سليمان الخفاجي
قضى الرئيس المصري محمد مرسي مئويته الاولى كحاكم لمصر بعد ان تم انتخابه بعد شد وجذب بين اطراف الصراع السياسي في مصر .مئوية مرسي هذه اعادت للاذهان مهل عراقية اطلقها بعض سياسيينا الافذاذ ومنها مهلة المئة يوم والستة اشهر وغيرها التي يشعر المواطن العراقي انها مضت دون ان تكون هناك ادنى شعور مسؤولية من قبل مطلقيها ولعل هذا ما يعزز حالة فقدان الثقة جراء اطلاق الوعود في اوقات الازمات لاقناع الشارع العراقي باشياء غير مقنعة اصلا او هي اشبه بفترات زمنية كاذبة اتت واطلقت للضحك على الذقون ولكسب الوقت ليس الا.فالمراهنون على عامل الوقت لازالوا يعيشون حالة النفاق ويبتكرون طرقا واساليب لابقاء سلطتهم املا في ان يتغير الوضع مع ضخ كم كبير من المعلومات والتسريبات والايهامات عن عمق ازمة الفرقاء ومن يقف ورائهم من مسميات وخلق مزيد من الازمات للانطلاق في مشروعهم التأزيمي بعد ان نجحت لعبة خلق الاصطفافات الوهمية ضد بعضهم البعض معولين على خوف المكونات من بعضها الاخر بعد تصوير وجود للضد النوعي.انها لعبة السياسة والاتها ورجالها بكل ما عودونا عليه من مفاجأت وقد يقول احدهم انها مئة يوم انقضت وتبخرت وحققنا كذا وكذا وحافظنا على حياة الناس على امل ان تتاح الفرصة لتقديم المزيد من الانجازات والطفرات وهذا ليس بغريب على اصحاب المنطق الاهوج الذي اوصلونا الى هذه الحال المزرية بانتظار الفرج الذي قد لايكون قريبا مع حجم الخلافات..لكن ياشعب مصر ولكم اسوة في شعب العراق اصبروا على مرسي مكرهين او راضين فلا زالت هناك الاف الايام بانتظاركم ولا تهاجموا مرسي او تعاتبوه بسبب عدم تحقيقه لأي من أهدافه التي وعد بتحقيقها خلال المائة يوم الأولى على توليه الرئاسة فان حكامنا المنتخبين ستكون لهم كلمتهم لكن اعتقد ان هذه الكلمات ستاتي في الوقت الضائع .اما في الجهة المقابلة فيغيب المصلحون ويشوش عليهم وينتظر منهم الشارع ان يقلبوا المعادلة بتنظيراتهم القوية ومشاريعهم الوطنية الكبيرة ولابد لكل من يريد الوصول الى هذه الغاية نقول ان اداة التغيير بايديكم .. قلبوا المشاريع وجربوا ان تمنحوهم الثقة فليس بالكلام والمشاريع وحدها يحدث التغيير ؟ وليس بالشعارات يمكن ان تحدث القفزة والانطلاق نحو افق جديد انظروا اليهم وخذوا وقتكم فكروا بما يمكن ان تحققوا لانفسكم وتثبتوا من نواياهم بعد ذلك سلموهم الامانة ان رايتهم انهم الاقدر على حملها لانكم بذلك تمنحونهم السلاح الذي يواجهون به التحديات معكم وان لم يوفوا بعهودهم كما يفعل اليوم غيرهم فالوقت واصواتكم كفيلين بزوالهم وطي صفحتهم.المهم ان يحاول الجميع ان يصل الى المراد من تقرير المصير والا فليس اللوم من يعمر الاوطان ويبني الانسان فالفرص الحقيقية تصنع والحقوق تنتزع انتزاعا لانها ليست هبات يمنحها فلان وليست تعهدات كاذبة يكتشف متبعها ان يجري وراء السراب .المهم ان يتخلص كل شخص فينا من لامبالاته ويغلب مصلحة شعبه وامته فعبارة (اني شعليه) او (الياخذ امي يصير عمي) اعتقد انها كانت نتاج مرحلة ولت بلا رجعة والمطلوب اليوم ان نصنع مستقبلنا بخيارات حاضرنا وهي كثيرة واولها ان نختار بشكل صحيح . انها رسالة لكن من يحرص على مستقبله ومستقبل الاجيال القادمة دون تزلف وخداع ومكر رسالة لابد من ان تقرأ بقلوب مفتوحة فقدرنا بايدينا ومصيرنا رهن بارادتنا الحرة والله من وراء القصد .
https://telegram.me/buratha