المقالات

المالكي يفضل صقيع موسكو على خريف اربيل

555 19:24:00 2012-10-10

بقلم خضير عباس النداوي

لم يتمكن الرئيس طالباني من كتابة فصول روايته الاخيرة بنجاح بعد ان عجز عن رسم ادوار ابطاله بمهنية وحرفية وبالطريقة التي يعشق طالباني اخراج ابطاله فيها بعد ان تخلى هؤلاء الابطال عن مخرج الرواية الواحد تلو الاخر ،فبعد ان ترك بارزاني مسرح الحدث دون مبالاة، التحق علاوي هو الاخر بالمنسحبين بعد حالات الاحباط الكثيرة التي واجهته ،ولما وجد بطل المسرحية السيد المالكي ان الفرصة مواتية وسانحة للتوقف والانسحاب ترجل هو الاخر عن المسرح وغادر وسط امتعاض واستهجان الجمهور الى موسكوا مفضلا صقيعها وبرودتها على دف خريف اربيل وابوة طالباني.ورغم ان الرئيس طالباني لم يعلن رسميا توقف مهمته بالفشل الذريع وانتهاء التفويض الممنوح له الا ان كل الدلائل تؤشر ذلك ولم يعد بامكان الرئيس التقدم ولو خطوة واحدة نحو الامام وان كل ما يجري من لقاءات ومحادثات وابتسامات خلابة امام الكاميرات وما يقال من كلمات معسولة وشفافة في المؤتمرات الصحفية التي تعقد بعد كل لقاء وما يتخللها من مطالبات بالتنازل وابداء المرونة والاتفاق على اوراق معينة ورؤى مشتركة لا تعدو عن كونها مجاملات سياسية وترف اعلامي وفشل حقيقي.ويمكن تحديد الدائرة التي تسببت بفشل مهمة الرئيس طالباني بكل يسر وسهولة والتي لا تخرج عن اطراف النزاع الثلاثي وهم دولة القانون بقضها وقضيضها والقائمة العراقية وتحديدا علاوي والتحالف الكردستاني وتعيينا زعيم الاقليم مسعود بارزاني،هؤلاء الثلاثة افشلو مهمة الرئيس المتعب كل بحسب تفكيره ومساحته.وقد يكون دور رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزعيم قائمة دولة القانون الدور الاكبر في افشال مهمة طالباني لان المالكي يعتقد انه الطرف الاقوى في المعادلة السياسية حاليا والاقوى ياخذ ولا يعطي ولماذا يعطي للاخرين الضعفاء، وانه الطرف الرابح الاكبر في الشارع العراقي لان صنع الازمات من اختصاصه وقائمته وهذه الازمات تاتي بما لم تاتي به تفكيك الازمات وحلها ،وهذه واحدة من تناقضات الديمقراطية وصندوق الناخبين واذواق العراقيين،كما ان مسعود بارزاني هو الاخر يجد نفسه بموقف الرابح الاخر وان كل ما يستطيع ان يفعله المالكي هو التمنع لفترة سرعان ما يعود ويعطي كل شيء وهذا ما حدث بالضبط واتفاق اربيل الاخير على تسديد المستحقات المالية للشركات الاجنبية العاملة في حقول النفط باقليم كردستان مثال حي على ذلك اضافة الى ذلك ان مسعود ليس على عجلة من امره ولا يهمه نجاح مام جلال بل ليس في مصلحته نجاح منافسه اللدود وان منحه تخويل عقد الاجتماع الوطني ،يشذ عن هؤلاء السيد علاوي فهو يعتقد انه الخاسر الاكبر وفي مثل هذه المواقف فان فرص نجاحه ستكون معدومة في الحصول على مكاسب جديدة من المالكي القوي وعليه فان تحمل الخسارة والقبول بالواقع لا يغير شيئا لديه في زمن يعتقد ان حرقه افضل بكثير من اطالته. المحزن ان عقلية كسر العظم هي من تدير دفة الامور في البلاد وتتحكم بمصير العباد بينما غابت عقلية معالجة الازمات بين غرور السلطة وديكتاتورية الزعامة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك