خميس البدر
لما تنتهي عشرة سنوات من عمر التجربة العراقية الجديدة حتى بدأت تظهر معها سلبيات المرحلة واخطاءها واخفاقاتها، لكن ماتحقق فعلا من انجاز على الاقل على مستوى التغيير في نمط التفكير السياسي والتوجهات الاجتماعية وطبيعة اولويات المواطن العراقي وبما يفكر.فبعد ان كانت اولوياته تنحصر في كيف يتفادى النظام البوليسي وكيف يوفر لنفسه غطاء وعذر ونظام حماية يبعده عن الدولة ومؤسساتها والسلامة من الحكومة واساليبها القمعية، بدات الجهة تتبدل بالاتجاه نحو كيفية الوصول الى تلك المؤسسات والانخراط في صفوفها وراح التفكير والخيال يتخذ افاق جديدة وايجاد مساحات واسعة للدخول في هذه المنظومة واقل ما يقال عن هذه الجزئية البسيطة في ظل كل هذه القوائم والاولويات وطوابيرالمشاكل والسلبيات والملاحظات انها انتصار لمشروع الوطن والمواطنة والوصول الى نتيجة (ان لا انسان بلادولة ترعاه ولا دولة بغير انسان يؤمن بها ), لادولة بغير ابناءها كل ابناءها بلا تمييز ولا تفريق .وان كانت حتى هذه الجزئية يشوبها الكثير من الرواسب وما رافقها من القفز على قيم الانسان واولوياته، الا انها بحد ذاتها تعد من جواهر وصلب التجربة والتغيير في العراق واهدافه العامة ولو بعد حين فالايمان والتراكم فهذا الاتجاه هو من يجعلنا في المسار الصحيح بعد ان يتبادل الطرفان المراكز (الدولة والفرد )الى ان يصلا الى حالة واحدة ولا تكاد تفرق بينهما بعدها يمكن ان نتدحث عن نجاح وبعبارة ادق اننا وضعنا قدم على اول خطوة في الطريق الصحيح طريق ( الالف خطوة ) فنحن نبني انسان وهو الغاية الاسمى .من هنا ياتي طرح السيد عمار الحكيم لهذا العدد من المبادرات او توجية نظر الدولة العراقية بكافة سلطاتها (التشريعية والتنفيذية والقضائية )و اشراك المؤسسات الغير الرسمية (هيئات مستقلة وتنظيمات شعبية ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني000 )في هذه المبادرات لكي تتوحد التوجهات ويزداد الزخم باتجاه المواطن وبناء الوطن.فترى ان السيد الحكيم بدا الامر من البئية التي ينتمي اليها او يقودها (تيار شهيد المحراب )بتغييرات واطروحات ففلسفة السيد الحكيم تكمن في بناء الانسان من الداخل وان يمارس نفس مايقول باسقاط مايؤمن على الواقع وتحويله الى بيانات وارقام ومسارات وطرق عمل تنعكس على حياة الفرد والمجتمع ثم الانطلاق نحو تعميمها فما تفعله اليوم في مجموعة محدوده او فئة معينة يمكن ان يكون عنوان عام يشترك فيه الجميع في المستقبل القريب ،كيف وانت تتعامل مع تيار واسع مثل تيارشهيد المحراب (رضوان الله عليه) يشمل جميع فئات المجتمع بحراك منظم وذا بعد تاريخي وجهادي وتجربة مريرة وعتيدة في البناء العقائدي للانسان والتركيز على الجوانب التربوية واتخاذه من المرجعية قيادة عليا ومصدر الهام وموجه نحو سبل الرشاد والخلاص و تاصيل وتنمية تلك المبادئ والقيم الحقة.فالمرجعية التي رمت بكل ثقلها في بناء العملية السياسية العراقية وتقويم التجربة واصرت ان يكون التاسيس ملامسا للجمهور ونابع من قناعاته وان يكون رايهم ملزم للجميع في (القبول او الرفض )الا انها لم تقترب من التمثيل او ان تكون على راس هذه الدولة او ان تكون طرف في المعادلة السياسية (وكم قالوا وكم قلنا ) لماذا لاتقوم المرجعية بالتصدي للقيادة وحكم العراق مادام اغلبيته من اتباعها ،لكن المرجعية ركزت على ان يتحمل الانسان او المواطن مسؤوليته وان يتخذ قراراته بنفسه وان يكون قادر على قيادة هذه البلاد بدولة تحترم الانسان( أي انسان )مادام ينتمي اليها وان تبنى على خدمة الانسان لا أستعباده وان تضمن حقوقه كل حقوقه كما تطالبه بواجباته (هنا فقط يمكن ان نقول اننا بنينا دولة).دولة تهتم بالجميع فكانت مبادرات الحكيم نابعة من هذا المجتمع وحاجاته ودعواته المتكررة بالعدل والمساواة والاحترام وتوفير المجالات لكي يعبر الانسان عن ذاته ولا يمكن الا بتوفيرالظروف الملائمة له لذا جاءت المبادرات عامة فائدتها لا تختصر بفئة او مجموعة او لون او جنس او عرق للجميع عنوانها المواطن بعيدا عن لغة الـ(انا) جاءت منسجمة مع روح المشروع العراقي وهدفه الاسمى ومنطلقا من متبنياته ونهجه الذي طالما دافع عنه والزم به نفسه قبل ان يدعو غيره اليه.اخر ما جاء في مبادرات الحكيم هو انشاء صندوق او هيئة او مركز او جهة تتبنى رعاية وتهتم بتطوير ذوي الاحتياجات الخاصة بعد ان دعى للاهتمام بالطفولة وقبلها البصرة عاصمة العراق الاقتصادية واعادة تاهيل العمارة وكلها تنمي ترمم تصلح تنهض تتقدم بالمشروع وتحقيق اهدافه فارجوا ان لاتكون هذه المبادرة هي الاخيرة كما ارجو ان لايتعامل معها الجميع بنفس النفس والبرود خاصة وانها تاتي للجميع ومن اجل العراق والعراقيين كل العراقيين 0ولان الحكيم قراها هكذا بعيد عن المسوامات والمزايدات والتراشق والتسقيط والتحزب فكونوا يا من ترعون الدولة العراقية بمختلف سلطاتها ومشاربها وتوجهاتها بمستوى الهدف النبيل وهو بناء الانسان العرقي والاهتمام به فأقرأوها كما قراها الحكيم0
https://telegram.me/buratha