حيدر عباس النداوي
استبشرت العوائل العراقية التي لديها أولاد في الكليات والمعاهد خيرا بعد مصادقة رئاسة الجمهورية على قرار توزيع منحة شهرية مقدارها 100 إلف دينار على طلبة الكليات والمعاهد و 150 الف دينار لطلبة الماجستير والدكتوراء خاصة وان المصادقة على قرار توزيع المنحة اقترن مع بداية العام الدراسي الجديد وبالتالي فان هذا الإجراء سيكون له اثر ايجابي على كثير من العوائل الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود والمساهمة في رفع بعض من الإحراج والكلفة التي تعاني منها هذه العوائل مع بداية كل موسم دراسي بسبب الضائقة المالية التي تعاني منها معظم العوائل المعنية.وكان من المقرر ان توزع هذه المنحة في الشهر الحالي وحسب تصريحات عدد من نواب لتكون عونا للطلبة في تجاوز المراحل الدراسية وتقليل معانات اهالي هؤلاء الطلبة المعدمين ومن أصحاب الدخل المحدود الا ان هذه التصريحات لم تجد طريقها الى المصداقية بعد تصريحات محبطة لوزير التعليم العالي علي الأديب الذي ينتمي الى كابينة رئيس الوزراء والتي اعلن فيها عدم قدرة الحكومة ووزارة المالية ووزارة التعليم العالي من الإيفاء بالتزاماتها وتوزيع المنحة خلال السنة الحالية لعدم وجود تخصيصات مالية كافية مرصودة لهذا الغرض.وتصريح وزير التعليم العالي والبحث العلمي لم يكن موفقا في كل الأحوال وكان حري به ان يطالب رئيس الحكومة ووزارة المالية بتوفير مبلغ المنحة وهو ليس مبلغا خياليا لا يمكن توفيره خاصة في ظل الوفرة المالية التي تشهدها الموازنة العراقية بسبب زيادة صادراته النفطية وارتفاع أسعار النفط العالمية إضافة الى وجود أموال كثيرة مدورة في الموازنة المالية لعام 2012 بعد فشل الوزارات بإنفاق الأموال الاستثمارية المخصصة حيث بلغت نسبة الإنفاق حوالي 30% فقط وبالتالي يمكن الاستفادة من الأموال المسترجعة لمثل هذه المناقلات .غير ان هناك مخاوف حقيقية يخشاها البعض من ان تكون المزايدات السياسية بين الكتل وراء قرار عدم وجود تخصيصات مالية كافية لتوزيع منحة الطلبة للأشهر المقبلة وبالتالي تكون هذه المزايدات حجر عثرة مفتعلة من قبل وزارة التعليم العالي لإفشال مسعى الجهات التي سعت الى اقرار القانون يكون الخاسر فيها أولا وأخيرا الطلبة من أصحاب الدخل المحدود وعوائلهم.ان بإمكان الحكومة العراقية توفير مبالغ المنحة المالية لطلبة الكليات والمعاهد في اي وقت تريد لان توفير مبلغ (50) مليار دينار عراقي لتوزيع المنحة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة ليس بالمبلغ الخيالي وهو لا يعادل شيئا في حساب الأرقام والسرقات والصفقات،لكن هذا المبلغ سيكون كبيرا ومستحيلا اذا ما تم حسابه وفق حسابات الربح والخسارة في المعادلة السياسية وسيكون أصعب اذا ما وجدت دولة القانون والدكتور الأديب ان توزيع المنحة سيحسب لجهة معينة خاصة ونحن نقترب من مواسم الانتخابات.
https://telegram.me/buratha