بقلم خضير عباس النداوي
لم يتمكن الرئيس طالباني من كتابة فصول روايته الاخيرة بنجاح بعد ان عجز عن رسم ادوار ابطاله بمهنية وحرفية وبالطريقة التي يعشق طالباني اخراج ابطاله فيها بعد ان تخلى هؤلاء الابطال عن مخرج الرواية الواحد تلو الاخر ،فبعد ان ترك بارزاني مسرح الحدث دون مبالاة، التحق علاوي هو الاخر بالمنسحبين بعد حالات الاحباط الكثيرة التي واجهته ،ولما وجد بطل المسرحية السيد المالكي ان الفرصة مواتية وسانحة للتوقف والانسحاب ترجل هو الاخر عن المسرح وغادر وسط امتعاض واستهجان الجمهور الى موسكوا مفضلا صقيعها وبرودتها على دف خريف اربيل وابوة طالباني.ورغم ان الرئيس طالباني لم يعلن رسميا توقف مهمته بالفشل الذريع وانتهاء التفويض الممنوح له الا ان كل الدلائل تؤشر ذلك ولم يعد بامكان الرئيس التقدم ولو خطوة واحدة نحو الامام وان كل ما يجري من لقاءات ومحادثات وابتسامات خلابة امام الكاميرات وما يقال من كلمات معسولة وشفافة في المؤتمرات الصحفية التي تعقد بعد كل لقاء وما يتخللها من مطالبات بالتنازل وابداء المرونة والاتفاق على اوراق معينة ورؤى مشتركة لا تعدو عن كونها مجاملات سياسية وترف اعلامي وفشل حقيقي.ويمكن تحديد الدائرة التي تسببت بفشل مهمة الرئيس طالباني بكل يسر وسهولة والتي لا تخرج عن اطراف النزاع الثلاثي وهم دولة القانون بقضها وقضيضها والقائمة العراقية وتحديدا علاوي والتحالف الكردستاني وتعيينا زعيم الاقليم مسعود بارزاني،هؤلاء الثلاثة افشلو مهمة الرئيس المتعب كل بحسب تفكيره ومساحته.وقد يكون دور رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزعيم قائمة دولة القانون الدور الاكبر في افشال مهمة طالباني لان المالكي يعتقد انه الطرف الاقوى في المعادلة السياسية حاليا والاقوى ياخذ ولا يعطي ولماذا يعطي للاخرين الضعفاء، وانه الطرف الرابح الاكبر في الشارع العراقي لان صنع الازمات من اختصاصه وقائمته وهذه الازمات تاتي بما لم تاتي به تفكيك الازمات وحلها ،وهذه واحدة من تناقضات الديمقراطية وصندوق الناخبين واذواق العراقيين،كما ان مسعود بارزاني هو الاخر يجد نفسه بموقف الرابح الاخر وان كل ما يستطيع ان يفعله المالكي هو التمنع لفترة سرعان ما يعود ويعطي كل شيء وهذا ما حدث بالضبط واتفاق اربيل الاخير على تسديد المستحقات المالية للشركات الاجنبية العاملة في حقول النفط باقليم كردستان مثال حي على ذلك اضافة الى ذلك ان مسعود ليس على عجلة من امره ولا يهمه نجاح مام جلال بل ليس في مصلحته نجاح منافسه اللدود وان منحه تخويل عقد الاجتماع الوطني ،يشذ عن هؤلاء السيد علاوي فهو يعتقد انه الخاسر الاكبر وفي مثل هذه المواقف فان فرص نجاحه ستكون معدومة في الحصول على مكاسب جديدة من المالكي القوي وعليه فان تحمل الخسارة والقبول بالواقع لا يغير شيئا لديه في زمن يعتقد ان حرقه افضل بكثير من اطالته. المحزن ان عقلية كسر العظم هي من تدير دفة الامور في البلاد وتتحكم بمصير العباد بينما غابت عقلية معالجة الازمات بين غرور السلطة وديكتاتورية الزعامة.
https://telegram.me/buratha