سعيد البدري
اسرائيل ذلك الاسم المخيف ولكن ليس لمن امتلئت صدورهم ايمانا ويقينا بنصر الله وغلبة اصحاب الحق الذين وعدهم ربهم بالنصر على الطواغيت والمتجبرين شريطة اعمار هذا الوعد بالنصر باسباب القوة عبرتحصين الجبهات كافة لئلا ينفذ منها ذلك العدو المتغطرس, فنحن مع ايماننا بذلك النصر ودعمه في قلوبنا وضمائرنا ووجداننا لتحويل الخوف والرهبة الى قوة واقتدار نقارع بها ذلك العدو الذي حافظ طيلة عقود على ابقاء آلته العسكرية متقدمة متطورة مدعومة بدراسات وابحاث علمية واشترى لاجل تكريس تفوقه العسكري الرؤساء ومدراء اجهزة دول ومخابرات لتبقى هذه الانظمة ومن خلفها الشعوب تحت هيمنته وسطوته وتاتمر بامره متى ما شاء , حتى بانت طلائع الانعتاق يقودها الامام الخميني (رضوان الله عليه ) بتفجير ثورة الشعب ضد الشاه ونظامه الفاسد العميل ثم انطلقت كتائب المقاومة الاسلامية بدءا بالشهيد السيد عباس الموسوي ورفاقه وصولا الى انتصارات تحققت على الارض قادها الرجال الاوفياء ومنهم السيد حسن نصرالله مشهرين السلاح مع قلته وعدم فاعليته (نظريا) بوجه آلة الحرب الاسرائيلية ليضربوا لنا المثل بان اسباب القوة تكمن اولا داخل نفوسنا التي ان قهرناها فسنكون وان قهرتنا فلا ولن نكون ابدا. مع العمل الحثيث وطلب العلم لخدمة مجتمعنا وامتنا لمواجهة عدو غادر لايرى الا نفسه ووجوده (واعدوا لهم ما استطعم من قوة) والخطاب موجه لامة الاسلام بعمومها . فاين هي القوة التي نعدها !! هل بمنع ايران من امتلاك ناصية العلم ؟؟ام بتدمير بلداننا الاسلامية وتسليط عملاء الموساد والسي أي ايه من عناصر القاعدة وطالبان على رقابنا (سوريا مثالا) ؟؟ ام عبر بث افكار التفرقة والدفع بتخويف شعوبنا من التشيع (الشيعة فوبيا) الذي يصور في اطار حرب ثقافية ناعمة على انه لاينتمي للاسلام ؟؟ ام بمنع الفلسطينين من التوحد وتشكيل جبهة اوسع للمقاومة اكثر قوة مما هي عليه اليوم؟؟ انها ذات الاسئلة التي طرحها احد المواطنين المصريين اثناء اعتصامات ساحة التحرير لكن كما اظهرتها قناة العهر القطرية (الجزيرة) معكوسة ومشوشة باهتة الالوان خالية من الاهداف . وهذا ما يؤسف له في وقت تجد الصهاينة يقرعون طبول الحرب ضد ايران وكذا حال الامريكيين الذين يتبادلون الأدوار معهم ، والواقع الذي ينبغي ان نفهمه هو انه لا خلافات بينهم، او ان هذه الخلافات هي بمثابة تمويهات , يراد منها التضليل لإنجاح عنصر المفاجأة في حال تقرر الهجوم المزعوم على ايران لكن ماهي المفاجأة, انها ايران نفسها وان قيل ان تكنولوجيا روسيا والصين تقف ورائها وهذا امر فيه بحث ونقاش طويلين . فالخجل في نقل الخبر هو الحدث الابرز.فقد كانت الصفعة الايرانية لكل السناريوهات بدون طيار هذه المرة حيث الجمت السن هولاء الاوغاد وهاهي نظرية التفوق العسكري الصهيوني تهتز بقوة مع تصريحات خجولة وعلى استحياء من قبل اركان الكيان الاسرائيلي الذين بدوا وكانهم بلا حول ولاقوة وهم يذيعون خبر اختراق طائرة وصفوها بالمجهولة للاجواء الاسرائيلية في حين ان الخبر الاصلي الذي حاولوا اخفائه هو قيام حزب الله وبدعم ايراني من اختراق الاجواء والوصول الى اعماق فلسطين المحتلة في وقت تشيع اسرائيل انها تستعد لحرب وضربة عسكرية استباقية مع وضع رئيس حكومتها خطوطا حمراء بوجه قنبلة يقال ان ايران تسعى الى امتلاكها وعلى مرأى ومسمع من جميع قادة العالم. في هذا الوقت بالتحديد وفي ظل هذه الاستعدادات وحالة الاستنفار ، ومع وجود كل التكنولوجيا العسكرية تصل هذه الطائرة الى عمق العدو وتسقط لكن اين ؟؟ في قلب صحراء النقب!! أي في جنوب فلسطين المحتلة. ولنا ان نتصور التفوق العسكري الصهيوني ونظرياته وامن اسرائيل. فيالها من هزيمة وانتصار, هزيمة للتفوق والعنجهية وانتصار للعقيدة ودماء الشهداء والمظلومين والايمان بما يمكن ان نكون لو تخلينا عن انانيتنا وعدائنا لبعضنا , ولعل كل ذلك يسير في اطار تحول لابد من ان يقر به العالم لان موازين القوى لم تكن كما كانت فهذه المرة تنتصر هذه الثلة من امتنا لانها مؤمنة بالله اما في الامس فكان الالاف من الجنود العرب من مختلف البلدان العربية يساقون الى حروب خاسرة لانهم لايؤمنون بقتال عدو, انظمتهم اسوأ منهم بكثير وكأن النصر الالهي الموعود الذي رفعه قادة الانظمة العروبية كشعار محبوس عنهم بقدرة القدير الذي يقول ((ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم)) .فمتى تستفيق انظمة العروبة الحالمة بمستقبل سلام مع كيان دموي غاصب ومتى يفهم العالم ان الايمان بنصر الله عقيدة راسخة بحجم تلك التي يحملها اتباع مدرسة الاسلام الاصيل مدرسة اهل البيت (ع) وفيهم على امتداد التاريخ رجال لايساومون ولايداهنون ولايرتضون الذلة والهوان وهنا نقول ان على اسرائيل ان تقر بالهزيمة الكبرى لكل نظرياتها واوهامها وقبتها الحديدية وما هذه الهزيمة الا البداية فقط كما نتمنى لامتنا ان تكون مؤمنة بنصر الله لتتتمكن فعلا من الانتصار والمشاركة في صناعة مجد جديد للاسلام المحمدي...
https://telegram.me/buratha