المقالات

الدستور.. لا رأي لمن لا يطاع

781 15:08:00 2012-10-15

بقلم: نائب رئيس الجمهورية المستقيل عادل عبد المهدي

امر شائع تحميل الدستور ممارسات التعطيلات والمحاصصة ومنع حكومة الاغلبية واعطاء المكونات حجماً اكبر من الوطن. فكيف يفعل الدستور ذلك، وهو معطل ولا يطبق الا انتقاءاً؟ فالنقد الاكبر الذي يوجه للسلطة التنفيذية والقوى السياسية، وبالتالي التشريعية هو تعطيلها الدستور.. وعدم العمل بمواده.. والتلكؤ في استكمال القوانين اللازمة لنقله من واقع المبادىء لواقع التطبيقات.. والانتقائية التي تأخذ ما ينفعها وترفض ما يلزمها او يحاسبها ويضع شروطاً لسلطاتها، لذلك اسماها البعض بالمشروطية، مقابل المستبدة.

لم يؤسس الدستور المكونات.. بل تعامل مع حقيقة قديمة قائمة.. والحكم الذاتي لكردستان بسلطته التشريعية وادارته المحلية سابق للدستور.. وفرضته الطبيعة التعددية للشعب. كذلك تعددية المذاهب والديانات والقوميات. لذلك لنتوقف عن المناورة، فامامنا طريقان رئيسيان.. العودة للمركزية والحكم الاستبدادي الاحادي، او اللجوء للخيار اللامركزي والاتحادي. ويجهل التاريخ من يتكلم عن النظام الاتحادي وكأنه صنيعة الاجنبي..

فنظام الولايات والامارات معروف لدينا تاريخياً، وغير بعيد عن ثقافاتنا وادبياتنا.. والعراق شاهد لذلك.. كولاية بغداد والبصرة والموصل وشهرزور حسب المراحل والدول. كذلك يظلم الحقيقة من لا يرى الواقع التاريخي القديم للنظام المركزي والاحادي، وان مؤسسه في العراق المعاصر هو الاحتلال البريطاني. فما لدينا اليوم ليس النظام الدستوري لنحاكمه، بل نظام متداخل يعطل بعضه بعضاً.. في جزء منه استمرار لتطبيقات الماضي، وفي جزء اخر مواد دستورية لا تعطي فاعليتها الا بتطبيق مواد اخرى.. وفي جزء ثالث اجتهادات انية وشخصية.

اقر الدستور الانتخابات بقاعدة مواطن/صوت بدون "كوتات" مؤثرة وحسب النسب السكانية.. فلم يطالب الدستور الشيعة او السنة او الكرد، او غيرهم ان يخوضوا الانتخابات بقوائم خاصة. فنحن من اختار تحالفاتنا ونظمنا الانتخابية، ونحن من يستطيع تغييرها، ولا علاقة لها بالدستور.

يجب عدم الخلط بين مستويين مترابطين.. المكونات التي حلولها الالتزام بالمباديء الدستورية لتضمن حقوقها ومصالحها ومستقبلها.. والثاني الاحزاب وبرامجها وسياساتها المختلفة وطنياً ومحلياً. سيفتح المستوى الاول، ان انجز، الافاق لحلول جذرية وتاريخية تسمح بقيام دولة لامركزية واتحادية توحد الجميع.. وسيسمح الثاني، من تخليص الاحزاب من تفردها بتمثيلية المكونات، حتى مع بقاء الفلسفات والخلفيات.. وتشكيل حكومات وحدة وطنية او اغلبيات سياسية حسب المصلحة والظروف.. لنضيق الخناق على الاستبداد.. ولنخرج من المحاصصة والتعطيلات المتقابلة.. ولنعزز وحدة البلاد ونضمن تطورها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك