المقالات

نحن جيل البعث!!

1779 19:16:00 2012-10-10

بقلم احمد عبد راضي

نحن جيل البعث..احمد عبد راضينحن واقصد بها الاربعينيون ، ولدنا وترعرعنا في ظل البعث ، كنا نسمع ونرى ونشاهد مايريده البعث لا ما نريده نحن ، ولم نكن حينها رافضين لذلك ، بل احيانا كنا فرحين مسرورين بفعاليات الرفاق في حزب البعث العربي الاشتراكي وخطاباتهم المسبوكة بطريقة محكمة واناشيدهم الحماسية التي تدفعك الى الحرب دفعا.نحن جيل البعث ، كنا نتنفس هواء بعثيا ، فلم يكن الهواء حينها اوكسجين وهايدروجين وغازات اخرى ، بل كان الهواء مفعما بالوحدة ومطعما بالحرية ومتبّلا بالاشتراكية ، كانت امتنا آنذاك عربية بامتياز وكانت رسالتها خالدة رغما عن انوفنا، كنا نتظاهر عندما يريدنا الرفاق ان نتظاهر ، يخرجوننا من مدارسنا للتظاهر ، احيانا كنا نخرج الى مكان التظاهرة ونحن لانعلم علام نحن متظاهرون .. لكننا كنا حينها فرحين ، المهم ان نخرج من المدرسة ، ليس مهما الى اين .مرة زارنا المرحوم داود القيسي الى المدرسة ، في المتوسطة تحديدا ، اخرجونا من صفوفنا للاصطفاف ، كان اصطفافا طارئا ، كنت انظر اليه وهو يرتدي الزيتوني ومخي مفرغ من كل شيء الا نشيده الشهير وقتذاك ، (دايمين ودايم وطنا بيكم) ، بل كنت اردده بصوت منخفض ، (سباع ولد سباع ، صنتو شرف هالكاع) ، وقف داود القيسي على منصة وقد وضع يديه بنطاقه وقال بصوت مرتفع ، ( تتطوعون للقوات الخاصة) فلم ينبس احد ببنت شفة ، عم الهدوء المدرسة وكان عددنا وقتها يربو على الـ 600 تلميذ ، كررها ثانية ولا جواب ، في هذه الاثناء كانت احدى اناشيد داود القيسي قد حضرت في بالي ، والتي تقول كلماتها ( المايطوّع شيلة مرته تلوك عليه) فحمدت الله وشكرته على انني لست متزوجا ، بعدها اكفهر وجه داود واصبح ازرقا وغضب واستخدم انواع الشتائم والكلمات البذيئة ، رغم ان اعمارنا كانت لا تتجاوز 14 او 15 سنة ، حينها قررت ان لا اردد اناشيد القيسي ابدا ، لاننا تحولنا خلال لحظات من سباع ولد سباع الى ( نسوان) واشياء اخرى لا استطيع كتابتها او لفضها ، كنا في حينها بحاجة الى 600 (شيلة) على حد وصف الرفيق داود ، لاننا رفضنا ان نتطوع للقوات الخاصة ، وبعد لم نبلغ الحلم ، وبرغم اننا جيل البعث الا ان فكرة ترك الدراسة والتطوع الى القوات الخاصة لم تكن واردة في مخططاتنا.لقد مسح داود القيسي بنا الارض رغم ان ( للقلم والبندقية فوهة واحدة ) منذ ذلك الوقت وانا اكره الشعارات واشعر انها مزيفة ، وربما كل طلبة المتوسطة الذين رفضوا التطوع على صنف القوات الخاصة يشاطرونني الرأي ، ولكن .. اكبر المخاوف اليوم هو ان يتنفس اطفالنا هواء بعثيا وان يرددوا (سباع ولد سباع اهلنا) ، او ان يكونوا جيل البعث .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك