الباحث والاعلامي : قاسم بلشان التميمي
ملاحظة ( انا لا اقصد الكل)تذكرت ايام دراستي الابتدائية عندما كان يسألني (معلمي) ماذا تريد ان تكون في المستقبل ؟ ولم أفهم سؤاله الا عندما يقول (من تكبر شتحب اصير) فأرد عليه بسرعة فائقة ( اصير معلم) وجوابي هذا يعكس ودون شك ثقافة (التملق) التي يمتلكها شعب (ما) فهذا الشعب (ما) وللأسف تعود من حيث يدري او لايدري ان يتملق للمعلم وكذلك لبائع (لفات الفلافل) عندما يقول له (الله اشكد طيبة لفاتك ... عاشت ايدك) وفي الحقيقة ان عملية المديح هذه تاتي من باب التملق حتى يقوم بائع الفلافل (بزيادة العمبة) على اللفة ! ويستمر التملق ليصل الى الموظف البسيط حيث يتملق له المراجع المنتمي الى شعب (ما) بالقول ( الله يكون بعونك !) وهذه الجملة هي جملة تملق بأمتياز حتى يقوم الموظف بأنجاز معاملة المراجع ، ويستمر التملق عندما يلتقي مواطن شعب (ما) مدير ناحية منطقة (ما !) حيث يبادر المواطن بالقول (الله يحفظكم وبارك الله فيكم) وفي حقيقة الامر ان المواطن ينتظر الساعة التي يقضى فيها نحب مدير الناحية هذا ولكن للتملق احكام !!.ويستمر تملق شعب (ما) ليصل الى اعلى المستويات وذلك عندما يطل علينا من على شاشة التلفاز (متملق سياسي) اقصد محلل سياسي حيث يقوم بعملية التحليل السياسي وذلك بالتقرب ( زلفا ) الى رئيس كتلة (ما) ويبدأ بعملية (التملق) واصفا رئس الكتلة هذا بأنه لو قصر الله في عمره فأن كل شيء سوف ينتهي وان ابناء الشعب (ما) سوف يصبحون يتامى ويهيمون على وجوههم في ارض الله الواسعة كقطيع دون راعي !.ان مصيبة شعب (ما) منذ فجر التاريخ والى يومنا هذا وربما الى يوم الميعاد تكمن انه لا يتقن عملية ( التملق) رغم تملقة ورغم تفانيه لكنه يبقى جاهل في هذا المجال والسبب ان الشعب (ما) هذا قد حدد نفسه بنفسه وحجم دوره عن طريق هرولته دائما وابدا وراء وظاهر خداعة (مبهرجة) وعلى سبيل المثال لا الحصر انه عندما يرتدي احد الاشخاص ملابس بسيطة ويتوجه الى ديوان مضيف (شيخ ما) نلاحظ عدم الاهتمام بهذا الشخص ولكن اذا قام نفس هذا الشخص في اليوم الثاني بأرتداء ملابس فاخرة و (أمتطى) سيارة فارهة وقصد مضيف (الشيخ ما ) نلاحظ ان الامور سوف تختلف (360) درجة.سادتي انا لايهمني كل ما ذكرت ولكن الذي يهمني هو حوار دار بين مجموعة من الاطفال حيث اخذ كل طفل يتكلم عن احلامه عندما يكبر فقال احدهم انا احب ان (أصير) جندي فقال له رفاقه (الأطفال) ليش تصير جندي فقال حتى من (يجي ابوية بسيارته ما افتشه واخلي يمشي بسرعة وما اتعبه بالوكفة بالحر)، وحقيقة ليس لدي تعليق على قول الطفل هذا لكن اعتقد انه أوصل رسالة عفوية وبريئة ببراءة الطفولة .اما الطفل الثاني فقال اتمنى من أكبر (أصير) لاعب مال طوبة مثل (ميسي) ، لكن لم يكمل كلامه والسبب ان كلامه اثار حفيظة طفل اخر يحب ( رونالدو) الذي بادر بالقول ( ليش ما تصير مثل رونالدو) ، وتطور الجدل بين الأطفال ليصبح سب وشتم بين الاطفال فهذا ينال من ميسي وبرشلونة وذاك ينال من رونالدو وريال ، ولكن تم احتواء الموقف وذلك بعد تدخل احد الأطفال الذي كان يتمتع بأحترام عدد لا بأس به من الاطفال وتم الوصول الى حل (توافقي) وهو حل اتمنى ان يصل اليه جماعة ( شعب ما) ، وأستمر حوار امنيات الطفولة حيث أدلى كل طفل بأمنيته مصحوبة بتفسير وتأويل وترويج لهذه الأمنية او تلك ، الى ان جاء دور طفل حيث صعق الجميع وأذهل الكل عندما قال لهم ( أنتم كلكم ما تفتهمون) فقال له جمع الأطفال لماذا ؟ فأجابهم بالقول ( أنتم ليش ما تتمنون وتصيرون فد شي جبير حيل جبير مثل ما اني احب ان اصير) فقالوا له يعني (شنو ) فقال هذا الطفل اني من اكبر احب ان اصير ( حرامي ّ) فقال له الاطفال (لك حرامي شنو تلزمك الشرطة) فرد عليهم الطفل (لا انا اقصد حرامي موعادي ) وهنا انتاب الاطفال لهفة الاستماع الى حديث هذا الطفل وانا لا يختلف حالي عن حال مجموعة الاطفال ومدى تشوقي لأكمال هذا الطفل حديثه حيث قال طفلنا (بابا حرامي مو عادي يعني واحد يطلع في التلفزيون ويحجي وتطلع الصور مالته بالجرايد) فقال له الاطفال ( هذا غير حرامي) فرد عليهم الطفل ( والله اني احجي صدك وداعة امي) فقالو له الاطفال ( زين هذا الحرامي ليش ما يلزمونه الشرطة ) فقال لهم ( بابا مو هذا حرامي مو عادي ) فرد عليه الاطفال (زين وانت من وين تعرف هذا الحرامي ؟ وشلون عرفته؟) فرد عليهم ( بابا يعرف كل الحرامية) فقالوا له شنو ( ابوك يشتغل وياهم ؟) فقال لا لا ( بابا) احد افراد شعب (ما) ويعرف كل الحرامية الباكوه يعني الذين ( سرقوه) ولكن ما ( يكدر يحجي) لان (بابا مو حرامي ).الى هنا تركت الاطفال وتركت جلستهم وحوارهم على امل ان تتحقق اماني الطفولة .
https://telegram.me/buratha