ماري جمال
لا يخفى على احد أن العراق بلد الحضارات والعلم والتراث والثقافة بلد الألف ليلة وليلة التي ألهمت الدول والشعوب والتي تغنى الشعراء وعشاق الجمال بها نذكر منهم الشاعر سعيد عقل الذي قال في بغداد ( بغداد والشعراء والصورُ ذهب الزمان وضوئه العطرُ يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس يغسل وجهك القمر ).
وعلى ما يبدو إن الزمان قد غدرها وصار حاضرها صورة معكوسة للماضي المشرق الجميل وصارت الزوراء موطنا للجهلاء والأميين وبحسب إحصائية منظمة اليونسكو فان بغداد تضم اكبر عدد من هؤلاء الذي وصل عددهم إلى 2,5 أمي فأين بلد العلم ومنارة التاريخ من هذا الواقع المزري ؟
وبحسب تلك الإحصائيات فان في العراق 6 ملايين أمي تسببت سياسات النظام البائد الذي أهمل الواقع التعليمي بشكل ملحوظ ولم يولي التعليم الاهتمام اللازم وبالنسبة للجانب الاقتصادي كان الكادر التعليمي يعيش حالة مزرية إذ يبلغ راتب المدرس في ذلك الوقت 3 ألاف دينار وهو لم يكن يكفي لإعالة شخص واحد ! الأمر الذي أدى إلى ترك أعداد كبيرة من المدرسين مهنة التعليم المقدسة و لجوؤهم إلى سلك أخر وكما كان الوضع الاقتصادي الحرج في ظل الحصار الاقتصادي سببا في تسرب التلاميذ من المدارس واللجوء إلى العمل لان اغلب الإباء كانوا في جبهة القتال مع إيران وأمريكا وبالإضافة إلى دخول العراق الحرب مع الكويت هذا كله ترك أثاره على الواقع التعليمي الذي قد أهمل إهمالا خطيرا !
وبعد تلك المرحلة دخل العراق إلى مرحلة أكثر حراجة في التعليم وضعته في حالة من فأقمت سوء الوضع التعليمي وهي مرحلة احتلال القوات الأمريكية للعراق سنة 2003 وبحسب حصيلة المنظمات الإنسانية يوجد في العراق من 4الى 5 ملايين لأجيء من الداخل والخارج منهم مليون و800 ألف عراقي مهجر في الداخل فقط واغلبهم من المتسربين من المدارس وكان سبب النزوح معروفا للجميع وهي الإعمال الطائفية التي طالت جميع العراقيين 0
وعلى ضوء تلك النسب الكارثية قام مجلس النواب وبعد الاجتماع مع مفتشي وزارة التربية بالمصادقة على قانون محو الأمية والذي هو خطوة مهمة في تحسين الواقع التعليمي في العراق 0
إذ أكدت وزارة التربية على أن قانون محو الأمية ينص على تشكيل لجنة عليا مستقلة لمحو الأمية يكون لها سلطة تنفيذية مكونة من كادر من التربويين ويكون لها فروع في المحافظات تقوم بإصدار عقوبات ضد الذين تسربوا من المدارس من أعمار 15الى 55 سنة من كلا الجنسين ممن لا يجيدون القراءة ولا الكتابة وتكون الدراسة على مرحلتين كل مرحلة تأخذ مدة سبعة أشهر الأولى أساسية والثانية تكميلية وبينهما عطلة 15 يوما ويؤدى امتحان في نهاية كل دورة 0
وبدا تطبيق هذا القانون في بغداد والمحافظات بشكل جيد وبدأت مراكز محو الأمية باستقبال المتسربين من جميع الأعمار لتخفيض نسبة الأمية لأدنى مستوياتها ولإرجاع العراق إلى الماضي الزاهر الذي نفتخر به باستمرار ماضي أجدادنا العظام 0
https://telegram.me/buratha