حيدر عباس النداوي
أطلق زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم في الفترة الممتدة على مدى سنة تقريبا عدد من المبادرات والتي ابتدئها بمبادرة البصرة عاصمة العراق الاقتصادية ثم تبعها بمبادرة إعادة تأهيل ميسان وبطريقة تتسق في جوانبها الإنسانية وتختلف في مضامينها النوعية أطلق مبادرة وطنية للطفولة تركز جل هذه المبادرة على دعم الأطفال الذين يعيشون في كنف العوائل الفقيرة والمعدمة وأخيرا مؤتمر ذوي الاحتياجات الخاصة الذي عقد السبت في بغداد ودعا الى تشكيل هيئة مستقلة لذوي الاحتياجات الخاصة مع جملة من المقترحات والمتبنيات التي تاخذ على عاتقها خدمة هذه الشريحة المعدمة والتي لم تجد الاهتمام الكافي من الحكومة ومن الجهات المختصة.ومن المؤكد فان السيد الحكيم لن يتوقف عن اطلاق المبادرات التي لها تماس مباشر بحياة واحتياجات الناس في الفترة المقبلة دون ان ينسى اهمية تفعيل المبادرات السابقة وضرورة ان تاخذ طريقها الى التنفيذ والتفعيل خاصة بعد ان تاكد ان هذه المبادرات تتعلق باحتياجات حقيقية ولا تختص بطرف دون طرف اخر حتى وان كانت البصرة عاصمة العراق الاقتصادية لانه لم يقل عاصمة الجنوب الاقتصادية وكذلك الحال بالنسبة لاعادة تاهيل ميسان فان هذا التاهيل له من الاثار الايجابية على مستقبل العراق وابناء المنطقة لما لهذه المحافظة من مميزات تاريخية واثرية وسياحية والحال ينطبق على مبادرة الطفولة وكذلك المطالب التي تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة اضف الى ذلك ان هذه المبادرات تحضا برضا وقبول عدد كبير من اعضاء مجلس النواب وهذا الرضا مهم لتمرير هذه المشاريع في مجلس النواب على شكل قوانين ومشاريع ملزمة للحكومة المركزية فمشروع البصرة قرأ قراءة اولى وهناك اكثر من (160) توقيع لادراج مشروع اعادة تاهيل ميسان وهو رقم مرعب وكافي لتمرير القانون منذ اول قراءة.وما ميز مبادرات الحكيم هو قدرته على نقل الصراع من الساحة السياسية والتكالب بين النواب والكتل على مصالح حزبية وشخصية ضيقة دون ان يكون للمواطن اثر فيها الى ساحة الصراع على قضايا واقعية وفعلية تخص الناس وتخص احتياجاتهم ومشاكلهم وهذه الالتفاتة كافية لان تكون مبادرة قائمة بذاتها.واذا ما اراد البعض ان يشكك بحقيقة نوايا هذه المبادرات ويقف بالضد منها من خلال إدراجها في خانة الدعاية الانتخابية فليكن كذلك ولتكن دعاية انتخابية لتيار شهيد المحراب في المرحلة المقبلة لان هذا الادراج لا يعتبر مثلبة ضد السيد الحكيم وضد تيار شهيد المحراب لان النظم الديمقراطية قائمة على الدعاية الانتخابية وهذه الدعاية الانتخابية قائمة على برنامج ومبادرات وخطة وخارطة طريق حقيقية واضحة قادرة على اقناع الناخب بوجود برنامج حقيقي اقر في البرلمان واخذ طريقة الى التنفيذ وهو على عكس الأطراف الاخرى التي تستخدم إمكانيات الدولة في الدعاية الانتخابية دون ان يكون لديها برنامج حكومي حقيقي يمكن الاستناد عليه وتجربة السنوات الماضية دليل كافي على ان دعاية الحكيم أفضل من واقع الحال لان هذا الواقع لايستند على أي حقيقة سوى افتعال الازمات والعمل العشوائي ويكفي صدق هذا القول ان مجلس الوزراء الذي يقود العراق منذ سبع سنوات لا يوجد لديه برنامج سياسي واقتصادي واتحدي أي شخص ياتيني بهذا البرنامج.
https://telegram.me/buratha