بقلم: IRAQI_313
مرة أخرى سطر ابطال حزب الله والجمهورية الإسلامية حدثاً نوعياً في سجل تمريغ الأنف الصهيونية في الوحل، وفي الوقت الذي بات التمسح الأعرابي على البسطال الصهيوني هو العرف السائد، كان أبطال حزب الله ومن ورائهم الجمهورية الأسلامية يطلقون طائرتهم الجديدة بدون طيار لتمزّق الجبروت الصهيوني في عزّ نشوته وفي الوقت الذي يقرع فيه طبول الحرب ضد الجمهورية الإسلامية، حدث الطائرة بدون طيار لا يكمن خطره في أصل تحريك طيارة بدون طيار، فهذا الأمر يمكن حدوثه بين البلدان، ولكن توقيته ورمزيته أمر بالغ الأهمية، ومما يجب أن يحظى باهتمام المدققين الاستراتيجيين، فالحدث لم يأت في ظرف عادي، وإنما يفترض أن الدفاعات الجوية الصهيونية تعيش حالة استنفار قصوى، ومعها الطيران الجوي، فضلاً عن مراقبة الأجواء، وهي رباعية الأبعاد، فمنها الأرضية المتمثلة بالرادارت الكثيرة المنصوبة لا سيما في المنطقة الشمالية المواجهة لجبهات حزب الله، ومنها الجوية التي تتمثل بطائرات مشابهة للأواكس الأمريكية فضلاً عن منظومات المراقبة الجوية التي تحملها طائرات f14 وf15 وf18 ومنها الرادارات البحرية المزودة بها السفن البحرية، اضافة إلى الأقمار الصناعية الصهيونية والأمريكية معاً، ولقد وجدنا الفشل الذريع لكل هذه المنظومة، فالطائرة التي اقتحمت الشمال الإسرائيلي ولم يتم اسقاطها إلا في صحراء النقب أي في جنوب دويلة الصهاينة، يعبر عن هزيمة كبرى لكل أجهزة الرصد، ومن بعدها هزيمة قاسية جداً للدفاعات الجوية الصهيونية التي طالما تحدثت عن القبة الحديدية وعن الدفاع الجوي المتميز، وها هي الطائرة تقطع قرابة المئة كيلومتراً في داخل الأراضي الصهيونية حتى تتمكن هذه الدفاعات من اسقاطها، وهي مع كل هذا تعتبر هزيمة إلى الطيران الصهيوني، فطائرة تقطع كل هذه المسافة ولم تتمكن منها الدفاعات الجوية ولا الطائرات الملاحقة أن تسقطها إلا بعد هذه المسافة الكبيرة، مع أن هذه الطائرة معروفة بانها غير سريعة، وغير مسلحة تعتبر هزيمة بكل المقاييس وعلامة كبيرة على الاستجابة الضعيفة جداً لدى الصهاينة في التصدي لعمل معاد لهم، وفوق كل ذلك نلاحظ فشل القيادة الصهيونية في اتخاذ الاجراءات الكفيلة بإيقاف الإجراءات المعادية وتوانيها في المعالجة الحربية المباشرة، إلا بعد ساعة من بدء عملية الاختراق.
وقد بانت الهزيمة النفسية في الإعلام الأمريكي والبريطاني المرئي فضلاً عن الخليجي، الذين لاذوا بالصمت إزاء هذا الحدث المرعب في دلالاته، أو مروا على الخبر وكأنه أي خبر حصل في جزر نائية من المحيط الهادي، والمتابع لإعلام هؤلاء يجدهم كيف يضخمون ما يناسبهم، ولكنهم حينما ينكبون يرتدون على أعقابهم، فلحد الساعة لم تنبس الحرة ولا السكاي نيوز ببنت شفة عن الطائرة، والبي بي سي تحدثت عن طائرة مجهولة فقط، أما الإعلام الخليجي ومن خلال فحيح الجزيرة والعربية فالخجل في نقل الخبر هو المعلم البارز.
لا يملك المرء أمام مواقف العز هذه إلا أن يشعر بفخر كبير لصائني كرامة الأمة والمنافحين عنها في زمن عرف بالخنوع والذل، ولكن شتان ما بين مدرسة تقودها روح الإمام الخميني رضوان الله عليه وأفكاره ومواقفه ويمسك بعصاها ربان كالإمام الخامنئي مد الله في عزه، وينفذ سياساتها جنوداً أبرار يقودهم أمثال السيد حسن نصر الله الصادق الأمين، وما بين مدرسة يقودها منافقوا الأعراب من آل سعود وأمثالهم في قطر والإمارات وأسيادهم الصهاينة، فتلك المدرسة نتاجها العز والفخر والكرامة، وهذه المدرسة نتاجها كل ذل وخسف وصغار منيت به الأمة، ولذلك لا تستغرب أن تجد شيمون بيريز وهو يقول بكل ألم وخنوع: إن منطقة الشرق الأوسط يلعب فيها ثعبان واحد اسمه قاسم سليماني هو الذي يدير كل اموره والمنطقة تتحرك بناء على حركته!!
هنيئاً للسيد حسن نصر الله على هذا الإنجاز الكبير، وهنيئا للحاج قاسم سليماني على هذا الوسام، وتعساً وذلاً لكل تجار الخيانة وأرباب النفاق وقادة العهر الأعرابي،
https://telegram.me/buratha