بين عدة خيارات) و اختيار أفضلها بناء على فهم للواقع و للبيئة الخارجية و الداخلية للدولة .هناك أفراد يعيشون ليومهم ولا تتجاوز نظرتهم أبعد من أنوفهم ..و هناك أمم على نفس المنوال و هناك يكمن الخطر كل الخطر.نبحث عن Swotعراقي وSwotهنا ليس سوى أسلوب التحليل الإستراتيجي (الأبسط) و ( الأكثر شيوعا و استخداما ) و ( الأنسب للدول) و هو يقوم على تحليل عوامل القوة Strength و عوامل الضعف Weaknessو الفرص Opportunitiesو المهددات أو الأخطار ThreatSwot قائمةالعراقية للوهلة الأولى تبدو حافلة و غنية في ابعادها الأربع ..لكن هذه العناصر ليست خالدة بل يضيف لها الزمن و الأحداث كل يوم جديدا .لو سألتني بسرعة ما هي أكبر المهددات في الحالة العراقيةمن وجهة نظري لأجبتك على الفور ..أنه الإنقسام الوطني و التشظي الداخلي ..أنه أخطر عيوب الكيان العراقي بلا منازع ..و الهويات الفرعية التي تعيق نمو و نشوء الهوية الواحدة..هذه الهويات التي تزودنا بثلاث نسخ من Swotكل واحدة تختلف تماما عن الأخرى..!!هنالك اليوم الكثير من التساؤلات الكبيرة في حياتنا تبدو معلقة بالهواء و بلا إجابات و هي تكبر بإستمرار ... و هنالك الكثير من المجاهيل في مسيرتنا كدولة ..و كوطن ..و هذه المجاهيل تربك طريقنا و تشتت تفكيرنا و تقض مضاجعنا .الضباب يملأ أفاقنا و لا زلنا نجهل هل نحن في طريق صاعد أو هابط ..و هل نذهب تارة يمينا ثم نستدير لنتجه شمالا ..نبني ثم ننقض في الغد ما بنيناه بالأمس ثم نسعى لنشيد بناء جديدا قبل أن نغير رأينا مرة أخرى..!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كلمة
2012-10-05
واقع مرير ....بل ومستقل اكثر مرارة هذا ما قراته بين سطوركم نسأل الله الفرج والتوفيق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك