خميس البدر
بقراءة بسيطة لمبادرات السيد عمار الحكيم الاخيرة يمكن ان نشخص بانها جاءت لتعالج واقع واقتصاد, وانها اتت متناغمة مع مطالب وحاجات المناطق والشرائح التي تخصها كما انها لم تكن غريبة او مثالية او بروتوكولية وروتينية .فلنستقرأ بعض النقاط او المحاور في كل هذه المبادرات ونقاط الاشتراك فيها كونها اتت ضمن مشروع وملف متكامل وهو بناء الدولة ورعاية مصالح مواطنيها .اولا :البصرة عاصمة العراق الاقتصادية/ اتت من مبدا العدالة والانصاف واستحقاق الحقوق ووضع حد لثقافة المكرمات والهبات فمن المعروف ان البصرة تمثل العمود الفقري للاقتصاد بماتوفرة من ايرادات وتغطية لمايزيد عن نصف الميزانية ان لم نقل 70 %او 90%منها طوال تاريخ الدولة العراقية وعلى اختلاف مناهجها وتوجهاتها الا انها لم تحصل على ادنى وابسط حقوقها بما يبقيها في دائرة الفقر والحاجة وما تجود به يد الدولة والمركز ،فجاءت رؤى الحكيم ومبادرته لترسم حد فاصل وتنبه الى ان هذا الحال وهذا الواقع لايمكن ان يستمر الى النهاية ، وبمنطق الناصح وبلغة المصلح من الداخل لابمنطق المنتقص او الشامت او لغة المحرض وبعيدا عن الامزجة او المصالح الفئوية ،لذا وجدنا اقرار البصريون قبل غيرهم وتفاعل الجميع معها لانها لم تكن تجزيءاو عزل او استئثار بل لكل العراق ومن اجل ان يحس الجميع بقيمة البلد والمواطنته وما معنى ان تكون في بلد يعطيك كل حقوقك ولا يتجاوز على خصوصياتك محترم في الحقوق لتجتهد في الواجبات والاستحقاقات .ثانيا :اعادة تاهيل ميسان/معالجة اخطاء البعث وتعويض المتضرريين ماديا ومعنويا ،بغض النظر عن مدى ماتوفره العمارة من ايرادات لميزانية العراق جاءت مبادرة الحكيم لوضع الاسس الصحيحة والمنطقية لكيفية معالجة ما تعرض له العراقيون من ظلم وجور واهمال وغبن من جراء سياسة وتصرفات الحكم العفلقي الكافر فكانت العمارة نموذجا حيا ومثالا واقعيا لهذه الظاهرة وهذه الحقيقة المرة, فتجفيف الاهوار واستلاب الخيرات وتجريف الاراضي وتهجير الاهالي وتغيير البنية الاجتماعية والبيئية كانت من نصيب العمارة فيجب على الاقل ارجاع الوضع الى ما كان علية ناهيك عن تطوير وتحسين الواقع ومن ثم ان ينعكس على كل العراق وجميع ابناءه وايضا لم تكن المعالجات مستحيلة او تكلف الدولة والمركز باكثر من طاقتها او تكون مجبرة على اقتراض دولي لانجاز هذه المهمة (وان كان من واجبها )بل كل ماجاء في تصورات وتوجهات الحكيم هو من داخل العمارة ومن ما هو متوفر في الوقت الحالي فلماذا لايباشر ويقر مثل هكذا مشروع ومبادرة وان تكون توجهات الدولة والحكومة بعيدا عن حلول الترقيع والقفز على الواقع وتعويم وتعميم المعاناة وبالنتيجة لافائدة ولا تطور ولا حتى بقاء على نفس الحال فمن يتابع المعالجات الحكومية يجدها خالية من المضمون وتاتي بالفائدة المرجوة ان لم تاتي بنتائج عكسية وامامك المادة(140) وتعويض المتضررين والرعاية الاجتماعية وشؤون المرأة والسياسين والشهداء والمناطق المتنازع عليها ..... ملفات معلقة تتلقفها السياسة او الاهواء والارادات الشخصية والمصالح الانية بعيدا عن الواقع .ثالثا:انشاء صندوق لتنمية الطفولة / في كل العالم وكل التجارب الدموية التي مرت بالشعوب فان اول خطوة تقوم بها الدول هي اعادة تاهيل الطفولة لبناء جيل جديد بعيدا عن ثقافة واجواء ونكسات ورواسب الحروب وتخليص الجيل المعاصر من تلك الرواسب والتقليل منها باعادة التاهيل وتكون هذه النقطة من الاولويات وفي مراحل اخرى وبتراكم التجربة فيجد المجتمع انه انتج جيل قادر على البناء وتحمل المسؤولية هذا في امم تعرضت لحروف ولفترات قليلة او نكسة او كارثة بيئية او زلزال...اما نحن في العراق وبكل هذا الارث الدموي والكارثي فماذا نحتاج نعم جاء مشروع ومبادرة وصرخة الحكيم للتنبيه ولاعطاء الحل الناجع والتشخيص الصحيح للمشكلة واعطى الحلول وباقل من الذي يجب واعطى المبررات لما يعانيه البلد فما تخصصه الدول لهكذا مشروع يتجاوز ميزانية العراق وباستقطاع نسب مرتفعة من الميزانيات العامة للبلد 0ان كل هذه المبادرات جاءت في مشروع متكامل هو كيفية بناء الدولة والاسس الصحيحة لها ورؤية الحكيم لبناء العراق وتاسيس الدولة وادامة التجربة الجديدة بعيدا عن المساومات والمشاريع الطوبائية وخارج عن المثالية او الجدل السياسي والشخصنة ،كما نجد و نتعرف على مدى التصاق هذه الشخصية بالواقع العراقي ومدى حرصه على المشروع والتجربة العراقية الجديدة من الانزلاق والضياع في دهاليز الشخصنة والمصالح الشخصية ، كما يعبر عن اخلاص لابناء العراق بالاضافة الى المصداقية لمطابقة الشعارات التي ترفع مع العمل على ارض الواقع .ويمكن ان نتلمس كل هذه النقاط وغيرها الكثير في تفكيك هذه المبادرات واعادة قراءتها بعيدا عن المزاج السياسي السائد والمحاور فيجب ان تقرا وتقيم بما ينظر اليه ويحتاجه المواطن وبناء الوطن .
https://telegram.me/buratha