حيدر عباس النداوي
شكل رحيل القوات الامريكية المحتلة من العراق نهاية العام الماضي حدثا بارزا ليس على مستوى العراق والمنطقة بل على مستوى العالم باجمعه بسبب ما وصف في حينه بنجاح المفاوض العراقي باقناع الدولة العظمى امريكا من الخروج من العراق بطريقة بدت وكانها هزيمة لاعظم واكبر جيش في العالم دون ان يحقق الهدف والغاية التي قطع هذا الجيش الاف الاميال وتكبد الاف القتلى والجرحى وانفق الاف المليارات من اجلها ولم يخلف وراءه غير حكومة هزيلة وبلد متهالك وتكالب دول الجوار وديمقراطية اكثر ما يميزها الانحلال والتخبط وانتشار صحون الستلايت واجهزة الاتصال والانترنت وزيادة موازنة العراق المالية وانتشار الفساد المالي والاداري بشكل لم يسبق له مثيل.وجاء رحيل القوات الامريكية على ضوء اتفاقية امنية جرى الاتفاق عليها من قبل الطرفين اتخذت صبغتها الشرعية من مصادقة مجلس النواب العراقي عليها وهكذا اسدل الستار على تواجد القوات الامريكية بعد ان سحبت افرادها والياتها الى دولة الكويت وخلفت وراءها معسكرات ومواقع فيها كل ما لذ وطاب ويسيل له اللعاب فاصبح نهبا اما من قبل الحواسم المتحفزين في المناطق القريبة لهذه المعسكرات او من قبل قادة الوحدات العسكرية(الحواسم) الذين تجاوزوا كل الحدود والقوانين وتعاملوا مع هذه المعسكرات على انها املاك خاصة لهم فنهبوا كل ما فيها من اثاث واجهزة ومعدات وكرفانات،حتى ان احد الضباط الكبار "حوسم" احدى غرف الضباط الامريكان ولم يغادرها بعد فكانت وصمة عار في جبين ذلك القائد الميداني الذي لم يحترم عراقيته ولا انسانيته.اليوم القوات الامريكية تعود الى العراق من جديد ومن بوابة الصحراء الغربية ومدرجات مطار بغداد الدولي.كيف لا احد يعلم الا القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والمتحفزين للحواسم من الضباط الكبار ..وما هي المهمة التي ستناط بهذه القوات لاحد يعرف..كم المدة التي سيقضيها هذا الجيش امر غير واضح ..لماذا رحل الجيش الامريكي ولماذا عاد لا احد يملك الجواب .لكن جوابا واحدا يمكن الجزم به وهو ان مجلس النواب العراقي وهو الطرف الوحيد المخول بدخول وخروج الجيش العراقي وغير العراقي لا يعلم بالامر مطلقا وكان الامر لا يعنية ولا يفكر ايضا بالبحث عن الاسباب ورفض مقدم هذا الجيش ..وكيف سيرفض دخول الجيش والقوات الامريكية تمركزت في عدد من المدن وفي بغداد.ان حدوث مثل هذا الامر الخطير دون ان يكون لمجلس النواب راي فيه امر غاية في الخطورة والتجاوز لانه يعتبر انتهاك للقوانين والانظمة وتعدي صارخ على بنود الدستور وانتهاك متعمد للنظام الديمقراطي،غير ان الشيء الغريب هو صمت النواب وتخاذلهم وكأن الامر لايعنيهم والسؤال الذي يطرح نفسه هو اذا كان مجلس النواب الجهة المعنية بسيادة البلد لا يحرك ساكنا فمتى يا ترى تثور فيهم حمية الرجال ويوقفوا الحكومة عند حدها ويقتصوا منها .
https://telegram.me/buratha