الذي عملت عليه الصهيونية طويلا هو أن تخرج الصراع العربي معها من دائرتها الى دائرة أخرى، اي أن توجه العرب وجهة أخرى في صراعهم معها، بأن تحول الصراع العربي الأسرائيلي الى صراع مع آخر..وصادف أن يجد هذا التوجيه والتوجه أرضية صالحة في البيئة العربية التخاذلية التي ما فتئت تبحث عن أعذار وتبريرات لهزائمها المتكررة في الحروب الخاطفة التي خاضتها مع أسرائيل، والتي لو راجعنا التاريخ ومعطياته جيدا، لوجدنا أنها حروب "مرتبة" معروفة النتيجة سلفا..
واستطاعت الصهيونية بمكرها وأدواتها العربية أن تخترع عدوا للعرب غيرها، وكان هذا العدو الأفتراضي هو إيران ما بعد الشاه، فالشاه كان حليفا للصهيونية، وإيران كانت أكبر دولة إسلامية أعترفت باسرائيل كدولة وككيان ومعها تركيا التي مازالت تحتفظ بسفارة كبيرة في تل أبيب، خلافا لما يروج له رئيس الوزراء التركي الأسلامي جدا..!
بسقوط الشاه نشأ وضع جديد، فإيران الإسلام كنست الصهيونية وأذنابها من طهران، واعلنت بل وعملت على أن هدف تحقيق العدالة التي بني عليها نظامها، لا يتحقق إلا بأزالة الظلم ومسبباته من المنطقة، ووجدت أن أول مسببات الظلم وإمالة ميزان العدل نحو كفة الباطل، يتمثل بالكيان الصهيوني الغاصب..
في الوضع الجديد وضعت الأنظمة الراديكالية في المنطقة العربية في إختبار لم تنجح فيه، وفشلت في أن تعبر عن عروبتها! في الوضع الجديد بدت الصورة وكأن جمهورية إيران الأسلامية أكثر عروبة من كثير من العرب في دفاعها عن القضية الفلسطينية، وهو توصيف ليس غريب أذا نحينا العصبيات جانبا ونظرنا الى البعد الأسلامي .
في الصراع مع أسرائيل فاتت على الكثيرين نقطة مهمة جدا، هي أن أسرائيل لم تقم على أساس قومي، فاليهود ليسوا قومية بمعنى القومية الأكاديمي، هم أتباع دين منغلق على نفسه أو هم أغلقوه على أنفسهم، ومن المفترض أن يتم مقارعة الصهيونية بنفس أدوالتها، القومية ليست أداة صالحة للصراع مع أسرائيل، وما دام العرب يقدمون الأنتماء القومي على الأنتماء الديني والعقائدي لن يفلحوا في صراعهم مع أسرائيل، بل أن الصراع غير قائم أساسا لأختلاف المنطلقات..
عصر القوميات أنتهى من العالم، وأسرائيل لن تخسر حربا مع دعاة القومية قطعا، إسرائيل ستخسرها مع المسلمين وليس غيرهم..وطائرة سيد المقاومين التي جالت سماء الأرض المحتلة قبل أن تنهي مهمتها بالسقوط أو الأسقاط لافرق، واحدة من أدوات الصراع بين الأسلام والصهيونية...وسنرسل المزيد...
كلام قبل السلام: في عمود سابق كنت أسميتها "طائرة سليماني" وظهر لاحقا أنها "طائرة نصر الله"..لا فرق...!
سلام...
2/5/1014
https://telegram.me/buratha