المقالات

نظرة "تيماتيكية"، مواضعية لقوة العراق

813 13:24:00 2012-10-07

بقلم: نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

عملت باحثاً في مركز التخطيط لمنظمة التحرير الفلسطيني (لبنان/1976).. وطُلب مني عرض كتاب لعل اسمه "Thematic assessment of nations' power".. فقدت الاوراق والكتاب، وسابسط الفكرة التي تعتمد موضوعات للقياس..

1- الشعب واعداده.. 2- المساحة والطبيعة 3- الموارد الاقتصادية.. 4- التكنولوجيا ..5- المحيط والتحالفات.. 6- القيادة.. فيحول المؤلف الموضوعات لارقام ومعادلات ونماذج رياضية لقياس مصادر القوة.. او للتخطيط لتحقيقها، بحسن استثمار الثلاثة الاولى.. وبتغيير اوزان المتغيرات (الثلاثة الاخيرة).

فيضع نسبة لكل مليون نسمة، ولكل كيلومتر مربع، ولكل مليار من الناتج الوطني الاجمالي. وبالطبع البحث اكثر تعقيداً.. فالسكان -مثلاً- ليس كماً فقط، بل مقومات اخرى كالدين والقيم والوحدة الوطنية والتعبئة وقدرات الجيوش.. كذلك بالنسبة للمساحة والاقتصاد.. لهذا يصحح المؤلف الاثقال داخل كل موضوع حسب المرتكزات الخاصة به، ويخرج بوزن رقمي نهائي لكل موضوع. اما المتغيرات فهي نوعية، لها معاملات، فيرتفع الثقل، ان كانت (زائد 1) او ينخفض ان كانت جزءاً منه.

عند مقارنة امريكا والصين -مثلاً- ستتقدم الثانية سكانيا (1.3مليار نسمة مقابل 313 مليون) وسيتعادلان في المساحة بتقدم بسيط لامريكا (9.6 م/كم2 مقابل 9.5م/كم2).. وستتقدم الاولى اقتصاديا (9 ترليون دولار مقابل 5 ترليون -2010).. وستعزز الاولى تقدمها، خصوصاً باستخدام متغير التكنولوجيا والتحالفات، مع تحييد عامل القيادة. فامريكا اقوى من الصين موضوعياً.. لكن الصين ستتقدم عندما سيتجاوز ناتجها الوطني الناتج الامريكي (2030)، وتحقق تقدماً في مجالي التكنولوجيا والتحالفات، مع استمرار وحدة وتصميم وحسن ادارة القيادة ومؤسسات الدولة.

فقوة الدول ليست الرجل القوي، بل القيادات القوية المؤسساتية. وليست تمزيق اللحمة داخلياً وخارجياً.. واهمال النوع.. وتجهيل الناس، وتسفيه العقلاء، وهجرة العلماء والخبراء.. وتراجع القدرات الادارية والجامعية والمؤسساتية والاقتصادية. فالعراق سيبدو "تيماتيكياً"، بالسياسات التي يتبعها منذ عقود، من اضعف بلدان المنطقة والعالم، رغم كل الضجيج والشعارات والعضلات المفتولة. آن الاوان لنستيقظ، فلا نقارن فساد بفساد.. وتخلف بتخلف.. وجهل بجهل.. وانقسام بانقسام، بل نسعى لمعالجة عوامل الضعف، ونعوضها بموضوعات نوعية.. ونستثمر عوامل قوتنا ولا نعطلها بالسفاسف والكلام الفارغ.. ونراجع انفسنا، كما فعلت اليابان والمانيا بعد هزيمتيهما.. فنبذتا الدكتاتورية والكراهية والتمييز والعسكرة والحروب والانقسام الداخلي والمغامرات الخارجية.. واعتمدتا التحالفات والادارة الناجحة والتكنولوجيا والاقتصاد اساساً لقوتيهما الجديدتين، فنفعتا شعبيهما، وبقيتا في مقدمة الدول.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك