ابو ذر السماوي
قناعة وصل اليها العراقيون ان من بين اهم الاسباب لدوام الازمة هو تمسك اطراف الازمة وروادها بمطالبهم وتزمتهم في خياراتهم على الرغم من انها تثبت في كل يوم بانها تعارض وتعاكس رغبات الشعب العراقي ولا تنسجم مع حاجاته ولا تلبي تطلعاته لانها وببساطة نابعة من (الانا الضيقة )0 فمنذ اندلاع الازمة السياسية في العراق الكل كان يركز على لغة التفاوض والحوار والتفاهم الا انها كانت اللغة البعيدة عن (قاموس) هؤلاء كونهم اختصروا المسافات وضيقوا المساحات بان كل منهم وضع سقف محدد لطلباته ولم يرغب او يكلف نفسه ان يبحث عن المشتركات او افق الحل، والغريب ان كل الاطراف بدأت تسير في خطوط متوازية لايمكن ان تلتقي على المد ى القريب اوان تجتمع عند نقطة محددة مهما قلنا وتحدثنا عن وجود مشتركات بين هذه الاطراف الا ان تجزأ تلك الاطراف ونرصفها او نعزلها حسب التوجهات والياتها ورغباتها هنا فقط يمكن ان نجد طيف واسع وبما نطلق عليه اسم (الوطني مجازا ) لوجوده في كل القوائم والتكتلات مع الفارق في الاحجام والحضور الا انه بقى خجلا او متراقصا ومجاملا لايمكنه الخروج من الاطار الذي رسم اليه في بداية تشكيل القوائم او الكتل وصراع الانتخابات 0توجه اعلن عنه السيد عمار الحكيم في الملتقى الثقافي الاسبوعي وسط اعجاب الجميع لانه حرك فيهم ما يضمرون وشجع في نفوسهم ما يخافون ان يظهروا ،وكما يعلم الجميع ان السيد الحكيم كان ومنذ البداية داعية للحل بطرحه لاكثر من مبادرة والية ومتجاوزا عن كل الصغائر باذلا كل جهده وطاقته ووقته وسمعته مترفعا عن التنافسات الضيقة والتي لا تتلائم مع النفوس الكبيرة او اقلها فهي لاتخدم المشروع العام ولاتنسجم مع الهدف الاسمى ونجاع التجربة او اقلها وصولها بر الامان باقل الخسائر والاضرار.وكانت كل مبادرة من شأنها ان تنهي هذه الازمة وننطلق بافاق جديدة الا ان الاصرار والعنجهية وضيق الافق والتحرك من قبل رواد الازمة بعناوين (الانا وشخصنة المطالب وانية المكاسب) اضافة الى عدم الايمان بالمشاركة وتحول التنافس الى اقصاء والغاء وتمييز لفئة محددة دون الجميع واختصار العراق بمكوناته وتلونه في طوحات ومطالب هذه (الانا المقيتة) ، فراحت مبادرات السيد الحكيم ومطالبات الطالباني ونداءات الشعب وضعط الاوضاع الداخلية والخارجية الاقليمية والعالمية تصطدم بصخرة تلك (الانا )وعنادها وعدم مبالاتها بعواقب الامور لنصل الى العام الرابع من هذه الازمة وبقى الحال على ماهو علية ازمات تفقس اخرى واوضاع خانقة بلاد تدار من خلال المؤتمرات الصحفية مشاريع قوانين على شكل صفقات وتحالفات نابعة من توافق (الانا بافقها الضيق ) بين اطراف الازمة حتى بانت معالم تحالفات وتوجهات غريبة لترسم واقع هجين (وطني مجازا )0فلماذا لايطرح كحل فرضه واقع الازمة ونزوات الانا بين اطرافها ، هذا هو ما توصل اليه السيد عمار الحكيم بان لاحل للازمة الا بالياتها وقوانينها ومن قوانينها او اهون الشرين هو خيار الاغلبية السياسية والتي يؤيدها اطراف مختلفة وينادي بها من داخل كتلته وقائمته مغازلا تنازل من هنا ومكسب من هناك وامتياز من بين التصريحات ورفع مستوى الضغط في اتجاهات بعيدة فلماذا لايتحمل الجميع خياراته وقناعاته ويحترم تعهداتها والتزاماته بتشكيل الاغلبية السياسية او جمع وتوفيق بين المقتربين والمتناغمين في طيف سياسي واحد يؤهله ويتيح له وفق الدستور بتشكيل حكومة اغلبية سياسية ويتيح للاطراف الاخرى او الباقية او غير المتناغمة فرصة المعارضة ووفق الدستور ايضا لنخلص الى نتيجة بان البلاد ستمضي ولتتحرك العجلات الواقفة بعد ان ترفع العصي من داخلها ، وهنا يمكن ان نقول باننا انجزنا حل او لدينا حل لاان يبقى البلد معطل والدولة جامدة والكل يرغب بالكل والكل يشتم الكل ولا جديد الا تراكم المشاكل والمعضلات وفتح المجال والجسد العراقي للتدخلات الخارجية 0بهذا الطرح يمكن ان نقول اننا انتجنا حلا من الداخل على الرغم من الملاحظات والتحفظات التي طرحها السيد الحكيم والتي جعلته خارج هذا الحل ومن خلفه تيار شهيد المحراب(رضوان الله علية ) لقناعات واولويات خاصة بتيار شهيد المحراب واوليات عاهد الشعب والعراق ان يطبقها وان يلتزم بها مهما كانت الظروف وتحت أي ضغط كان ،ولن يكون احدها المشاركة في حكومة او الوصول الى مناصب طالما زهد فيها لانها لا تتلائم مع ما يطمح له المواطن ويجب ان يكون التكيز في هذه المرحلة على بناء الشخصية والنفس والذات الخاصة بتيار شهيد المحراب وترميم واصلاح الاوضاع الداخلية واستكمالها من منطلق ميدانكم انفسكم فان قدرتم عليها فانتم على غيرها قدر 0نعم طرح الحكيم عليكم حل يتلائم مع رغباتكم مع نزواتكم يشبعها يخرجكم من خجلكم وتواريكم بشعارات عريضة ويافطات وبتم تتخبطون وتدخلون البلاد في مطبات هو في غنى عنها ودهاليز ضيقة ومناطق مظلمة يصعب الخروج منها ، ومع ذلك فهذا الحل وهذا الطرح يخرج البلاد من الازمة او يفككها ويعيدها الى مصادرها ليبدأ من نقطة جديدة بعد ان اوقفتموه عند نقطة الازمة وهو يتراجع او يراوح بمكانه منذ ثلاث سنوات .
https://telegram.me/buratha