الباحث والاعلامي: قاسم بلشان التميمي
طلب مني سائق الكوستر فرحان الغضبان ان اكتب مقال ولكن بعيد عن اجواء الكوستر وعندما سالته عن السبب قال (مو اكو ناس يكولون منو هذولة اليحجون داخل الكوستر) فقلت له ممكن توضيح اكثر قال فرحان الغضبان بمعنى ان الانسان (العادي) الذي (امورة تعبانة محد يسمع كلامه) واضاف استاذ انا اطلب منك ان تكتب مقال (مو) كوستري فقلت له ماذا تقصد فقال فرحان الغضبان (يعني تكتب مقال وانت في مكتبك وو) فعرفت ماذا يريد وها انا ذا اكتب ما طلبه مني فرحان الغضبان.عجزت اقلامنا وبحت اصواتنا ونحن نتكلم عن مظلومية الشعب العراقي ومحنته وهمومه ، هذا الشعب الذي ما انفك ان خرج من نفق مظلم ليدخل في نفق اشد حلكة وظلام ،وابتلي هذا الشعب وكتب عليه ان يدفع فاتورة حساب غيره ، ولكن الفاتورة التي يدفعها ياليتها كانت مجرد نقود او ذهب وما شابه ذلك ، ان الفاتورة التي كتب على الشعب العراقي ان يدفعها في كل زمان ومكان هي ابحر من الدماء البريئة التي لاذنب لها ، وذنبها الوحيد انها من العراق وتحب تراب العراق ، و تتضمن الفاتورة ازهاق ارواح بريئة وتفجير ونسف المساجد والحسينيات والكنائس ، وكذلك تتضمن الفاتورة قتل الكفاءات العلمية وقتل الروح الوطنية وقتل التطلع نحو المستقبل وقتل الامل المنشود ، ان الفاتورة تتضمن كذلك ذبح طفل رضيع من الوريد الى الوريد وذبح عامل يعمل في مصنع منذ بزوغ الفجر الى غروب الشمس وهو يجاهد في توفير (لقمةعيش) كريمة لاطفاله، والفاتورة التي ابتلي الشعب العراقي بدفع حسابها لم وربما لن تقف عند هذا الحد انها تتضمن التخلي عن القيم والمباديء والتخلي عن الثوابت والمعتقدات والفاتورة طويلة جدا. والسؤال هو هل ان الشعب العراقي قام باعمال تستحق فاتورتها هذا الثمن الباهض ؟ ام ان الشعب العراقي يدفع فاتورة غيره ؟ ان شعبنا مبتلى منذ القدم ولهذه اللحظة بأن يدفع ثمن تصرفات بعض (اغبياء) رجال السياسة في العراق او على الاصح ما يسمى برجال السياسة لان السياسة التي تاتي بالذل والقتل والجوع والتهجير ليس بسياسة انها (قمة الغباء) ، واليوم يدفع (الشعب العراقي) فاتورة من نوع خاص انها (فاتورة الكرسي) هذا الكرسي اللعين الذي يسعى اليه اغلب رجال السياسة دون مبالاة بالثمن الباهض الذي يدفعه ابناء العراق .اما ان لبعض ممن يطلقون على انفسهم انهم رجال سياسة ،اما ان لهم ان يتخلوا عن انانيتهم وحقدهم ويتسامون عن رغباتهم الوضيعة واهدافهم التي يرومون الوصول اليها وهي الجلوس على(كرسي حقير) تستند قوائمه على جثث الابرياء ، والفقراء والمساكين والاطفال والشيوخ والعجزة ، وهل يبقى شعب العراق يدفع فاتورة حساب غيره.؟ سيدي فرحان الغضبان أسالك هل هذا المقال الذي تريده ؟ وهل مقالي هذا وكما تقول انت دائما انه (بعيد عن السياسة) وانا اقول لك نعم ان مقالي هذا بعيد عن سياسة الاغبياء.
https://telegram.me/buratha