الحاج هادي العكيلي
وعادت بائعة الخضرة تسئل أسئلتها :خاله .. شني صدام عاد علينَ من جديد ؟!!! فقلت لها : حجيه .. صدام أنقبر ولا رجعه له .. ولعنة الله عليه يوم ولد .. ويوم مات .. ويوم يبعث .. مو بس عليه .. بل وعلى أزلامه المجرمين القتله .فقالت : لعنة واحدة .. انا كل يوم ..عندما استيقظ للصلاة الصبح .. العنه الف مرة هو وازلامه البعثيين .فقلت لها : ليش حجيه تلعنينه بهذه الطريقة .. لازم مورم كلبج منه ؟!!! فقالت : خاله .. ما أكدر أسولف واحجي .. لو بيدي هسَ أصرخ بعلاة صوتي .. ولكن أخاف تلتم الناس عليه ويكولون شبيه الحجيه .فقلت لها : حجيه .. هدي اعصابك .. ولعني الشيطان .. واشربي شوي ميه .. وسمي بالرحمن . فقالت : الحمد لله على كل حال .. والعوض من الله . فقلت لها :حجيه .. ان شاء الله ما راحلج شيء ؟ فقالت : شلون ما راحلي شيء .. راح عزيز كلبي .. أبو عيالي السته .. وبقوا ايتام يرعاهم الله برعايته وانا خالتك العجوز . فقلت لها : ماهي قصتك ؟!!! فقالت : اسلوف قصتي .. وبالعباس أبو فاضل عليك ان تنقلها الى العالم ليعرفوا ظلم الطاغيه (صدام ) وجلاوزته على الشعب العراقي .فقلت لها : وبكل أمانه انقلها حرفيا .. ليعرف الشعب العراقي أولا والعالم ثانياً ظلم الطاغيه على الشعب العراقي . فقالت : كنا نعيش انا وابو عيالي في منطقة من أهوار جنوب العراق .. يطلق عليها (أم الخير ) وبالفعل هي ام الخير .. فكان مضيفنا مفتوح الى الرايح والجاي ..لان خيرات الله كثيرة ..لا يمر يوم الا ونلتقي بزائر ..وفي يوم من الايام زارنا ضيفين وتناولا الافطار وذهبا .. وفي اليوم الثاني وجدت مضيفنا وبيتنا مطوق من قبل جلاوزت الامن الصدامي ومجرمي البعث الكافر .. ليعتقلوا أبا عيالي ..وبعد يوم جاءت قوة من الجيش الصدامي وحرقت مضيفنا وهدمت دارنا ..فسكنا مع أقاربنا ..وبدأنا نبحث عن أبا عيالي وعن سبب أعتقاله ..وتبين ان اعتقاله بسبب زيارة الضيفين في مضيفنا ..و انهما من المجاهدين الذين قارعوا النظام الصدامي الديكتاتوري الظالم .فقلت لها : حجيه ..اين هو أبو عيالك ؟!!! فقالت : لقد عدمه صدام ولم اعثر على جثته لحد الان .فقلت لها : كيف عرفت ان صدام أعدمه ؟!!! فقالت : بعد سقوط الطاغية .. كانت الفرصة ان أبحث عنه ..ولكن لم أجد له أي أثر .. الا عندما نشر أسمه في الجريدة ..فتبين انه معدوم . فقلت لها : هل خبرتي المنظمات العالمية التي تدافع عن حقوق القتله والمجرمين وتطالب بالغاء عقوبة الاعدام لهم ..وهل خبرتي الكتل السياسية والبرلمانيين الذين يسعون الى اصدار العفو العام عن المجرمين والقتله والى الغاء اجتثاب البعث ؟!!! فقالت : اين المنظمات العالمية عندما قتل صدام الملايين من شعبه ؟!! واين المنظمات العالمية عندما جفف صدام الاهوار التي هي مصدر معيشتنا .. لاتحول الى بائعة خضرة ؟!! وهولاء البرلمانيون الذين يزاويدون على دماء شهدائنا وينسون ايتامهم واراملهم ليدافعوا عن البعثيين القتله المجرمين ويتم ارجاعهم الى دوائرهم . فقلت لها : حجيه .. نظام الحكومة الجديدة لاتسمح لاي مجرم بعثي بالعودة الى دوائر الدولة . فقالت : عندما ابلغوني بان ابا عيالي شهيد وله حقوق وعليك ان تذهبي الى مؤسسة الشهداء لانجاز معاملة .. وبالفعل ذهبت الى المؤسسة لمقابلة مديرها .. وبالفعل قابلت المدير لاجده (فلان) الذي جاء لاعتقال ابا عيالي .. فقلت له ..انت فلان ..فقال ..نعم ..ماذا تريدين ؟!!! فقلت .. لا اريد اي شيء ..وخرجت من مكتبه .. وصرخت باعلى صوتي ( شنو صدام عاد ) .. وقررت مع نفسي ان لا اسعى بمطالبة بالحقوق وبعثي باقي على ارض بلدي يدنسها باجرامه القذر ..لاسعى لكسب معيشة اطفالي من كَد تعبي ..لاربيهم على تعاليم الاسلام الحنيف وبمحبة محمد صلى الله عليه واله وسلم وبحب ال بيت رسول الله والائمة الاطهار ورفع شعار ( يا لثارات الحسين ) الى أخر نفس فينا .فقلت لها : بارك الله بك ...وجعلك الله من السائرين على خط الحسين عليه السلام ... وسنلتقي في لقاء اخر .. ان شاء الله .
https://telegram.me/buratha