هادي ندا المالكي
لم يخفي الكثير احباطهم بسبب تاخر السيد رئيس الجمهورية في التقدم نحو الامام باتجاه تفكيك الازمة السياسية التي يمر بها البلد واعلان موعد نهائي للاجتماع الوطني المرتقب والمعقودة عليه الامال بعد رجوعه من رحلة العلاج التي قضاها في المانيا وفترة النقاهة التي امضاها في السليمانية خاصة وان كل الاحلام والامال الحقيقية والوهمية كانت قد انتهت الى بوابة الامال المعقودة على عودة الرئيس مكللا بغار الصحة والنشاط لاخراج البلاد والعباد والعملية السياسية من الحلقة المفرغة التي تدور بها.ومن الواضح فان الرئيس لم يتوصل حتى الان الى طريق محدد يستطيع ان يسلكه دون عوائق ومطبات يمكن من خلاله الوصول الى جميع الفرقاء السياسيين وخاصة ساسة العيار الثقيل من امثال المالكي وعلاوي وبارزاني ثم يتجه بعد ذلك الى لم شمل الجميع واعلان ضربة البداية،خاصة وان استمرار التاخير سيعقد المشكلة ويصعب المهمة امام الرئيس ويولد حالة من الاحباط والانكسار ستؤثر حتما على حضوظ طالباني في المستقبل القريب بان يكون لاعبا مهما ومميزا يتوقف الجميع امام مهاراته وقابلياته.ومشكلة الرئيس طالباني كبيرة ومهمته عسيرة وليست يسيرة لجملة من الاسباب من اهمها ان الرئيس احد اطراف المشكلة السياسية التي تشهدها البلاد والتي تعاني منها حكومة الشراكة الوطنية هذه اولا وثانيا ان الرئيس ليست لديه اشياء حقيقية يعطيها لاقناع الاخرين بل ان الرئيس متلقي وهذه مشكلة اخرى ،ويمكن تصنيف ارتفاع سقف المطالب ورؤية كل طرف في احقيته بمطالبه المشكلة الثالثة التي ستواجه الرئيس فتنفيذ اتفاقية اربيل ومجلس السياسات الاستراتيجية واعادة التوازن الوظيفي وتعيين الوزراء الامنيين والمحكمة الاتحادية وقانون الغاز والنفط والمسائلة والعدالة والتعيين بالوكالة وتحديد مدد الحكومات مشكلات تحتاج الى معاجز لحلها وقد يكون غياب الرغبة الحقيقية لدى البعض في ايجاد حلول حقيقية هي مشكلة المشاكل التي ستواجه مام جلال لتعطيل مسعاه ونجاحه في تفكيك الازمة المستعصية يضاف لهما استحقاقات العمر التي سيتحسر عليها الرئيس كثيرا وسيردد في كل جلسة "الا ليت الشباب يعود يوما".في كل الاحوال فان الرئيس لن يتردد في اطلاق صافرة البداية متى ما وجد الظروف مواتية لهذه الضربة حتى وان كانت حظوظه قليلة في تسجيل نقاط كثيرة ومؤثرة لان مجرد الشروع والانطلاق سيكون له اثر في وقف هذا التداعي في العملية السياسية من جانب والسعي الحقيقي لايجاد حلول من جانب اخر لان ترك الحبل على الغارب سيؤدي الى تراكم واستفحال المشاكل ومن ثم يصعب استئصالها،وغير ذلك فان طالباني سيكون معذورا امام الشعب العراق هو ومن معه من السياسيين ورؤساء القوائم الذي يدعون في الليل والنهار وفي السر والعلن الى جلوس الفرقاء الى طاولة واحدة وتحديد المشاكل وتفكيكها من اجل الاسراع في حلها،بينما يتوجب على الاخرين دفع فاتورة العناد والاستهتار التي يدفع المواطن البسيط ثمنها يوميا لان وقت الحساب قريب ولن يبقى دينلطرف على طرف اخر.الشيء اللطيف ان الرئيس طالباني لم يذهب في تفاؤله لحل المشكلة كثيرا بل اعلن في كثير من المناسبات ان العصى التي بيمينه ليست عصا موسى ولا يمكنها ان تفعل المعجزات لكنه لن يتردد في السعي لحل المشاكل متى ما ساعده الاخرين على ذلك.
https://telegram.me/buratha